المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة مؤتة وما بعدها إلى فتح مكة
2024-11-02
من غزوة خيبر إلى غزوة مؤتة
2024-11-02
غزوة خيبر
2024-11-02
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02



محمد بن علي بن أبي مروان الأموي  
  
2463   04:53 مساءاً   التاريخ: 12-08-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج5، ص384-386
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

 ابن أخي المستنصر بالله الحكم بن عبد الرحمن الخليفة المرواني بالأندلس. كان أديبا فاضلا شاعرا، ومن شعره: [الخفيف]

 (كم تصاب أردفته بتصابٍ ... واصطباح وصلته باغتباق)

 (وكؤوس أعطيتها بدر تمٍّ ... جل أن يعتريه نقص المحاق)

 (وغصون جنيت منها ثمارا ... لم يشنها تساقط الأوراق)

 (زمن لو بكيته حسب وجدي ... كنت أبكيه من دم الأحداق)

 وقال: [الخفيف]

 (قد رضيت الهوى لنفسي خلا ... ورأيت الممات في الحب سهلا)

 (وتذللت للحبيب وعز الصبب ... في سنة الهوى أن يذلا)

 (بأبي من أحل قتلي عمدا ... ومباح لسيدي ما استحلا)

 (سوف أجزي الحبيب بالصدودا ... مستجدا وبالقطيعة وصلا)

 (وإذا ما استزاد تيها وعجبا ... زدت طوعا له خضوعا وذلا)

 وقال: [الطويل]

 (تبدت بأكناف الحجاز دياره ... فأوقد نار الوجد في القلب نارها)

 (كأني بأنفاسي استمدت ضرامها ... وعن كبدي الحرّى تلظى استعارها)

 (يحن إليها القلب حتى كأنما ... إليه تناهيها ومنه انتشارها)

وقال: [الطويل]

 (لئن وعدتني وصلها وصل عاتبٍ ... يجاحدني وعدي وينكرني حقي)

 (فأفضل صوب الغيث في الأرض دافق ... وأبلغه ما جاء بالرعد والبرق)

 (فإن مانعتني فضل إنجاز موعد ... فإن الحيا الممنوع أشهى إلى الخلق)

 (فلا كان لي في الأرض رزق أناله ... إذا لم يكن في نيل موعدها رزقي)

 وقال: [الطويل]

 (ومختطف للعين بت أشيمه ... مخالسة والليل حيران مطرق)

 (سرى يخبط الظلماء حتى كأنه ... بوجدي يسري أو بقلبي يخفق)

 وقال: [الخفيف]

 (غير مستنكر همول دموعي ... في التصابي وغير بدع خشوعي)

 (ليس عزي إلا فناء اعتزازي ... وارتقائي إلا بقاء خضوعي)

 (وبحسبي أني ألاقي عذولي ... باصطبار عاص ودمع مطيع)

 وقال: [الطويل]

 (ولما حمى الشوق المبرح ناظري ... كراه جذارا أن يريني مثاله)

 (شربت عقارا ذكرتني بريقه ... ونشوتها أهدت إليّ خياله)

 (فيا نشوة كانت على الصب نعمة ... أنالت يدي ما لم أؤمل نواله)

وقال: [مخلع البسيط]

 (راجعه شوقه فحنّا ... وشفه شجوه فأنّا)

 (وسال من دمعه مصون ... أظهر ما كان مستكنّا)

 (فعاد فيه الهوى يقينا ... وكان عند الرقيب ظنّا)

 (لو كان يلقى الذي ألاقي ... أوسعني رحمة وحنّا)

 وقال: [الخفيف]

 (بين أجفانها وبين ضلوعي ... نازعتني الحياة أيدي المنون)

 (لست أدري أعن مدى طرفها الفاتن ... موتي أم طرفي المفتون)

 وقال: [الخفيف]

 (يا ربيعي ما كان ضرك لو جدت ... علينا كما يجود الربيع)

 (ورده ذاهب ووردك باق ... وهو سمح به وأنت منوع)

 (كن شفيعي إليك يا جنة الخلد ... فمالي غير الخضوع شفيع) 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.