المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



البلاء: لا بُدَّ منه لكل إنسان  
  
1698   04:44 مساءً   التاريخ: 1-6-2022
المؤلف : السيد سامي خضرة
الكتاب أو المصدر : كيف تواجه المصائب؟
الجزء والصفحة : ص9 ـ 13
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-18 322
التاريخ: 25-7-2016 6332
التاريخ: 24-1-2016 2689
التاريخ: 15-4-2016 4505

من منا لم يصب بالبلاء في حياته؟

ومن منا ينتظر ان لا يصيبه البلاء، صغيره وكبيره؟

ما كان هذا ولن يكون، فسنة الله في الخلق، أن ينزل فيهم البلاء.

ممتحناً، وممحصاً، ومفتناً، في النفس، والأولاد، والأعزاء، والأحباب، والأموال، فهذه الدار، دار بلاء وخوف ونكد، فالصحيح ينتظر السقم، والكبير ينتظر الهرم، والموجود ينتظر العدم.

قال الله تعالى، وهو الذي خلقنا، وحفظنا، ورزقنا، وهدانا، ونجانا، ورعانا، ورحمنا، قال سبحانه: {الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}[العنكبوت: 1 - 3].

وقال جل جلاله: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155].

فالناس يبتلون: في الخسارة التجارية، وفي مرض الأحباب(*)، وفي موت الأعزاء، وفي سوء الخلق للزوج أو الزوجة، وفي خيانة الأصحاب، وفي موت الفجأة، وفى خسارة الولد، أو إصابته بمرضٍ عضال كالشلل والغيبوبة وما يصعب الشفاء منه، وقد يبتلى المرءُ بمرضٍ، لا سمح الله، يفتك به، أو ينزل به ما لم يكن يتوقع، وقد يخسر عضواً من أعضاء جسده، أو يفقد صحته، وعافيته ونشاطه، أو تصيبه شوكة في قدمه.

ومن أراد الشواهد الماثلة أمامه، والبراهين الناطقة حوله، فليذهب:

إلى المستشفيات ويرى مرضاها.

وإلى المقابر ويرى موتاها.

وإلى العيادات ويرى زوارها.

وإلى الأحياء الفقيرة ويرى قاطنيها.

وإلى العائلات المستورة ويرى ساكنيها.

وإلى البيوت المتعففة ويرى أهلها.

فليرى، وليخشع، وليحمد الله تبارك اسمه.

ولينظر أحدنا حوله، كيف أصبح الغني فقيراً، والميسور محتاجاً، والقوي ضعيفاً، والنشيط خاملاً، والمعافى مقعداً.

الموعظة من حولنا كثيرة:

مما نسمع ممن حولنا.

ومما نرى في مجتمعنا ووسائل الإعلام عندنا.

ومما نقرأ في الصحف والكتب.

نرى المظلومين، والمهجرين، والمقتولين، والمنكوبين، والمطاردين من بيوتهم وأموالهم.

{فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ}[آل عمران: 195].

فلم ينجو إنسان من البلاء.

ولن ينجو من البلاء.

فمنهم الصابر المأجور، القائل: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156].

ومنهم الساخط المأزور، الذي يغضب ربه، ويضعف إيمانه، ويسر شيطانه، ويحبط أجره، ويسعد عدوه، ويضعف نفسه.

وكلهم من الله، وإلى الله راجعون.

فلِما السخط، وقضاء الله نافذ على كل حال، على من صبر، وعلى من كفر.

قال أحد أهل الصلاح: العاقل يفعل في أول يوم من المصيبة، ما لا بد أن يفعله غيره بعد أيام.

فالمصاب لا بد له من الصبر، ولو أخر ذلك وجزع وخاف وولوَلَ، لا بد له أخيراً من التسليم، لأن جزعه لا يقدم ولا يؤخر.

وفرق بين من صبر إبتداءً بإرادته ليؤجر ويثاب، وبين من صبر متأخراً وبغير إرادته لأنه لا حول له ولا قوة، ولا أجر له ولا ثواب.

فمن ذا الذي يرد قضاء الله بعد وقوعه؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) في هذه الأيام، وأنا أكتب هذه الكلمات، أخبرت بطفل له من العمر عشر سنين، إرتفعت حرارته فجأة، ومات خلال ساعات.

وشاب كان يجري عملية جراحية بسيطة، فتأزم وضعه، وهو الآن في حال الخطر الشديد.

وامرأة انحبس عنها إخراج ما في معدتها بسبب جرح طارئ في المعدة، ونقلت إلى المستشفى وتعاني آلاماً مبرحة، هذه هي بلاءات الدنيا. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.