المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

لزوم ما لا يلزم
25-03-2015
تكبير زاوي angular magnification
4-11-2017
الخلاف الزوجي
12-10-2018
نشأة الدولة وتطورها - مرحلة الطفولة أو النشأة
8-5-2022
Coarticulation effects
22-2-2022
معنى كلمة لوم‌
15-12-2015


منهج معاوية لمحاربة الإسلام  
  
2192   05:08 مساءً   التاريخ: 11-7-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 5، ص92-101
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

لا بدّ لنا من دراسة موجزة للمخطّطات الشيطانية التي تبنّاها معاوية وما رافقها من الأحداث الجسام ، فإنّها من أهمّ الأسباب في ثورة الإمام الحسين ( عليه السّلام ) .

لقد رأى الإمام ( عليه السّلام ) ما وصل اليه حال المسلمين من التردّي عقائديا وأخلاقيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا .

وكان كل هذا التردّي من جرّاء السياسات التي أبعدت الامّة عن مسار الإسلام الأصيل من خلال ممارسات معاوية التي بلغت ذروتها في فرض يزيد بالقوة خليفة على المسلمين ، فهبّ - سلام اللّه عليه - بعد هلاك معاوية إلى تفجير ثورته الكبرى التي أدّت إلى إيقاظ النفوس وتحريك إرادة الامّة .

وإليك بعض معالم سياسات الجاهلية الأموية التي تصدّى لتنفيذها معاوية :

1 - سياسته الاقتصادية :

لم تكن لمعاوية أيّة سياسة اقتصادية في المال حسب المعنى المتداول لهذه الكلمة ، وإنّما كان تصرّفه في جباية الأموال وإنفاقها خاضعا لرغباته وأهوائه ، فهو يهب الثراء العريض للمؤيدين له ويحرم معارضيه من العطاء ، ويأخذ الأموال ويفرض الضرائب بغير حقّ ، وقد شاع في عصر معاوية الفقر والحرمان عند الأكثرية الساحقة من المسلمين ، فيما تراكمت الثروات عند فئة قليلة راحت تتحكّم في مصير المسلمين وشؤونهم ، وهذه بعض الخطوط الرئيسة في سياسته الاقتصادية :

أ - الحرمان الاقتصادي :

أشاع معاوية الحرمان الاقتصادي في الأقطار التي كانت تضمّ الجبهة المعارضة له ، مثل :

يثرب :

لم ينفق معاوية على أهل يثرب أيّ شيء من المال ، لأنّ فيهم كثيرا من الشخصيات المعارضة للأسرة الأموية والطامعة في الحكم ، يقول المؤرخون :

إن معاوية أجبرهم على بيع أملاكهم فاشتراها بأبخس الأثمان ، وقد أرسل قيّما على أملاكه لتحصيل وارداتها فمنعوه عنها ، وقابلوا حاكمهم عثمان بن محمد وقالوا له : إنّ هذه الأموال لنا كلّها ، وإنّ معاوية آثر علينا في عطائنا ، ولم يعطنا درهما حتّى مضّنا الزمان ونالتنا المجاعة ، فاشتراها بجزء من مائة من ثمنها ، فردّ عليهم حاكم المدينة بأقسى القول وأمّره[1].

وقد نصب معاوية على الحجاز مروان بن الحكم تارة وسعيد بن العاص مرّة أخرى ، وكان يعزل الأوّل ويولّي الثاني ، وقد جهدا معا في إذلال أهل المدينة وإفقارهم .

العراق :

فرض معاوية على أهل العراق عقوبات اقتصادية بصفته المركز الرئيسي للمعارضة ، وكان واليه المغيرة بن شعبة يحبس العطاء والأرزاق عن أهل الكوفة ، وقد سار الحكّام الأمويون بعد معاوية على هذا النهج في اضطهاد أهل العراق وحرمانهم[2] ، باعتبارهم الثقل الأكبر في الخطّ الواعي الذي وقف مع أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) .

ب - استخدام المال لتثبيت ملكه :

استخدم معاوية بيت المال لتثبيت ملكه وسلطانه ، واتّخذ المال سلاحا يمكّنه من التسلّط على الامّة ، فقد كان من عناصر سياسة الأمويين استخدام المال سلاحا للإرهاب وأداة للتقريب ، فحرم منه فئة من الناس ، وأغدق أضعافا مضاعفة لطائفة أخرى ثمنا لضمائرهم وضمانا لصمتهم[3].

ووهب معاوية خراج مصر لعمرو بن العاص ، وجعله طعمة له ما دام حيّا ، وذلك لتعاونه معه على مناجزة أمير المؤمنين ( عليه السّلام )[4].

ج - شراء الذمم :

فتح معاوية بابا جديدا في سياسته الاقتصادية وهي شراء الذمم ، فقد أعلن عن ذلك بكل دناءة قائلا : واللّه لأستميلنّ بالأموال ثقات عليّ ، ولاقسّمنّ فيهم الأموال حتى تغلب دنياي آخرته[5].

كما روي أنّه وفد عليه جماعة من أشراف العرب فأعطى كلّ واحد منهم مائة ألف درهم ، وأعطى الحتات عمّ الفرزدق سبعين ألفا ، فلمّا علم الحتات بذلك رجع مغضبا إلى معاوية ، فقال له بلا خجل ولا حياء : إنّي اشتريت من القوم دينهم ، ووكلتك إلى دينك .

فقال الحتات : اشتر منّي ديني . فأمر له بإتمام الجائزة[6].

د - ضريبة النيروز :

فرض معاوية على المسلمين ضريبة النيروز في بدعة سنّها من غير دليل في الشريعة الاسلامية ، ليسدّ بها نفقاته ، وبالغ في إرهاق الناس واضطهادهم على أدائها ، وقد بلغت فيما يقول المؤرخون : عشرة ملايين درهم ، وهي من الضرائب التي يألفها المسلمون ، وقد اتّخذها الحكّام من بعده سنّة فأرغموا المسلمين على أدائها[7].

2 - سياسة التفرقة :

بنى معاوية سياسته على تفريق كلمة المسلمين ، إيمانا منه بأنّ الحكم لا يستقرّ له إلّا بإشاعة العداء بين أبناء الامّة الإسلامية ، « وكانت لمعاوية حيلته التي كرّرها وأتقنها وبرع فيها ، واستخدمها مع خصومه في الدولة من المسلمين وغير المسلمين ، وكان قوام تلك الحيلة ، العمل الدائب على التفرقة والتخذيل بين خصومه بإلقاء الشبهات بينهم وإثارة الإحن فيهم ، ومنهم من كان من أهل بيته وذوي قرباه . . . كان لا يطيق أن يرى رجلين ذوي خطر على وفاق ، وكان التنافس الفطري بين ذوي الأخطار ممّا يعينه على الإيقاع بهم »[8].

أ - اضطهاد الموالي :

بالغ معاوية في اضطهاد الموالي وإذلالهم ، وقد رام أن يبيدهم إبادة شاملة . يقول المؤرخون : إنّه دعا الأحنف بن قيس وسمرة بن جندب وقال لهما : إنّي رأيت هذه الحمراء قد كثرت ، وأراها قد قطعت على السلف ، وكأنّي أنظر إلى وثبة منهم على العرب والسلطان ، فقد رأيت أن أقتل شطرا منهم ، وأدع شطرا لإقامة السوق وعمارة الطريق[9].

ب - العصبية القبلية :

أحيى معاوية العصبيات القبلية ، وقد ظهرت في الشعر العربي صور مريعة ومؤلمة من ألوان الصراع الذي كانت السلطة الأموية تختلقه لإشغال الناس عن التدخّل في الشؤون السياسية ، وقال المؤرخون : إنّ معاوية عمد إلى إثارة الأحقاد القديمة بين الأوس والخزرج محاولا بذلك التقليل من أهمّيتهم ، وإسقاط مكانتهم أمام العالم العربي والإسلامي ، كما تعصّب لليمنيّين على المضريّين ، وأشعل نار الفتنة فيما بينهم حتى لا تتّحد لهم كلمة تضرّ بمصالح دولته[10].

3 - سياسة البطش والجبروت :

ساس معاوية الامّة بسياسة البطش والقمع ، فاستهان بمقدّراتها وكرامتها ، وقد أعلن - بعد الصلح - أنّه قاتل المسلمين وسفك دماءهم كي يتأمّر عليهم ، وقد أدلى بتصريح عبّر فيه عن كبريائه وغطرسته فقال : نحن الزمان ، من رفعناه ارتفع ، ومن وضعناه اتّضع[11].

وسار عمّاله وولاته على هذه الخطّة الغادرة ، فقد خاطب عتبة بن أبي سفيان المصريّين بقوله : فو اللّه لأقطعنّ بطون السياط على ظهوركم .

وجاء في خطاب لخالد القسري في أهل مكة : فإنّي واللّه ما أوتي لي بأحد يطعن على إمامه ( يعني معاوية ) إلّا صلبته في الحرم[12].

4 - الخلاعة والمجون والاستخفاف بالقيم الدينية :

عرف معاوية بالخلاعة والمجون ، يقول ابن أبي الحديد : كان معاوية أيام عثمان شديد التهتّك موسوما بكلّ قبيح ، وكان في أيام عمر يستر نفسه قليلا ؛ خوفا منه إلّا أنّه كان يلبس الحرير والديباج ويشرب في آنية الذهب والفضة ، ويركب البغلات ذوات السروج المحلّات بها - أي بالذهب - وعليها جلال الديباج والوشي . . .

ونقل الناس عنه في كتب السيرة أنّه كان يشرب الخمر في أيام عثمان في الشام[13] .

وروي عن عبد اللّه بن بريدة قوله : دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلسنا على الفراش ، ثم أوتينا بالطعام فأكلنا ثم أوتينا بالشراب فشرب معاوية ! ثم ناول أبي فقال : ما شربته منذ حرّمه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله )[14].

وثمة روايات عديدة تحدّثت عن أكل معاوية للربا ، منها : أنّ معاوية باع سقاية من ذهب أو ورق بأكثر من وزنها ، فقال له أبو الدرداء : سمعت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) نهى عن مثل هذا إلّا مثلا بمثل ، فقال معاوية : ما أرى به بأسا .

فقال له أبو الدرداء : من يعذرني من معاوية ؟ أنا أخبره عن رسول اللّه وهو يخبرني عن رأيه ! لا أساكنك بأرض أنت بها . ثم قدم أبو الدرداء على عمر بن الخطّاب فذكر له ذلك ، فكتب عمر إلى معاوية : أن لاتبع ذلك إلّا مثلا بمثل ووزنا بوزن[15].

ومن مظاهر استخفاف معاوية بالقيم الاسلامية استلحاقه زياد بن عبيد الرومي وإلصاقه بنسبه من دون بيّنة شرعيّة ، وإنّما اعتمد على شهادة أبي مريم الخمّار وهو ممّا لا يثبت به نسب شرعي ، وقد خالف بذلك قول رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : « الولد للفراش وللعاهر الحجر »[16].

5 - إظهار الحقد على النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) والعداء لأهل بيته ( عليهم السّلام ) :

حقد معاوية على النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) فقد مكث في أيام خلافته أربعين جمعة لا يصلّي عليه ، وسأله بعض أصحابه عن ذلك فقال : لا يمنعني عن ذكره إلّا أن تشمخ رجال بآنافها »[17]. وسمع المؤذّن يقول : « أشهد أن لا إله إلّا اللّه وأنّ محمّدا رسول اللّه . . . » واندفع يقول : للّه أبوك يا ابن عبد اللّه ، لقد كنت عالي الهمّة ، ما رضيت لنفسك إلّا أن يقرن اسمك باسم رب العالمين[18].

وسخّر معاوية جميع أجهزته للحطّ من قيمة أهل البيت ( عليهم السّلام ) الذين هم وديعة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) حتى استخدم أخطر الوسائل في محاربتهم وإقصائهم عن واقع الحياة الإسلامية ، وكان من بين ما استخدمه في ذلك :

1 - تسخير الوعّاظ ليحوّلوا القلوب عن أهل البيت ( عليهم السّلام ) .

2 - افتعال الأخبار على لسان النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) للحطّ من قيمة أهل البيت ( عليهم السّلام ) وقد استفاد من أبي هريرة الدوسي ، وسمرة بن جندب ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، حيث اختلقوا مئات الأحاديث على لسان النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) .

3 - استخدم معاوية معاهد التعليم وأجهزة الكتاتيب لتغذية النشء ببغض أهل البيت ( عليهم السّلام ) وخلق جيل معاد لهم .

وتمادى معاوية في عدائه لأمير المؤمنين ( عليه السّلام ) فأعلن سبّه ولعنه في نواديه العامة والخاصة ، وأوعز إلى جميع عمّاله وولاته أن يذيعوا سبّه بين الناس ، وسرى سبّ الإمام في جميع أنحاء العالم الإسلامي ، وقد خطب معاوية في أهل الشام فقال لهم : أيّها الناس ، إنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) قال لي : إنّك ستلي الخلافة من بعدي فاختر الأرض المقدسة - يعني الشام - فإنّ فيها الأبدال وقد اخترتكم فالعنوا أبا تراب[19].

6 - العنف مع شيعة أهل البيت ( عليهم السّلام ) :

اضطهدت الشيعة أيام معاوية اضطهادا رسميا ، ومورس معهم أشدّ أنواع القمع والقهر . وقد وصف الإمام محمد الباقر ( عليه السّلام ) الإرهاب الأموي بقوله ( عليه السّلام ) : « وقتلت شيعتنا بكلّ بلدة وقطعت الأيدي والأرجل على الظنّة ، وكان من يذكر بحبّنا والانقطاع الينا سجن أو نهب ماله أو هدمت داره »[20].

وعمد معاوية إلى إبادة القوى المفكّرة والواعية من الشيعة ، وقد ساق أفواجا منهم إلى ساحات الإعدام ، من قبيل : حجر بن عدي ورشيد الهجري وعمرو بن الحمق الخزاعي وأوفى بن حصن .

ولم يقتصر معاوية على تنكيله برجال الشيعة ، وإنّما تجاوز ظلمه إلى نسائهم ، فأشاع الذعر والإرهاب في العديد منهنّ مثل : الزرقاء بنت عدي وسودة بنت عمارة وأم الخير البارقيّة .

وأو عز معاوية إلى جميع عمّاله بهدم دور الشيعة ومحو أسمائهم من الديوان وقطع عطائهم ورزقهم ، كذلك عهد إلى عمّاله بعدم قبول شهادتهم في القضاء وغيره مبالغة في إذلالهم وتحقيرهم .

إنّ انحرافات معاوية وجرائمه لا يمكن استيعابها في هذه الإشارات السريعة ، وهي تتطلّب كتابا خاصا بها لكثرتها وسعتها ، ولقد كنّا نرمي في الدرجة الأولى من هذه الإشارات إلى التمهيد للتطرّق إلى ذكر جريمته الكبرى التي أدّت بالإمام الحسين ( عليه السّلام ) إلى إعلان ثورته ، هذه الجريمة التي تمثّلت في فرض ابنه يزيد الفاسق وليّا للعهد .

7 - فرض البيعة بالقوّة ليزيد الفاجر :

لقد كانت الخلافة أيام أبي بكر وعمر وعثمان ذات مسحة إسلامية وكانوا يحكمون تحت شعار خلافة الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) .

على أنّ معاوية حينما بدأ بالسيطرة على زمام السلطة فإنّه - رغم الخداع والتضليل الذي عرفنا شيئا عنه - لم يجترئ على تحدّي الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) ورسالته بشكل علني وصريح في بداية حكمه ؛ إذ كان يستغل المظاهر الإسلامية لإحكام القبضة ولتحقيق مزيد من السيطرة على رقاب أبناء الامّة الإسلامية .

ومن هنا وصف معاوية بالدهاء والذكاء المفرط ؛ لأنه كان يلبس باطله لباسا إسلاميا .

ولكن تحميله ليزيد الفاجر المعلن بفسقه على الامّة جاء هتكا صريحا للقيم الإسلامية واستهتارا واضحا لعرف المسلمين ؛ وذلك لما عرفه المسلمون جميعا من أنّ الخلافة الإسلامية ليست حكما قيصريا ولا كسرويا لينتقل بالوراثة ، ولا يستحق هذا المنصب إلّا العالم بالكتاب والسنّة ، العامل بهما والقادر على تحقيق أهداف الرسالة الاسلامية وتطبيق أحكامها .

هذا مضافا إلى أنّ فرض البيعة ليزيد على المسلمين كان جريمة كبرى ذات أبعاد اجتماعية وسياسية خطيرة تنتهي بتصفية الاسلام ومحوه من على وجه الأرض ، لولا ثورة الإمام الحسين ( عليه السّلام ) سبط الرسول الأعظم ( صلّى اللّه عليه واله ) الحافظ لدين جدّه من الضياع والدمار .

 

 

[1] حياة الإمام الحسين ( عليه السّلام ) : 2 / 123 .

[2] حياة الإمام الحسين ( عليه السّلام ) : 2 / 125 ، وراجع العقد الفريد : 4 / 259 .

[3] المصدر السابق : 2 / 127 ، نقلا عن اتجاهات الشعر العربي : 27 ، د . محمد مصطفى .

[4] حياة الإمام الحسين ( عليه السّلام ) : 2 / 127 .

[5] راجع وقعة صفّين لنصر بن مزاحم : 495 ، وشرح نهج البلاغة : 2 / 293 .

[6] حياة الإمام الحسين ( عليه السّلام ) : 2 / 128 - 129 .

[7] المصدر السابق : 2 / 131 ، وراجع : الحياة الفكرية في الاسلام : 42 .

[8] حياة الإمام الحسين ( عليه السّلام ) : 2 / 135 ، عن العقّاد في كتابه « معاوية في الميزان » : 64 .

[9] العقد الفريد : 2 / 260 .

[10] حياة الإمام الحسين ( عليه السّلام ) : 2 / 137 .

[11] حياة الإمام الحسين ( عليه السّلام ) : 2 / 138 - 139 ، والعقد الفريد : 2 / 159 .

[12] الأغاني لأبي الفرج الإصفهاني : 22 / 382 طبعة بيروت .

[13] حياة الإمام الحسين ( عليه السّلام ) : 2 / 144 - 145 .

[14] مسند أحمد بن حنبل : 5 / 347 .

[15] سنن النسائي : 7 / 279 .

[16] راجع قصة الاستلحاق وأسبابها وآثارها في ( حياة الإمام الحسن بن علي ) : 2 / 174 - 190

[17] حياة الإمام الحسين ( عليه السّلام ) : 2 / 151 ، عن النصائح الكافية : 97 .

[18] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 10 / 101 .

[19] حياة الإمام الحسين ( عليه السّلام ) : 2 / 160 ، وشرح نهج البلاغة : 3 / 361 .

[20] شرح نهج البلاغة : 3 / 15 ، والطبقات الكبرى : 5 / 95 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.