المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

السخرية من الطفل
13-1-2016
زياد بن رجاء هو زياد
5-9-2017
أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم (أبو بكر البرقي)
10-04-2015
تخزين البنجر (الشوندر)
2024-04-16
أحوال وبابل في عهد الاسكندر المقدوني
16-10-2016
Classifying the Source
2-3-2016


موقف الامام الحسين (عليه السلام) من البيعة ليزيد  
  
1966   05:12 مساءً   التاريخ: 11-7-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 5، ص111-114
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

دعوة انتهازية وخطّة شيطانية :

عندما ارتفعت راية الحقّ مرفرفة فوق ربوع مكّة ومعلنة عن انتصارها ؛ دخل أبو سفيان ومعاوية في الإسلام ونار الحقد تستعر في قلبيهما ونزعة الثأر من الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) وأهل بيته ( عليهم السّلام ) تكمن في صدريهما ، فتحوّلا من كونهما كافرين إلى كونهما مستسلمين طليقين من طلقاء الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) . ولم يطل العهد حتى حكم عثمان بن عفان فتسرّب ما كان مختبئا في القلب وظهر على لسان أبي سفيان وهو يخاطب عثمان بقوله : صارت إليك بعد تيم وعديّ فأدرها كالكرة فإنّما هو الملك ولا أدري ما جنّة ولا نار[1].

وخاطب أبو سفيان بني اميّة ثانية : يا بني اميّة ! تلقّفوها تلقّف الكرة ، فوالذي يحلف به أبو سفيان ما زلت أرجوها لكم ، ولتصيرنّ إلى صبيانكم ورثة[2].

وحين أطلّ معاوية من نافذة السقيفة على كرسيّ الحكم بانت نتائج الانحراف واتّضحت خطورته ؛ فإنّه قد لاحظ ، أنّ أبا بكر وعمر وعثمان قد ملكوا قبله ولم تسمح لهم الظروف بإعادة صرح الجاهلية من جديد ، ولا زال صوت الحقّ هادرا كلّ يوم بالتوحيد وبالرسالة لمحمّد بن عبد اللّه ( صلّى اللّه عليه واله )[3].

كما أنّ الانحراف السياسي الذي ولّدته السقيفة وتربّت عليه فئات من الامّة استثمره معاوية أيّما استثمار ، فقد احتجّ على الناس بأنّ أبا بكر بويع بدون نصّ سماويّ أو أمر من رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وأنّه خالف سيرة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) إذ جعل عمر خليفة من بعده ، وصنع عمر ما لم يصنعه قبله وخالف بذلك اللّه ورسوله وأبا بكر . ووفق هذا المنطق فإنّ الامّة ومصير الرسالة الإسلامية تكون ألعوبة بيد معاوية يسوسها كيف يشاء . من هنا قرّر أن يبايع بالخلافة ليزيد[4] من بعده .

وقد خلت الساحة السياسية للزمرة الامويّة بعد فتن ومصاعب أشعلها معاوية مستغلّا جهالة طبقات من الامّة ، وموظّفا كلّ الطاقات التي وقفت ضدّ الإمام عليّ ( عليه السّلام ) لصالحه في مواجهة تيار الحقّ بقيادة الإمام الحسن ( عليه السّلام ) .

واستأثر بالحكم بعد قتله للإمام الحسن ( عليه السّلام ) واستهتاره بقيم الإسلام وتعاليمه .

وكان حاذقا في إحكام سيطرته وملكه ، ولكنّه لم يجرؤ لإعلان خطّته تثبيتا لملك بني اميّة باستخلاف يزيد من بعده وفي الامّة من هو صاحب الخلافة الشرعية وهو الإمام الحسن ( عليه السّلام ) ومن بعده أخوه الإمام الحسين ( عليه السّلام ) الذي كان على الامّة أن تعود لقيادته بعد افتقادها للحسن ( عليه السّلام ) .

يضاف إلى ذلك أنّ أحدا من الخلفاء الثلاثة لم يوص بالخلافة لولده من بعده . ونظرا لما كان ينطوي عليه يزيد من ضعف واستهتار ومجون فقد مضى معاوية بكلّ جدّ ليحبك الأمر ويدبّره بطريقة يخدع بها الامّة ، بل يقهرها على قبول البيعة ليزيد . من هنا بادر إلى قتل الإمام الحسن السبط ( عليه السّلام ) وخيار المؤمنين في خطوة أولى ليرفع بذلك أهمّ الموانع التي كانت تحول بينه وبين تنفيذ خطّته .

على أنّ أصحاب النفوس الرذيلة والمطامع الدنيوية على استعداد تام لبلوغ أتفه المطامع من أيّ طريق كان . فقد روي أنّ المغيرة بن شعبة - الذي كان واليا من قبل معاوية على الكوفة - علم بأنّ معاوية ينوي عزله فأسرع إلى نسج خيوط مؤامرة جلبت الويلات على الامّة الإسلامية وليكون بذلك سمسارا يصافق على ما لا يملك ؛ إذ همس في أذن يزيد يمنّيه بخلافة أبيه ويزيّن له الأمر ويسهّله . ووجد معاوية أنّ خطّة شيطانية يمكن أن يكون المغيرة عاملا لتنفيذها[5] ، فسأله مخادعا : ومن لي بهذا ؟ فردّ عليه المغيرة :

أكفيك أهل الكوفة ويكفيك زياد أهل البصرة ، وليس بعد هذين المصرين أحد يخالفك . وهكذا قبض المغيرة على ربح عاجل لصفقة مؤجّلة ، ورجع إلى الكوفة بكلّ قوّة لينفّذ الخطّة وهو يقول : لقد وضعت رجل معاوية في غرز بعيد الغاية على امّة محمّد[6].

ورفض زياد بن أبيه هذه الخطّة الخبيثة ؛ ولعلّه لما كان يلمسه من رذائل في شخصية يزيد بحيث تجعله غير صالح لزعامة الامّة . وقد أثارت هذه الخطّة مطامع أطراف أخرى من بني اميّة ، فمدّ كل من مروان بن الحكم وسعيد بن عثمان بن عفان عنقه لذلك[7].

وجمّد معاوية رسميا وبشكل مؤقّت خطّته لأخذ البيعة ليزيد ؛ وذلك ليتّخذ إجراءات أخرى تمهّد للإعلان الرسمي وفي الفرصة المناسبة لذلك .

 


[1] الاستيعاب : 2 / 690 .

[2] مروج الذهب : 1 / 440 ، تأريخ ابن عساكر : 6 / 407 .

[3] مروج الذهب : 2 / 343 ، وشرح النهج : 2 / 357 .

[4] الإمامة والسياسة : 1 / 189 .

[5] الكامل في التأريخ : 3 / 249 ، وتأريخ اليعقوبي : 2 / 195 ، والإمامة والسياسة : 2 / 262 .

[6] الكامل في التأريخ : 3 / 249 .

[7] وفيات الأعيان : 5 / 389 ، والإمامة والسياسة : 1 / 182 ، وتأريخ اليعقوبي : 2 / 196 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.