أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-03-2015
![]()
التاريخ: 22-03-2015
![]()
التاريخ: 13-4-2017
![]()
التاريخ: 22-03-2015
![]() |
معنى البرزخ : البَرْزَخ في اللغة : الحاجز بين شيئين (1) ، وهو العالم المتوسط بين الموت والقيامة ، يُنعّم فيه الميت أو يعذّب حتّى تقوم الساعة (2) ، قال تعالى : {وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 100] ، والآية ظاهرة الدلالة على أن هناك حياة متوسطة بين حياتهم الدنيوية وحياتهم بعد البعث.
وقال
الإمام الصادق عليه السلام في تفسيرها : « البرزخ : القبر ، وفيه الثواب والعقاب
بين الدنيا والآخرة »(3).
أهوال
البرزخ : عرفنا أن الحياة في عالم الآخرة تبدأ من الموت ، فبالموت يولد الانسان في
عالم الآخرة ، وبعد غمرات الموت يواجه أهوال القبر ، وهي كما يلي :
1 ـ وحشة
القبر وظلمته : القبر منزل موحش من منازل الطريق إلى المعاد ، حيث يودع الميت في
حفرةٍ مظلمة ضيقة من غير أنيس إلاّ ملائكة الرحمة أو العذاب ، ومن غير قرين إلاّ
العمل.
قال أمير
المؤمنين عليه السلام في كتابه إلى أهل مصر : « يا عباد الله ، ما بعد الموت لمن
لا يُغْفَر له أشدّ من الموت القبر فاحذروا ضيقه وضنكه وظلمته وغربته ، إنّ القبر
يقول كلّ يومٍ : أنا بيت الغربة ، أنا بيت التراب ، أنا بيت الوحشة ، أنا بيت
الدود والهوامّ... »(4).
وهناك
يستبدل الإنسان بظهر الأرض بطناً ، وبالأهل غربةً ، وبالنور ظلمةً ، وبسعة العيش
ورفاهيته ضيق القبر ووحشته ، فينقطع الأثر ، ويُمحى الذكر ، وتتغير الصور ، وتبلى
الأجساد، وتنقطع الأوصال.
يقول أمير
المؤمنين عليه السلام : « فكم أكلت الأرض من عزيز جسدٍ ، وأنيق لونٍ ، كان في
الدنيا غذيَّ تَرَفٍ ، وربيبَ شرفٍ ، يتعلّل بالسرور في ساعة حزنه ، ويفزع الى
السلوة إن مصيبةٌ نزلت به ، ضنّاً بغضارة عيشه ، وشحاحةً بلهوه ولعبه.. »(5).
2 ـ ضغطة
القبر أو ضمّته : ورد في الأخبار أنّ الميت يتعرّض إلى ضغطة القبر ، أو ضمّة الأرض
، إلى الحدّ الذي تُفري لحمه ، وتطحن دماغه ، وتذيب دهونه ، وتخلط أضلاعه ، وتكون
بسبب النميمة وسوء الخلق مع الأهل ، وكثرة الكلام ، والتهاون في أمر الطهارة ،
وقلّما يسلم منها أحد ، إلاّ من استوفى شرط الإيمان ، وبلغ درجات الكمال.
قال أبو
بصير : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : أيفلت من ضغطة القبر أحد ؟ فقال : « نعوذ
بالله منها ، ما أقلّ من يفلت من ضغطة القبر..! »(6).
وتعرّض
لضغطة القبر الصحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه ( ت 5 هـ ) حيث جاء في
الروايات أنه لمّا حُمِل على سريره شيعته الملائكة ، وكان رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم قد تبعه بلا حذاء ولا رداء ، حتى لحّده وسوّى اللبن عليه ، فقالت أمّ
سعد : يا سعد ، هنيئاً لك الجنة . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « يا
أُمّ سعد مَه ، لا تجزمي على ربك ، فإنّ سعداً قد أصابته ضمّة » وحينما سُئل عن
ذلك قال صلى الله عليه وآله وسلم : « إنه كان في خُلقه مع أهله سوء »(7).
وقال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم : « ضغطة القبر للمؤمن كفّارة لما كان منه من تضييع
النعم »(8).
3 ـ سؤال
منكر ونكير : وفي عالم البرزخ ينزل الله سبحانه على الميت وهو في قبره ملكين ،
وهما منكر ونكير ، فيقعدانه ويسألانه عن ربه الذي كان يعبده ، ودينه الذي كان يدين
به ، ونبيه الذي أُرسل إليه ، وكتابه الذي كان يتلوه ، وإمامه الذي كان يتولاّه ،
وعمره فيما أفناه ، وماله من أين اكتسبه ، وفيما أنفقه ، فإن أجاب بالحقّ استقبلته
الملائكة بالروح والريحان ، وبشرته بالجنة والرضوان وفسحت له في قبره مدّ البصر ،
وإن تلجلج لسانه وعيي عن الجواب ، أو أجاب بغير الحقّ ، أو لم يدرِ ما يقول ، استقبلته
الملائكة بنُزلٍ من حميم وتصلية جحيم ، وبشّرته بالنار.
وقد
تظافرت بذلك الأخبار الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم
السلام واتفق عليه المسلمون(9) ، فهو ممّا يجري مجرى الضرورة من الدين.
قال
الإمام الصادق عليه السلام : « من أنكر ثلاثة أشياء ، فليس من شيعتنا : المعراج ،
والمُساءلة في القبر ، والشفاعة »(10).
4 ـ عذاب
القبر وثوابه : وهو العذاب أو الثواب الحاصل في عالم البرزخ ، وهو واقع لا محالة،
لإمكانه ، ولتواتر السمع بوقوعه بدلالة القرآن الكريم والأخبار الصحيحة عن نبي
الهدى صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته المعصومين عليهم السلام ، ولانعقاد
الإجماع عليه ، واتفاق الاُمّة سلفاً وخلفاً على القول به(11).
أدلته القرآنية : الآيات القرآنية التي أشارت إلى عذاب القبر وثوابه وأرشدت إليهما أو
فُسّرت بهما كثيرة ، ذكرنا بعضها في أدلة التجرد ، وفيما يلي نذكر اثنتين منها :
1 ـ قوله
تعالى في آل فرعون : {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ
يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ
أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ } [غافر: 45، 46] وهي نصّ في الباب،
لأنّ العطف بالواو يقتضي المغايرة لما قبله ، فقد ذكر أولاً أنهم يعرضون على النار
غدوّاً وعشيّاً ، ثم عطف بعده بذكر ما يأتي يوم تقوم الساعة ، ولهذا عبّر عن الأول
بالعرض ، وعن الثاني بالإدخال(12).
وروي عن
الإمام الصادق عليه السلام في تفسيرها أنه قال : « إن كانوا يعذّبون في النار
غدوّاً وعشياً ، ففيما بين ذلك هم من السعداء. لا ولكن هذا في البرزخ قبل يوم
القيامة ، ألم تسمع قوله عزَّ وجلَّ : {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا
آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ } [غافر: 46]»(13).
2 ـ قوله
تعالى : {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا
وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } [طه: 124] قال كثير من المفسّرين :
إنّ المراد بالمعيشة الضنك عذاب القبر وشقاء الحياة البرزخية ، بقرينة ذكر الحشر
بعدها معطوفاً بالواو الذي يقتضي المغايرة ، ولا يجوز أن يراد به سوء الحال في
الدنيا ، لأن كثيراً من الكفار في الدنيا هم أحسن حالاً من المؤمنين ، وفي معيشة
طيبة لا ضنك فيها(14).
قال أمير
المؤمنين عليه السلام : « واعلموا أن المعيشة الضنك التي قالها تعالى : {فَإِنَّ
لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا } [طه: 124] هي عذاب القبر »(15).
أدلته من السنة : تكاثرت الروايات الدالة على عذاب القبر وثوابه من طرق الفريقين(16) ،
وتوسعت في بيان تفاصيله ... ، ونقتصر هنا على ذكر ثلاث منها :
1 ـ قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « القبر إما حفرة من حفر النيران ، أو روضة
من رياض الجنة »(17).
2 ـ قال
أمير المؤمنين عليه السلام : « يسلّط على الكافر في قبره تسعة وتسعين تِنِّيناً ،
فينهشن لحمه ، ويكسرن عظمه ، ويتردّدن عليه كذلك إلى يوم يبعث ، لو أنّ تنِّيناً
منها نفخ في الأرض لم تنبت زرعاً أبداً... »(18).
3 ـ وعن
علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام في قوله تعالى : {وَمِنْ وَرَائِهِمْ
بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 100] قال : « هو القبر ، وإن لهم
فيه لمعيشة ضنكاً ، والله إن القبر لروضة من رياض الجنة ، أو حفرة من حفر النيران
»(19).
إثارات : هناك بعض الاثارات والشبهات حول عذاب القبر وثوابه ، وأغلبها يتعلّق
ببيان كيفية العذاب أو الثواب ، والخوض في تفاصيلهما ، وهو أمر لم نكلّف به ، ولا
يلزمنا إلاّ التصديق به على الجملة ، والاعتقاد بوجوده ، لإمكانه ، وثبوته عن طريق
السمع من المعصوم ، وهذا شأن جميع اُمور الغيب ، لأنّها من عالم الملكوت الذي لا
تدركه عقولنا ولا تبلغه حواسنا...
_______________
(1) لسان العرب / ابن منظور ـ برزخ ـ 3 :
8.
(2) تفسير الميزان / الطباطبائي 1 : 349.
(3) تفسير
القمي 1 : 19 ، بحار الأنوار / المجلسي 6 : 218/12.
(4) أمالي الطوسي : 28/31 ، بحار الأنوار 6
: 218/13.
(5) نهج البلاغة / صبحي الصالح : 340 /
الخطبة (221).
(6) الكافي / الكليني 3 : 236/6.
(7) علل الشرائع : 309/4 ، أمالي الصدوق :
468/623 ، أمالي الطوسي : 427/955.
(8) ثواب الأعمال / الصدوق : 197 ـ منشورات
الرضي ـ قم ، علل الشرائع / الصدوق : 309/3 ، أمالي الصدوق : 632/845.
(9) راجع : الكافي/الكليني 3 : 232/1 و
236/7 و 238/10 و 11 و 239/12 ، الاعتقادات / الصدوق : 58 ، تصحيح الاعتقاد /
المفيد : 99 ـ 100 ، شرح المواقف / الجرجاني 8 : 317 ـ 320 .
(10) أمالي الصدوق : 370/464.
(11) راجع : كشف المراد / العلاّمة الحلي :
452 ، المسائل السروية / المفيد : 62 ـ مسألة(5) ، الأربعين / البهائي : 283 و487
، حق اليقين / عبدالله شبّر 2 : 68.
(12) انظر : تفسير الميزان / الطباطبائي 17
: 335.
(13) مجمع البيان / الطبرسي 8 : 818.
(14) الأربعين / البهائي : 488.
(15) شرح ابن أبي الحديد 6 : 69 ـ دار
إحياء الكتب العربية ـ مصر ، أمالي الطوسي : 28/31.
(16) راجع : الكافي/الكليني 3 :231 ـ 239 ،
244 ـ 245 و253/10 ، المحاسن/ البرقي:174 ـ 178 ـ دار الكتب الإسلامية ـ قم ،
بحارالأنوار/المجلسي6 :202 باب (8) ، سنن النسائي 4 : 97 ـ 108 ـ كتاب الجنائز ـ
دار الكتاب العربي ـ بيروت ، كنز العمال / المتقي الهندي 15 : 638 وغيرها.
(17) سنن الترمذي 4 : 640/2460 ـ كتاب صفة
القيامة ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت، إحياء علوم الدين / الغزالي 5 : 316.
(18) أمالي الطوسي : 28/31.
(19) الخصال / الصدوق : 120/108.
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
أصواتٌ قرآنية واعدة .. أكثر من 80 برعماً يشارك في المحفل القرآني الرمضاني بالصحن الحيدري الشريف
|
|
|