المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

قصَّة يحيى (عليه السلام)
25-11-2020
خيار الرجوع في مجلس العقد الحقيقي في القانون والفقه المدني .
29-5-2016
كيف تتخلص من القلق؟؟
26-6-2019
التسليم
2024-08-17
عيادة أبي بكر وعمر للسيدة الزهراء ( عليها السّلام )
19-5-2022
القانون الدولي التقليدي
22-3-2017


المدرسة والمدرس  
  
1459   01:54 صباحاً   التاريخ: 1-8-2022
المؤلف : ميسم الصلح
الكتاب أو المصدر : طفلك يعاني من مشاكل سلوكية؟ أنت السبب!
الجزء والصفحة : ص83ــ85
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

آه ... المدرسة وما أدراك ما المدرسة في يومنا هذا.

لطالما كانت المدرسة هي الصرح التربوي والتعليمي التي فيها يتلقى الفرد العلوم والأخلاق والقيم والآداب، ولكن للأسف غالبية مدارس اليوم أصبحت مشروعاً تجارياً ومكسباً للمال فقط، وابتعدت كل البعد عن دورها الأساسي، ألا وهو تربية الأجيال.

فالمدرسة كانت بالأمس مكملا لدور البيت في التربية، بل وأكثر من ذلك، كان لها الدور الرئيسي في التربية السليمة إذا كانت هذه التربية غير متوفرة في البيت لظروف ما.. ولكن واحسرتاه أصبحت اليوم مكملة لسوء التربية التي بدأت في البيت للأسف.

أصبح المعلم في هذه الأيام هدفه كسب المال فقط، فهو امتهن التعليم دون محبته له، بل لأنه في معظم الأحيان قد يكون المهنة الوحيدة التي تيسرت له فبالتالي لن يستطع أن يكون ناجحا فيها.

أنا هنا دائيا أقع في حيرة.. من المسؤول؟ علل من يجب أن نضع اللوم؟ على الأهل أم على المدرس أم على إدارة المدرسة؟ لا أعلم، فهي في الحقيقة حلقة مترابطة متكاملة.. الأهل لا يريدون أن تعاقب ولدهم، ولدهم دائما على حق، يتباهون أمامه بأنهم سوف يتشاجرون مع المدرس في حال تكلم معه بطريقة لم تعجبه.. المدرس بات يفتقد إلى معايير المدرس الناجح في أغلب الأحيان، فهو إن كان يفهم في مادته فللآسف لا يفهم أساليب التعامل مع الطلاب، هدفه إعطاء حصته وانتهى الأمر، يقبض راتبه آخر الشهر وانتهى الموضوع،
يتجاهل تصرفات الطلاب السيئة، لماذا يتعب نفسه؟ لماذا يضع نفسه في مواجهة مع الأهل وإدارة المدرسة ستقف معهم وبالتالي سيصبح هو المذنب وسيوجه إليه إنذار ومن الممكن أن يخسر وظيفته؟. يقول المعلم إذا كان أهله غير مهتمين بمصلحته وتربيته لماذا أتعب نفسي؟!
أما إدارة المدرسة فهدفها قبول أكبر عدد من الطلاب لكسب المال، تتجاهل تصرفاتهم السيئة وتضحك في وجه أولياء أمورهم حتى تكسب رضاهم وتضمن بقاء أولادهم في المدرسة.. يتغاضون عن أخطاء المعلمين إن وجدت، فالموجود أفضل من غيره (واللي بتعرفه أحسن من اللي ما بتعرفه).

هل فهمتم شيء؟ أنا نفسي لم أفهم، فالموضوع متشابك ومترابط والضحية في النهاية هو الطفل البريء، الذي لو وجد تربية في البيت ونظام في المدرسة ومعلم مخلص متمكن من عمله، لما عانى من أي مشكلة في سلوكه ولسارت حياته بشكل طبيعي، ولكن للأسف بتنا اليوم نضع اللوم عليه ونلصق به الأمراض السلوكية ونشخص حالته ونصف له دواء متجاهلين أضراره الجانبية، دون أن ننظر إلى سبب مشكلته والتي لو حاولنا التفكير بها قليلا لوجدنا أننا نحن سببها دون منازع... 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.