المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



لابد أن يتحملوا عواقب خياراتهم (وهذا شيء مقبول)  
  
1705   12:09 صباحاً   التاريخ: 20-5-2021
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص195-196
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /

حين كنت في السادسة عشرة قررت أن ألتحق بمدرسة لتعليم العناية بالغابات ، وبالفعل تم قبولي بها ، وحين كنت على وشك بدء الدراسة بها أعلنت فجأة أنني أريد دراسة الفن بدلاً من ذلك ، ويا له من تغيير! لابد أن والدتي كان لها رأي مخالف بشأن هذا الأمر ، الا انها احتفظت به لنفسها وساندتني في قراري ، وما زلت لا أدري أي الخيارين كانت تفضل لي (إن كانت تفضل أحدهما من الاساس).

بالطبع ، سيكون لك رأي فيما يتخذه طفلك من خيارات ما دمت تهتم بمصلحته ؛ فانت تقلق بشأن ما اذا كانت المادة التي اختارها للدراسة ستكون شاقة عليه ، او اذا كان سيندم على تفويته لدراسة اللغة الاسبانية ، او بسبب اختياره لمادة الفيزياء فقط لأنه معجب بمدرسها. لكن لا يمكنك فعل شيء حيال هذا الامر. يمكنك مساعدة طفلك (بهدوء ودون فرض أي ضغوط او توضيح لما تفضله انت) على اختيار الشيء الأمثل له ، وبعدها عليك ان تسانده في قراره ، حتى ان كنت تشك في انه الخيار السليم.

اسأل نفسك بعض الأسئلة ، ماذا سيحدث اذا لم يتبن ابنك الخيار الذي تراه انت سليما؟ هل اريد منه ان يتخذ هذا الخيار من اجل مصلحته هو أم لسبب راجع لي انا؟ انت والد متعقل ، أعلم هذا ، وأعلم انك لا تريد ان توجه مسار حياة طفلك الى مهنة او حياة لم يخترها بنفسه ، الا انه من السهل ان تنخدع وتظن انك تعلم افضل منه وربما تظن انك تبنى خيارات على ما فيه مصلحته ، لكن حتى في هذه الحالة قد لا تكون محقا.

إن وظيفتك كأب – كما اقول دوما - هي أوسع مجالاً من دور المدرسة ؛ فانت لا تعلم طفلك الكيمياء او اللغة الإنجليزية ، بل تعلمه مهارات الحياة ، وهذا يتضمن عملية اتخاذ القرار ، واذا لم تدعه يقوم بهذا بنفسه فانت هكذا لا تساعده.

المدهش في الأمر هو أنني لم اصبح متخصصاً في الغابات او فناناً ، بل عملت في مجالات عديدة الى ان استقر بي المقام واصبحت كاتباً. ان لدى صديقا كان يعاني من مشكلة الاختيار بين دراسة اللغة الروسية او اللاتينية ، وهو الان يدير وكالة توظيف ، كما أعرف شخصين يحملان درجة علمية في الكيمياء ؛ احدهما مستثمر مصرفي ناجح ، والاخر صار مهرجا ناجحا (أجل، بكل امانة) بل انني اعرف شخصا عمره الان اثنان وسبعون عاما ، كان قد ترك المدرسة وهو في سن الخامسة عشرة ليصبح ضابط جمارك، ثم استكمل دراسته وهو في سن الستين ليحصل على درجة في القانون ويصير محاميا.

كما ترى، يمكن لخياراتنا ان تؤثر على المسار الذي تتخذه حياتنا، لكن ليس بالضرورة ان يكون هذا هو التأثير الذي نتوقعه. لذا ربما يجب عليك اعطاء الفرصة لطفلك ليدرس المادة التي يريدها. واذا ما منحته الثقة والمهارات التي يحتاج اليها اثناء مرحلة النمو ، سيكون قادراً على تحويل أي خيارات دراسية او نتائج اختيارات الى مسار مهني يحبه ، وسيكون سعيداً بذلك.

عليك ان تسانده في قراراته ، حتى ان كنت تشك أنها الاختيار السليم.  




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.