أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2016
2027
التاريخ: 9-1-2018
1929
التاريخ: 15-4-2017
2427
التاريخ: 12-4-2017
21280
|
كما يختل النظام الجسماني بأنواع الأسقام، كذلك تختل الطمأنينة الفكرية بعوامل مختلفة من العادات والصفات الذميمة، فإن الفكر مع ما له من قوة لا يستغني عن السلوك الأخلاقي، وإنما يجد الإنسان لذة السعادة حينما يتحلى بالأخلاق وتنسجم نشاطاته الفكرية والأخلاقية بعضها مع بعض، فيجب على الإنسان إذن أن يقلع بقوة الإرادة جذور تلك الصفات التي تخيم على حياته كالسحب القاتمة السوداء، وأن يزرع مكانها عوامل الطمأنينة والاستقرار.
إن أحد العوامل التي تساعد على الإستقرار الفكري هي (النظرة المتفائلة)، إلى الحياة، والثقة بالآخرين، إن النظرة المتفائلة وحسن الظن بالناس يعد ضماناً للطمأنينة لمن يعيش في ساحة الحياة الإنسانية، على العكس من النظرة المتشائمة وسوء الظن بالآخرين فإنها توقف النشاط الفكري وتقلل من قوة التكامل فيه. إن النظرة المتفائلة في الحياة كالنور في الظلمات، تتسع في ظلالها آفاق التفكير، وينمو في الإنسان حب الإحسان وبهذا يحصل للإنسان تطور في نظرته إلى الحياة ورؤيته لها، فيكون للحياة في نظر هذا الإنسان لون أجمل وأحلى، فيرى جميع الناس في الضياء ويحكم عليهم أو لهم حكماً جلياً واضحاً، وتقل ألوان آلامه وتتقد آماله، ويحفظ علاقاته الظاهريّة والمعنوية والعاطفية مع أفراد المجتمع على أحسن الوجوه.
لا شيء في الحياة يقلل من خضم مشاكل الحياة كما تقللها النظرة المتفائلة، فإن الذي يتمتع بهذه الفضيلة الأخلاقية لا ترتسم أنوار المسرة على محياه في حال الرضا فقط، بل يلائم نفسه مع المشاكل والأمور السلبية في الحياة فيحلها برأيه الصائب وقوة الأمل بكل بساطة، وتراه تشع من روحه دائماً أنوار الطمأنينة والاستقرار.
إن الحاجة إلى اكتساب ثقة الآخرين بالشخص حاجة ضرورية، ولأجل الحصول على الثقة بين الأفراد يجب أن يدخل أصل حسن التفاؤل في برامج المعاشرات في هذه الحياة، وهذه حقيقة لها الأثر المباشر في سعادة الفرد والمجتمع. إن وجود الثقة بين الأفراد من عوامل اطراد ازدهار المجتمع وتقدمه، والعكس صحيح أيضاً، فإن فقدان الثقة بين الأفراد من عوامل الانهزام والإنحطاط في المجتمع. كلما كانت المواصلات بين الأفراد أعمق وأكثر كان تقدم المجتمع واطراده أكثر وأسرع. وإن من أولى الثمار الإجتماعية للنظرة المتفائلة هو الإئتلاف والتعاون والثقة فيما بينهم، وإنما يمكن التمتع بحياة من نوع التعايش السلمي فيما لو كان التعايش بين الأفراد مبنياً على أسس العلاقات القلبية توأماً مع الثقة بالآخرين وحسن الظن بهم، أما مع فقدان حسن الظن بين الأفراد وانتشار روح التردد والتشكيك فلا يتحقق التعاون بينهم، بل يزاحم بعضهم بعضاً وينتقد بعضهم الآخر بلا مبرّر. ومن المقطوع به أن مثل هذا المجتمع سوف لا يكون إلا مجتمعاً صورياً ظاهرياً، فاقداً لما يمكن أن يكون للمجتمع من آثار ونتائج نافعة، يقول أحد العلماء: (أن حسن الظن من مظاهر الإيمان، ولا يمكن أن يتحقق أي عمل بدون إيمان وأمل).
وكلما قويت ثقة الشخص بالآخرين قويت ثقة الآخرين به أيضاً، وهذا من أنواع ردود الفعل التي تظهر في المجتمع مهما كان. ولكن لا ينبغي أن ننسى أن بين النظرة المتفائلة وحسن الظن بالآخرين وبين سرعة الإيمان بالآخرين تفاوتاً بعيداً، فإنه ليس حسن الظن أن يستسلم المسلم لمن لا يعرفه استسلاماً مطلقاً، فيصغي إلى ما يقوله من دون ان يتصدى لاستطلاع أوضاعه وبدون أن يختبره. وأيضاً لا ينبغي أن نعمّ بهذه النظرة من كان متجاهراً بالجرائم غير متورع من الأرجاس. وبكلمة نقول ليست هذه النظرة أصلاً عاماً غير قابل للتخصيص في موارد معينة، وهي ليست قابلة للتطبيق على جميع الأفراد في جميع الحالات. بل أن صاحب هذه النظرة مع ما له من حسن الظن بالناس وحمل فعل الناس على الصحة لا يترك الحزم والنظر في عواقب الأمور، فسلوكه مبني على الاحتياط والحذر، وعمله مبني على دقة النظر وعمق الفكر.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|