الفصل الثالث

الاسس الفنية للنظرية الضريبية

اولاً : الطاقة الضريبية وتقديرهـا

1 – مفهوم الطاقة الضريبية : 

يعتبر تحديد الطاقة الضريبية او تعريفها من الامور التي لم يتفق عليها الكتاب نظراً لصعوبة تحديدها او قياسها . رغم شيوع استخدام هذا الاصطلاح حتى ان الاقتصادي "دالتون" وصفها بانها تعتبر غامض ومبهم . 

ومن المعروف ان الضريبة  الوقت الحديث تتخذ من الاموال وعاءاً لها ، ولكن تختلف طرق حصر وتقدير الاموال الخاضعة للضريبة فيما بينها مما يؤثر كثيراً في حصيلة الضريبة ومدى عدالة توزيعها ، ويتضح اهمية ذلك بالنسبة للضريبة على الدخل .   

ويرى البعض ان قياس الطاقة الضريبية يتم عن طريق طرح تكاليف الحد الادنى من المعيشة او الاستهلاك من القيمة الكلية للناتج ، والمتبقي يمثل الطاقة الضريبية للمجتمع . ولا يمكن تحديد حداً معيناً يعتبر الحد الاقصى للطاقة الضريبية بصفة عامة الا في ضوء الاعتبارات الآتية : 

أ – حجم الدخل القومي : حيث تزداد الطاقة الضريبية ف الدول التي تتميز بكبر حجم الدخل القومي وتقل في الدول الفقيرة ذات الدخل القومي المنخفض .

ب – نمط توزيع الدخل القومي : ويرى الاقتصادي "جوزيا" ان الطاقة الضريبية يمكن ان تزداد في حالة عدم زيادة عدالة التوزيع في الدخول عن المجتمعات التي يكون فيها التوزيع اكثر عدالة . ويفسر ذلك بحساب الميل المتوسط والحدي للاستهلاك . لان التوزيع الاكثر عدالة للدخل يجعل الميل المتوسط والحدي للاستهلاك اعلى ، ولما كانت الطاقة الضريبية تُقاس بالفرق بين الانتاج والاستهلاك الذي سترتفع اذا انخفض الاستهلاك.

ج – مدى استقرار الدخول : يؤثر استقرار الدخول في مقدار الطاقة الضريبية الممكن الحصول عليها والحد الاقصى من الضرائب مثل تأثيره في الحصيلة الضريبية . 

د – كفاءة النظام الضريبي : يؤثر النظام الضريبي من حيث عناصره المتعددة ، التي اهمها التركيب الفني للضرائب وكفاءة الادارة الضريبية ، والعبء الضريبي على حجم الطاقة الضريبية ، كما تتوقف الطاقة الضريبية على كفاءة الموظفين القائمين بتحصيل الضرائب .

هـ - حجم النفقات وانواعها : كلما زاد تدخل الدولة في النشاط العام تزداد حجم النفقات العامة ، فاذا كانت هذه النفقات على نواحي عسكرية او غير منتجة سيتأثر مستوى المعيشة ، اما لو كانت انتاجية وتعمل على تحقيق الرفاهية الاجتماعية فسيرفع مستوى معيشة الافراد نتيجة هذا الانفاق ويمتص اثار العبء الضريبي الغير سارة على حد تعبير الاقتصادي "دالتون" .

و – حجم القطاع غير النقدي في الاقتصاد : فاذا كان الاقتصاد القومي يتميز بوجود قطاع اقتصادي حيث قائم على التبادل النقدي وآخر متخلف قائم على التبادل العيني ولا يدخل انتاجه مجال التسويق فان نسبة كل منهما الى الآخر تؤثر في حصيلة الضريبة او الطاقة الضريبية حيث توجد صعوبات في تقدير وفرض ضرائب على القطاع غير النقدي وكذلك كلما كانت الوحدات الانتاجية صغيرة كلما انخفضت طاقتها الضريبية .

ز – حالة النشاط الاقتصادي : اذا ساد التضخم النشاط الاقتصادي فإن ذلك يؤدي لزيادة الحصيلة النقدية للضرائب ولكنه ينطوي على نقص قيمتها الحقيقية . اما اذا ساد الانكماش فانه يؤدي لنقص الحصيلة النقدية للضرائب ولكنه ينطوي على زيادة قيمتها الحقيقية نظراً لانخفاض الاسعار .

ح – الخدمات المجانية التي تؤديها الحكومة : كلما زادت هذه الخدمات مثل التعليم ، الصحة ... كلما زادت الطاقة الضريبية حيث يستطيع المجتمع تحمل الضرائب بسهولة والعكس صحيح .

ط – حجم السكان ومعدلات نموهم : تؤدي الزيادة المستمرة في السكان الى امتصاص جزء من الزيادة في الدخول مما يؤدي الى انخفاض الطاقة الضريبية للمجتمع .

2 – الطاقة الضريبية والضغط الضريبي :  

مفهوم الضغط الضريبي يستخدم لدراسة التوزيع الفعلي للضرائب على الافراد ومدى مطابقته لمبادئ العدالة الاجتماعية ، وحساب العبء المباشر وغير المباشر الذي يتحمله الفرد في فئات الدخل المختلفة . اما الطاقة الضريبية فالغرض منها دراسة الضغط الضريبي على المجتمع ككل ومعرفة مدى تحمل الافراد للضرائب وامكانيات التوسع في فرض الضرائب الجديدة ويحسب الضغط الضريبي بحساب متوسط نصيب الفرد من مجموع الضرائب والمقارنة بينه وبين متوسط دخل الفرد .