الأفق الزمني للتخطيط

التساؤل الذي يطرح نفسه في هذا الصدد يتعلق بالمدى الذي يتعين أن نتطلع إلى بلوغه في المستقبل عند القيام بتطوير خطة ما، ولكن لا توجد إجابة لمثل هذا التساؤل، إلا أنه قد يكون من المنطقي أن يجري التفكير في التخطيط على المدى القصير أو المتوسط أو الطويل أيا كان نوع التخطيط. وتعد فترة السنوات الخمس هي الحد الأدنى الذي ينبغي اعتباره إطارة زمنية لعملية التخطيط، وربما كانت الخطة العشرينية أكثر مناسبة عند التخطيط لنظام صحي خاص بمجتمع ما كي يتسنى لها التعامل المنظم مع عمليات تطوير النظام على المدى الطويل، وذلك على الرغم من أن نمط الأفق الزمني هذا يعد من المنظور العملي غير مناسب لوقتا الحاضر. ذلك إلى جانب أنه قد لا يتوافر قدر كاف من البيانات لنبني عليه توقعات مستقبلية تمتد من خمس سنوات وحتى عشر سنوات. وعلى أية حال ينبغي أن تكون الخطة على قدر من المرونة بما يسمح لها بالتكيف مع التحولات التي تمر بها البيئة، وهذا العامل هو الذي يشجع عادة على وضع أفق زمني أقصر. ومع ذلك فإن الأفق الزمني للتخطيط والممتد لعام أو عامين والمتبع عادة في مجال الرعاية الصحية قد يكون قصيرا بدرجة يصعب معها إحداث تغييرات في البنية التحتية والتي تعد ضرورية لتحسين الحالة التي عليها نظام الرعاية الصحية. وسنتناول مسألة الآفاق الزمنية بمزيد من التفصيل في الفصول المخصصة لذلك والتي تناقش التخطيط الصحي للمجتمعات والتخطيط على مستوى المنظمات.