أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-4-2018
1591
التاريخ: 30-03-2015
1291
التاريخ: 14-4-2018
681
التاريخ: 11-08-2015
754
|
يساق الناس بعد أهوال الحساب والصراط والميزان إلى المستقر الأبدي ، فإمّا إلى نعيم الجنة ، وإمّا إلى عذاب النار.
صفة الجنة : وهي الدار
التي أعدّها الله سبحانه لمن عرفه وعبده من المتقين والمؤمنين والصالحين ، ونعيمها
دائم لا انقطاع له ، وهي دار البقاء ، ودار السلامة ، لا موت فيها ولا هرم ولا سقم
، ولا مرض ولا آفة ، ولا زوال ولا زمانة ، ولا غمّ ولا همّ ، ولا حاجة ولا فقر،
وهي دار الغنى والسعادة ، ودار المقامة والكرامة ، لا يمّس أهلها فيها نصب ، ولا
يمسّهم فيها لغوب ، ولهم فيها ما تشتهي الأنفس وتلذّ الأعين ، وهم فيها خالدون ،
وهي دار أهلها جيران الله وأولياؤه وأحبّاؤه ، وأهل كرامته(1).
أهل الجنّة: {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ
الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [المؤمنون: 10، 11].
وصف القرآن الكريم الفائزين بالنعيم المقيم والملك العظيم ، بأنّهم
الذين آمنوا وعملوا الصالحات، والذين اتقوا ربهم ، والذين آمنوا بالله ورسله ،
وأطاعوا الله ورسوله ، والذين صبروا ابتغاء وجه الله ، وأقاموا الصلاة ، وانفقوا
مما رزقهم الله سرّاً وعلانية ، والصديقون والشهداء ، والذين اتّبعوا هدى الله ،
والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله ، والذين خافوا مقام ربهم ونهوا النفس
عن الهوى ، والذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ، والذين هاجروا في سبيل الله ثم
قُتِلوا أو ماتوا ، وعباد الله المخلصون ، والذين آمنوا بآيات الله وكانوا مسلمين
، ويتبعهم من صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم المؤمنين ، وكلّ أواب حفيظ ، من خشي
الرحمن بالغيب ، وجاء بقلب سليم(2).
وجاء عن أمير المؤمنين عليه السلام في وصف ما كان عليه أهل الجنة في
الدنيا ، وذلك فيقوله تعالى : {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ
زُمَرًا } [الزمر: 73] قال عليه السلام
: « قد اُمِن العذاب ، وانقطع العتاب ، وزُحزحوا عن النار ، واطمأنّت بهم الدار ،
ورضوا المثوى والقرار، الذين كانت أعمالهم في الدنيا زاكية ، وأعينهم باكية ، وكان
ليلهم في دنياهم نهاراً ، تخشّعاً واستغفاراً ، وكان نهارهم ليلاً توحّشاً
وانقطاعاً ، فجعل الله لهم الجنة مآباً ، والجزاء ثواباً ، وكانوا أحق بها وأهلها
، في ملك دائم ، ونعيم قائم »(3).
أقسام المقيمين فيها : ذكر الشيخ المفيد أن الساكنين في الجنة على
ثلاثة أضرب ، وهم :
1 ـ من أخلص لله تعالى ، فذلك الذي يدخلها على أمانٍ من عذاب الله.
2 ـ من خلط عمله الصالح بأعماله السيئة ، وكان يسوّف منها التوبة ،
فاخترمته المنية قبل ذلك، فلحقه خوف من العقاب في عاجله وآجله ، أو في عاجله دون
آجله ، ثم سكن الجنة بعد عفو الله أو عقابه.
3 ـ من يتفضّل عليه الله سبحانه بغير عملٍ سلف منه في الدنيا ، وهم
الولدان المخلدون ، الذين جعل الله تعالى تصرّفهم لحوائج أهل الجنة ثواباً
للعاملين ، وليس في تصرّفهم مشاقّ عليهم ولا كلفة ، لأنّهم مطبوعون إذ ذاك على
المسارّ بتصرفهم في حوائج المؤمنين(4).
صفة نعيم الجنة : حُفّت الجنة
بأنواع اللذات والنعم ، ولأهلها فيها نعيم مقيم وسرور دائم ، ولهم فيها كلّ ما
يشاءون وجميع ما يشتهون ، قال تعالى : {فِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ
وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ} [الزخرف: 71] وقال
سبحانه : {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق: 35].
وفي الجنة ما لا تحيط بوصفه الكلمات وما لم يسمع به بشر مما أعدّه
الله سبحانه لعباده المتقين ، قال تعالى : { فَلَا تَعْلَمُ
نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
[السجدة: 17].
وفي الحديث القدسي : « قال الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لا
عين رأت ، ولا اُذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر »(5).
اللذائذ الحسية : ثواب أهل
الجنة الالتذاذ بالمآكل والمشارب ، والمناظر والمناكح ، وما تدركه حواسهم مما
يُطبعون على الميل إليه ، ويدركون مرادهم بالظفر به(6).
وفيما يلي وصف لبعض تلك اللذائذ وفقاً لما جاء في الكتاب الكريم :
1 ـ المأكل والمشرب : يُرزَق أهل الجنة بغير حسابٍ رزقاً كريماً
واُكلاً وافراً ، ليس له نفاد ، مما تشتهيه أنفسهم من أنواع الطعام والشراب ، ولهم
فيها فاكهة كثيرة ممّا يتخيّرون ، لا مقطوعة ولا ممنوعة ، دانية عليهم ظلالها ،
وذللت لهم قطوفها تذليلاً(7).
ولهم فيها شراب طهور ، ويسقون خمرةً مختومةً بالمسك ، لا تحدث صداعاً
، ولا تذهب عقلاً، ولا لغو فيها ولا تأثيم ، ويطاف عليهم بكأسٍ منها بيضاء لذيذة ،
ممزوجة بأنواع الطيب كالكافور والزنجبيل ، وفيها أنهار كثيرة وعيون ، منها أنهار
من ماءٍ غير آسن ، وأنهار من لبن لم يتغيّر طعمه ، وأنهار من خمرٍ لذّة للشاربين ،
وأنهار من عسل مصفّى ، ويشربون من أعذب العيون كالتسنيم والسلسبيل ، ويقال لهم :
كلوا واشربوا هنيئاً بما كنتم تعملون(8).
2 ـ الملابس والحُليّ : وفي الجنة يرفل المؤمنون بثيابٍ خضرٍ من أرقّ
أنواع الحرير والديباج ، كالسندس والاستبرق ، ويُحلّون فيها بأساور من ذهبٍ ولؤلؤ وفضّة(9).
3 ـ التمتّع بالمناظر : ويتمتّعون بالمناظر الخلاّبة وهم متكؤون على
الأرائك المنصوبة على أطراف الأنهار المتصلة الجريان ، وتحت الظلال الوارفة
الدائمة ، لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً ، ينظرون إلى المياه المسكوبة ،
والعيون الجارية ، وحدائق النخل والأعناب والرمان الغنّاء ، وأفنانها المتهدّلة
بمختلف الأثمار(10).
4 ـ التمتّع بالقصور وأثاثها : يدخل المؤمنون جناتٍ واسعة عرضها
السماوات والأرض ، وأبوابها مشرعة لهم ، وتحرسها الملائكة المتأهّبة لاستقبالهم ،
ولهم فيها درجات متفاضلات بعضها فوق بعض ، بحسب خيرية العمل ، في قصور الجنة
وغرفها ، وفيها مساكن طيبة في جنات الخُلد العالية ، وغرف من فوقها غرف مبنية ،
تجري من تحتها الأنهار ، وهم يفترشون بسطاً حساناً من العبقري ، بطائنها من استبرق
، ومتكؤون على وسائد خضر مصفوفة مرفوعة، حال كونهم متقابلين ، ويطاف عليهم بصحاف
من ذهبٍ ، وآنية من فضة ، وأكواب وأباريق وكؤوس بما اشتهت أنفسهم(11).
5 ـ الولدان المخلّدون : ويتمتّع أهل الجنة بالخدمة المتصلة من
الغلمان المخلدين الذين جعلهم الله سبحانه في منتهى الجمال والصفاء وحسن المنظر ،
قال تعالى : {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ
لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا} [الإنسان: 19].
6 ـ الأزواج والحور العين : ولهم في الجنة أزواج مطهّرة من الحور
العين مقصورات في الخيام ، قد جعلهنّ الله عُرباً ؛ متحببات إلى أزواجهنّ ، قاصرات
الطرف عليهم دون غيرهم ، كواعبَ أتراباً في العمر ، أبكاراً لم يطمثهن إنس قبلهم
ولا جان ، ساحرات الجمال ، فكأنهنّ الياقوت والمرجان ، أو كأمثال اللؤلؤ أو البيض
المكنون(12).
اللذائذ الروحية : وفوق ذلك
يتمتع أهل الجنة بنعيم روحي أو عقلي ، يتمثّل برضوان الله تعالى ومغفرته ورحمته
بهم ، وإحساسهم بالسرور لترحيب الملائكة بهم ، ولسعادتهم الدائمة ، والشعور بالأمن
من خوف العذاب والحزن وكلّ مظاهر اللغو والكذب والتأثيم والتحاسد والتباغض(13) .
______________
(1) الاعتقادات / الصدوق : 76 ، تصحيح الاعتقاد
/ المفيد : 116.
(2) راجع : سورة
البقرة : 2/25 و38 ، سورة آل عمران : 3/198 ، سورة النساء : 4/13 و69 ، سورة التوبة
: 9/20 ، سورة الرعد : 13/22 ـ 24 ، سورة طه : 20/75 ، سورة الحج : 22/58 ، سورة الصافات
: 37/40 ، سورة غافر : 40/8 ، سورة الزخرف : 43/69، سورة الأحقاف : 46/13 ـ 14 ، سورة
الفتح : 48/17 ، سورة ق : 50/31 ـ 33 ، سورة الطور : 52/21 ، سورة الحديد : 57/21 ،
سورة النازعات : 79/40.
(3) البلاغة / صبحي
الصالح : 282 ـ الخطبة (190).
(4) تصحيح الاعتقاد / المفيد : 116 ـ 117.
(5) كنز العمال / المتقي الهندي 15 : 778 /
43069 ، بحار الأنوار / المجلسي 8 : 191/168.
(6) تصحيح الاعتقاد / المفيد : 117.
(7) راجع : سورة الرعد : 13/35 ، سورة الحج : 22/50 ، سورة يس :
36/57 ، سورة ص : 38/54 ، سورة غافر : 40/40 ، سورة فصلت : 41/31 ، سورة محمد :
47/15 ، سورة الطور : 52/22 ، سورة الرحمن : 55/52 ، سورة الواقعة : 56/21 و28 ـ
33 ، سورة الدهر : 76/14 ، سورة المرسلات : 77/42.
(8) راجع : سورة الصافات : 37/45 ـ 47 ، سورة محمد
: 47/15 ، سورة الطور : 52/19 و23 ، سورة الواقعة : 56/17 ـ 19 ، سورة الإنسان :
76/5 ـ 6 و17 ـ 18 و21 ، سورة المرسلات : 77/43 ، سورة المطففين : 83/25 ـ 28.
(9) راجع : سورة الحج : 22/23 ، سورة الكهف :
18/31 ، سورة فاطر : 35/33 ، سورة الدخان : 44/53 ، سورة الدهر : 76/12 و21.
(10) راجع : سورة الرعد : 13/35 ، سورة يس : 36/56 ، سورة الرحمن :
55/68 ، سورة الواقعة : 56/30 ، سورة الدهر : 76/13 ، سورة المرسلات : 77/41 ، سورة
النبأ : 78/32.
(11) راجع : سورة آل عمران 3 : 133 ، سورة الأنفال
: 8/4 ، سورة التوبة : 9/72 ، سورة المؤمنون : 21/103 ، سورة العنكبوت : 29/58 ، وسورة
الصافات : 37/43 ـ 44 ، سورة ص38/50 ـ 51 ، سورة الزمر : 39/20 ، سورة الزخرف :
43/71 ، سورة الطور : 52/20 ، سورة الرحمن : 55/54 ، سورة الواقعة : 56/15 ـ 18 و34
، سورة الصف : 61/12 ، سورة الدهر : 12/14 ـ 16 ، سورة الغاشية : 88/10 ـ 16.
(12) راجع : سورة يس :36/56 ،سورة الصافات :
37/48ـ 49 ، سورة ص : 38/52 ، سورة الدخان : 44/54 ، سورة الطور : 52/20 ، سورة الرحمن
: 55/56 ـ 58 و72 ، سورة الواقعة : 56/22 ـ 23 و35 ـ 37 ، سورة النبأ : 78/33.
(13) راجع : سورة آل عمران : 3/15 و136 ، سورة التوبة
9/72 ، سورة الحجر : 15/47 ـ 48 ، سورة مريم : 19/62 ، سورة فاطر : 35/34 ـ 35 ، سورة
يس : 36/55 ، سورة الزمر : 39/73 ، سورة الدخان : 44/56 ، سورة 47/15 ، سورة الطور
: 52/18 ، سورة المجادلة : 58/22 ، النبأ : 78/35 ، سورة الغاشية : 88/11.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|