المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

معنى {سَنَفْرُغُ لَكُمْ}
16-11-2015
راب، جوزيف لودويج
24-8-2016
إسرائيل بن غياث المكي.
30-9-2020
اجعل هدفك أن تعيش فوق الصفر!
7-4-2022
[ألآمر بالمعروف في منظور حديث الرسول]
24-12-2015
مقومات الشخصية القوية / اتخذ قراراتك بنفسك
2024-07-04


محمد بن عبيد الله أبو الفتح  
  
3023   03:42 مساءاً   التاريخ: 12-08-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج5، ص365-374
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-04-2015 2824
التاريخ: 28-12-2015 5840
التاريخ: 26-1-2016 3728
التاريخ: 29-12-2015 5673

 ابن التعاويذي، ويعرف أيضا بسبط ابن التعاويذي، وكلاهما نسبة لجده لأمه أبي محمد المبارك بن المبارك بن علي السراج الجوهري المعروف بابن التعاويذي الزاهد كان شاعر العراق في وقته وكان كاتبا بديوان الإقطاع ببغداد واجتمع به العماد الكاتب الأصفهاني لما كان بالعراق وصحبه مدة فلما  انتقل العماد إلى الشام واتصل بالسلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب كان ابن التعاويذي يراسله فكان بينهما مراسلات ذكر بعضها العماد في الخريدة وعمي أبو الفتح في آخر عمره سنة تسع وسبعين وخمسمائة وله في ذلك أشعار كثيرة يندب بها بصره وزمان شبابه ومدح السلطان صلاح الدين بثلاث قصائد أنفذها إليه من بغداد إحداها عارض بها قصيدة أبي المنصور علي بن الحسن المعروف بصر در التي أولها:

                                     (أكذا يجازي ود كل قرين)

 فقال ابن التعاويذي وأحسن ما شاء: [الكامل]

 (إن كان دينك في الصبابة ديني ... فقف المطي برملتي يبرين)

 (والثم ثرى لو شارفت بي هضبه ... أيدي المطي لثمته بجفوني)

 (وانشد فؤادي في الظباء معرضا ... فبغير غزلان الصريم جنوني)

 (ونشيدتي بين الخيام وإنما ... غالطت عنها بالظباء العين)

 (لولا العدا لم أكن عن ألحاظها ... وقدودها بجاذر وغصون)

 (لله ما اشتملت عليه قبابهم ... يوم النوى من لؤلؤ مكنون)

(من كل تائهة على أترابها ... في الحسن غانية عن التحسين)

 (خود ترى قمر السماء إذا بدت ... ما بين سالفة لها وجبين)

 (غادين ما لمعت بروق ثغورهم ... إلا استهلت بالدموع شئوني)

 (إن تنكروا نفس الصبا فلأنها ... مرت بزفرة قلبي المحزون)

 (وإذا الركائب في المسير تلفتت ... فحنينها لتلفتي وحنيني)

 (يا سلم إن ضاعت عهودي عندكم ... فأنا الذي استودعت غير أمين)

 (أو عدت مغبونا فما أنا في الهوى ... لكم بأول عاشق مغبون)

 (رفقا فقد عسف الفراق بمطلق العبرات ... في أسر الغرام رهين)

 (مالي ووصل الغانيات أرومه ... ولقد بخلن عليّ بالماعون)

 (وعلام أشكو والعهود نقضنها ... بلحاظهن إذا لوين ديوني)

 (هيهات ما للغيد في حب امرئ ... ارَبٌ وقد أربى على الخمسين)

 (ومن البلية أن تكون مطالبي ... جدوى بخيل أو وفاء خؤون)

 (ليت الضنين على المحب بوصله ... ألف السماحة عن صلاح الدين)

 (ملك إذا علقت يد بذمامه ... علقت بحبل في الوفاء متين)

 (قاد الجياد معاقلا وإن اكتفى ... بمعاقل من رأيه وحصون)

(سهرت جفون عداة خيفة فاتح ... خلقت صوارمه بغير جفون)

 (لو أن لليث الهزبر سطاه لم ... يلجأ إلى غاب له وعرين)

 (أضحت دمشق وقد حللت بجوها ... مأوى الضعيف وموئل المسكين)

 (لك عفة في قدرة وتواضع ... في عزة وصرامة في لين)

 (وأريتنا بجميل صنعك ما روى الراوون ... عن أمم خلت وقرون)

 (وضمنت أن تحبي لنا أيامهم ... بالمكرمات فكنت خير ضمين)

 (كاد الأعادي أن يصيبك كيدها ... لو لم تكدك برأيها المأفون)

 (تخفي عداوتها وراء بشاشة ... فتشف عن نظر لها مشفون)

 (دفنت حبائل مكرها فرددتها ... تبلى بغيظ صدورها المدفون)

 (وعلمت ما أخفوا كأن قلوبهم ... أفضت إليك بسرها المخزون)

 (فهوت نجوم سعودهم وقضى لهم ... بالنحس طائر جدك الميمون)

 وأما قصيدته الثانية فهي: [الكامل]

 (حتام أرضى في هواك وتغضب ... وإلى متى تجني علي وتعتب)

 (ما كان لي لولا ملاكك زلة ... لما مللت زعمت أني مذنب)

 (خذ في أفانين الصدود فإن لي ... قلبا على العلات لا يتقلب)

 (أتظنني أضمرت يوما سلوة ... هيهات عطفك من سلوي أقرب)

 (لي فيك نار جوانح لا تنطفي ... شوقا وماء مدامع لا ينضب)

 (أنسيت أياما لنا ولياليا ... للهو فيها والخلاعة ملعب)

 (أيام لا الواشي يشي بتولهي ... بك للرقيب ولا العذول يؤنب)

(قد كنت تصفيني المودة راكبا ... في الحب من أخطاره ما أركب)

 (واليوم أقنع أن يمر بمضجعي ... في النوم طيف خيالك المتأوب)

 (قالت وريعت من بياض مفارقي ... ونحول جسمي بان عنك الأطيب)

 (إن تنقمي سقمي فخصرك ناحل ... أو تنكري شيبي فثغرك أشنب)

 (يا طالبا بعد المشيب غضارة ... من عيشه ذهب الزمان المذهب)

 (أتروم بعد الأربعين تعدها ... وصل الدمى هيهات عز المطلب)

 (لولا الهوى العذري يا دار الهوى ... ما هاج لي ذكراك برق خلب)

 (كلا ولا استسقيت للطلل الحيا ... وندا صلاح الدين هام صيب)

 ثم مضى في المدح فأجاد وأحسن. وأما الثالثة فنكتفي بإيراد أبيات من مديحها قال: [المتقارب]

 (فلا يضجرنك ازدحام الوفود ... عليك وكثرة ما تبذل)

 (فإنك في زمن ليس فيه ... جواد سواك ولا مفضل)

 (وقد قل في أهله المنعمون ... وقد كثر البائس المرمل)

 (وما فيه غيرك من يستماح ... وما فيه إلاك من يسأل)

وقال من قصيدة يندب بصره: [السريع]

 (لقد رمتني رميت بالأذى ... بنكبة قاصمة الظهر)

 (وأوترت في مقلة قلما ... علمتها باتت على وتر)

 (جوهرة كنت ضنينا بها ... نفيسة القيمة والقدر)

 (إن أنا لم أبك عليها دما ... فضلا عن الدمع فما عذري)

 (مالي لا أبكي على فقدها ... بكاء خنساء على صخر)

 وقال أيضا في ذلك من أبيات: [مجزوء الكامل]

 (حالان مستني الحوادث ... منهما بفجيعتين)

 (إظلام عين في ضياء ... من مشيب سرمدين)

 (صبح وإمساء معا ... لا خلفة فاعجب لذين)

 (قد رحت في الدنيا من السْـ...ـسَراء صفر الراحتين)

 (أسوان لا حي ولا... ميت كهمزة بين بين)

وقال أيضا في ذلك من أبيات: [الطويل]

 (فهأنا كالمقبور في كسر منزلي ... سواء صباحي عنده ومسائي)

 (يرق ويبكي حاسدي لي رحمة ... وبعدا لها من رقة وبكاء)

 وقال في الشيخوخة: [المتقارب]

 (من شبه العمر بالكاس يرسو ... فذاه ويرسب في أسفله)

 (فإني رأيت القذى طافيا ... على صفحة الكاس من أوله)

 وقال في الهرم أيضا: [مجزوء الرمل]

 (وعلو السن قد كسر ... بالشيب نشاطي)

 (كيف سموه علوا ... وهو اخذ في انحطاط)

 وقال في ذلك أيضا: [الوافر]

 (أسفت وقد نفت عني الليالي ... جديدا من شباب مستعار)

 (وكان يقيم عذري في زمان الصبا ... لون الشبيبة في عذاري)

 (ولم أكره بياض الشيب إلا ... لأن العيب يظهر في النهار)

 وقال أيضا: [البسيط]

 (سقاك سار من الوسمي هتان ... ولا رقت للغوادي فيك أجفان)

 (يا دار لهوي وإطرابي ومعهد أترابي ... وللهو أوطار وأوطان)

 (أعائد لي ماض من جديد هوى ... أبليته وشباب فيك فينان)

 (إذ الرقيب لنا عين مساعدة ... والكاشحون لنا في الحب أعوان)

 (وإذ جميلة توليني الجميل وعند ... الغانيات وراء الحسن إحسان)

(ولي إلى البان من رمل الحمى طرب ... فاليوم لا الرمل يصبيني ولا البان)

 (وما عسى يدرك المشتاق من وطر ... إذا بكى الربع والأحباب قد بانوا)

 (إن المغاني معان والمنازل أموات ... إذا لم يكن فيهن سكان)

 (لله كم قمرت لبي بجوك أقمار ... وكم غازلتني فيك غزلان)

 (وليلة بات يجلو الراح من يده ... فيها أغن خفيف الروح جذلان)

 (خال من الهم في خلخاله حرج ... فقلبه فارغ والقلب ملآن)

 (يذكي الجوى بارد من ريقه شبم ... ويوقد الظرف طرف منه وسنان)

 (إن يمس ريان من ماء الشباب فلي ... قلب إلى ريقه المعسول ظمآن)

 (بين السيوف وعينيه مشاركة ... من أجله قيل للأغماد أجفان)

 (فكيف أصحو غراما أو أفيق جوى ... وقده ثمل بالتيه نشوان)

 (أفديه من غادر بالعهد غادرني ... صدوده ودموعي فيه غدران)

 (في خده وثناياه ومقلته ... وفي عذاريه للعشاق بستان)

 (شقائق وأقاح نبته خضل ... ونرجس أنا منه الدهر سكران)

 وكان له راتب في الديوان فلما عمي طلب أن يجعل باسم أولاده ثم كتب هذه القصيدة ورفعها إلى الخليفة الناصر التمس بها تجديد راتب مدة حياته: [المنسرح]

 (خليفة الله بالدين والدنيا ... وأمر الإسلام مضطلع)

 (أنت لما سنه الأئمة أعلام ... الهدى مقتف ومتبع)

 

 (قد عدم العدم في زمانك والجور ... معا والخلاف والبدع)

 (فالناس في الشرع والسياسة والإحسان ... والعدل كلهم شرع)

 (يا ملكا يردع الحوادث والأيام ... عن ظلمها فترتدع)

 (ومن له أنعم مكرره ... لنا مصيف منها ومرتبع)

 (أرضي قد أجدبت وليس لمن ... أجدب يوما سواك منتجع)

 (ولي عيال لا در درهم ... قد أكلوا دهرهم وما شبعوا)

 (إذا رأوني ذا ثروة جلسوا ... حولي ومالوا إلي واجتمعوا)

 (وطالما قطعوا حبالي إعراضا ... إذا لم تكن معي قطع)

 (يمشون حولي شتى كأنهم ... عقارب كلما سعوا لسعوا)

 (فمنهم الطفل والمراهق والرضيع ... يحبو والكهل واليفع)

 (لا قارح منهم أؤمل أن ... ينالني خيره ولا جذع)

 (لهم حلوق تفضي إلى معد ... تحمل في الأكل فوق ما تسع)

 (من كل رحب المعاء أجوف ناري ... الحشا لا يمسه الشبع)

 (لا يحسن المضغ فهو يطرح في ... فيه بلا كلفة ويبتلع)

 (ولي حديث يلهي ويعجب من ... يوسع لي خلقه ويستمع)

 (نقلت رسمي جهلا إلى ولد ... لست بهم ما حييت أنتفع)

 (نظرت في نفعهم وما أنا في اجتلاب ... نفع الأولاد مبتدع)

 (وقلت هذا بعدي يكون لكم ... فما أطاعوا أمري ولا سمعوا)

 (واختلسوه مني فما تركوا ... عيني عليه ولا يدي تقع)

 (فبئس والله ما صنعت فأضررت ... بنفسي وبئس ما صنعوا)

 (فإن أردتم أمرا يزول به الخصام ... من بيننا ويرتفع)

 (فاستأنفوا لي رسما أعود على ... ضنك معاشي به فيتسع)

(وإن زعمتم أني أتيت بها ... خديعة فالكريم ينخدع)

 (حاشا لرسم الكريم ينسخ من ... نسخ دواوينكم فينقطع)

 (فوقعوا لي بما سألت فقد ... أطمعت نفسي واستحكم الطمع)

 (ولا تطيلوا معي فلست ولو ... دفعتموني بالراح أندفع)

 (وحلفوني ألا تعود يدي ... ترفع في نقله ولا تضع)

 وكل شعر أبي الفتح غرر وديوانه كبير يدخل في مجلدين جمعه بنفسه قبل أن يضر وافتتحه بخطبة لطيفة ورتبه على أربعة أبواب وما حدث من شعره بعد العمى سماه الزيادات وهي ملحقة ببعض نسخ ديوانه المتداولة وبعض النسخ خلو منها.

 وله كتاب سماه الحجبة والحجاب في مجلد كبير ونسخه قليلة، ولد أبو الفتح بن التعاويذي في اليوم العاشر من رجب سنة تسع عشرة وخمسمائة وتوفي في ثاني شوال سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة ببغداد ودفن في مقبرة باب أبرز.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.