المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

مدخل منهج النحو
4-2-2019
تكنولوجيا الصحة
17-10-2021
إعـداد قـائـمـة الدخــل فـي الشركـات المساهمـة
2024-06-13
ملاحظات في التشجيع
19-6-2016
الشيخ محمد التمامي الجزائري الشيرازي
28-1-2018
Kamtok consonants
2024-05-17


من تراث الشهيد: في رحاب العقيدة والكلام  
  
1517   03:39 مساءً   التاريخ: 29-7-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 5، ص225-226
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / التراث الحسينيّ الشريف /

ونختار من هذه البحوث نماذج ممّا وصلنا عن أبي الشهداء الحسين بن عليّ ( عليهما السّلام ) .

1 - ومما قاله عن توحيد اللّه سبحانه : « . . . ولا يقدّر الواصفون كنه عظمته ، ولا يخطر على القلوب مبلغ جبروته ؛ لأنه ليس له في الأشياء عديل ، ولا تدركه العلماء بألبابها ولا أهل التفكير بتفكيرهم إلّا بالتحقيق إيقانا بالغيب ؛ لأنه لا يوصف بشيء من صفات المخلوقين وهو الواحد الصمد ، ما تصوّر في الأوهام فهو خلافه . . . يوجد المفقود ويفقد الموجود ، ولا تجتمع لغيره الصفتان في وقت ، يصيب الفكر منه الإيمان به موجودا ، ووجود الإيمان لا وجود صفة ، به توصف الصفات لا بها يوصف ، وبه تعرف المعارف لا بها يعرف ، فذلك اللّه ، لا سمّي له ، سبحانه ليس كمثله شيء ، وهو السميع البصير[1].

ومما قاله أيضا لابن الأزرق : أصف إلهي بما وصف به نفسه وأعرّفه بما عرّف به نفسه ، « لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس ، فهو قريب غير ملتصق ، وبعيد غير متقصّ ( تقص ) يوحّد ولا يبعّض ، معروف بالآيات موصوف بالعلامات ، لا إله إلّا هو الكبير المتعال »[2].

2 - وخرج على أصحابه فقال : « أيّها الناس ! إنّ اللّه جلّ ذكره ما خلق العباد إلّا ليعرفوه ، فإذا عرفوه عبدوه ، فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة ما سواه . ثم سأله رجل عن معرفة اللّه فقال : معرفة أهل كلّ زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته »[3].

3 - وتكلّم عن ملاك التكليف قائلا : « ما أخذ اللّه طاقة أحد إلّا وضع عنه طاعته ، ولا أخذ قدرته إلّا وضع عنه كلفته »[4].

4 - وكتب للحسن بن أبي الحسن البصري جوابا عن سؤاله حول القدر : « إنّه من لم يؤمن بالقدر خيره وشرّه فقد كفر ، ومن حمل المعاصي على اللّه عز وجل فقد افترى على اللّه افتراء عظيما ، إنّ اللّه تبارك وتعالى لا يطاع بإكراه ولا يعصى بغلبة ولا يهمل العباد في الهلكة ، لكنّه المالك لما ملّكهم ، والقادر لما عليه أقدرهم ، فإن ائتمروا بالطاعة ؛ لم يكن اللّه صادّا عنها مبطئا ، وإن ائتمروا بالمعصية فشاء أن يمن عليهم فيحول بينهم وبين ما ائتمروا به فعل ، وإن لم يفعل فليس هو حملهم عليها قسرا ولا كلّفهم جبرا ، بل بتمكينه إيّاهم بعد إعذاره وإنذاره لهم واحتجاجه عليهم طوّقهم ومكّنهم وجعل لهم السبيل إلى أخذ ما إليه دعاهم وترك ما عنه نهاهم . . .[5].

5 - واشتملت أدعيته ( عليه السّلام ) على درر باهرة في التوحيد والمعرفة والهداية الإلهية ولا سيما دعاء العشرات المرويّ عنه[6] ، ودعاء عرفة الذي عرف به ؛ لما يسطع به من معارف زاخرة وعلوم جمّة ، بل هو دورة عقائدية كاملة . وإليك مطلعه :

« الحمد للّه الذي ليس لقضائه دافع ولا لعطائه مانع ولا كصنعه صنع صانع ، وهو الجواد الواسع ، فطر أجناس البدائع وأتقن بحكمته الصنائع ، لا تخفى عليه الطلائع ولا تضيع عنده الودائع ، أتى بالكتاب الجامع و ( بشرع الإسلام ) النور الساطع وهو للخليقة صانع وهو المستعان على الفجائع . . . »[7].

 

[1] موسوعة كلمة الإمام الحسين : 530 عن تحف العقول : 173 .

[2] المصدر السابق : 533 عن التوحيد : 79 .

[3] المصدر السابق : 540 عن علل الشرايع : 9 .

[4] موسوعة كلمات الإمام الحسين : 542 عن تحف العقول : 175 .

[5] المصدر السابق : 540 - 541 عن معادن الحكمة : 2 / 45 .

[6] البلد الأمين للكفعمي : 24 .

[7] موسوعة كلمات الإمام الحسين : 793 - 806 عن إقبال الأعمال : 339 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.