المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28



لماذا يجب علينا تربية الأبناء؟  
  
1311   07:24 صباحاً   التاريخ: 10-8-2022
المؤلف : ميسم الصلح
الكتاب أو المصدر : طفلك يعاني من مشاكل سلوكية؟ أنت السبب!
الجزء والصفحة : ص17ــ19
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /

من واجبنا تربية أبنائنا اتباعاً لأوامر الله تعالى ورسله، فتربيتهم سنسأل عنها يوم القيامة، ثم إن الأبناء نعمة أنعمها الله على من يشاء من عباده فالواجب شكره عليها وذلك بحمايتهم وتربيتهم تربية صحيحة. وإليك هذا المثل البسيط، فأنت عندما تتلقى هدية من شخص عزيز عليك، من المؤكد أنك ستحافظ على هذه الهدية وستكون حريص على أن تحميها خوفا من فقدانها وحتى لا تزعج من أهداك إياها. فكيف عندما تكون هذه الهدية هم الأبناء، ومن أهداك إياهم هو الله تعالى؟ فعليك إذاً حمايتهم والمحافظة عليهم وذلك بتربيتهم. 

وبالإضافة إلى أن التربية واجب ديني فهي ضرورية لمساعدة الأبناء على خوض غمار الحياة ومواجهتها بحلوها ومرها، وتحصينهم حصانة ذاتية تمكنهم من العيش عيشه سوية.

وقد لخص الفلاسفة أهمية التربية كالتالي:

أفلاطون: «التربية هي أن تضفي على الجسم والنفس كل جمال وكمال ممكن لها».

الغزالي: «الغرض من التربية هي الفضيلة والتقرب إلى الله».

جون ديوي: «التربية هي الحياة وهي عملية تكيف بين الفرد وبيئته».

فالتربية إذاً كلمة صغيرة ولكنها تحمل معان عدة، ومن هذه المعاني، العناية، الرعاية، التوجيه، الإشراف والتهذيب. والتربية عملية هادفة، ومن هذه الأهداف، المحافظة على فطرة الطفل ورعايته وتنمية مواهبه وغرس القيم والفضائل والأخلاق الحميدة في نفسه والتربية لها ميزاتها، ومن هذه المميزات، أنها عملية مستمرة متواصلة ليس لها نهاية، فهي بالتالي تختلف وتتغير بتغير المرحلة العمرية.

هل سألنا أنفسنا يوما: لماذا مرحلة الطفولة عند الإنسان أطول بكثير من مراحل الطفولة عند باقي الكائنات الحية؟ الجواب باختصار: (حتى تتوفر فترة أطول لتربية هذا الكائن المميز الذي ميزه وكرمه الله تعالى عن سائر خلقه)، وبالتالي هذا ما يؤكد أهمية وخطورة وظيفة التربية، لأنها يجب أن تكون تربية سليمة من أجل إيجاد جيل واع مسؤول أمام المجتمع وأمام الله، محب للخير كاره للشر يجب أن تكون تربية صحيحة لنترك خلفنا ذرية صالحة نافعة، تنفعنا وتنفع الأمة، لأن أبناءنا هم امتداد لنا واستمرار لوجودنا. وإذا كانت تربيتنا خاطئة وسيئة، سيكون أولادنا سيئين، وأحفادنا أسوأ، وهكذا دواليك... 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.