المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



رسول الإسلام قدوة وأسوة  
  
1324   12:55 صباحاً   التاريخ: 20/9/2022
المؤلف : مجتبى اللّاري
الكتاب أو المصدر : المشاكل النفسية والأخلاقية في المجتمع المعاصر
الجزء والصفحة : ص24 ـ 27
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

كلنا يعلم بأنه كان من أكبر عوامل تقدم الإسلام (حسن أخلاق)، الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكما أن الله تعالى ينسب توسع الإسلام إلى الأخلاق الحسنة للرسول فيقول: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}[آل عمران: 159].

كان رسول الله يفتح صدره الرحب على كافة الناس، وكانت تتجلى في سيمائه الملائكي الجميل محبّة عميقة للبشرية لا يمكن أن توصف، فكان يعمّ المسلمين على السوية باللطف والعناية (وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ يقسم لحظاته بين أصحابه ينظر إلى ذا وينظر إلى ذا بالسوية)(1).

وكان (صلى الله عليه وآله)، يذم سوء الخلق فيقول: (سوء الخلق شؤم وشراركم اسوأكم خلقاً)(2).

ويقول في مقام آخر: (يا بني عبد المطلب إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فالقوهم بطلاقة الوجه وحسن البشر)(3).

وكان خادمه انس بن مالك يتذكر أخلاقه العظيمة دائماً ويقول: (خدمت النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ، عشر سنين، فما قال لي أف، ولا لم صنعت؟، ولا إلا صنعت)(4).

إن حسن الخلق والنشاط من أسباب طول العمر للإنسان، فقد قال الإمام الصادق بهذا الصدد: (البر وحسن الخلق يعمران الديار ويزيدان في الأعمار)(5).

ويقول الدكتور ساندرسن: (إن النشاط أحد العوامل المهمة في معالجة الأمراض والوقاية منها، إن أكثر الأدوية والعقاقير تولد مع الصحة المصطنعة والسريعة الزوال: ردّ فعل مضاعف، بينما يوجد النشاط تأثيراً دائماً في جميع اعضاء البدن فالنشاط فى العينين ينورهما، والنشاط في القامة يحكمها ويقومها، والنشاط في الكلام يصفي الصوت، واخيراً فالنشاط يحرك جميع القوى في الفرد، فالدورة الدموية لذوي النشاط والأخلاق الحسنة أسرع، والتنفس فيهم أحسن، والصحة فيهم أعمق وأعرق، والمرض عنهم أبعد)(6).

وفي كلام الإمام الصادق (عليه السلام) نقطة جميلة، إنه عليه السلام قرن الإحسان بحسن الخلق وعدهما من الأمور التي تزيد في العمر، وذلك لأن المحسن يحس في نفسه بنوع من المسرة والنشاط من إحسانه، فيكون للإحسان مثل ما لحسن الخلق من الآثار والنتائج الصحية.

وقد عد الإمام الصادق (عليه السلام) هذه الصفة الحميدة من أسباب السعادة إذ قال: (من سعادة الرجل حسن الخلق)(7).

ويقول صموئيل اسمايلز: (هناك مثل مشهور يقول: إن الخلق الحسن واعتدال المزاج لهما الأثر في تقدم الإنسان وسعادته كما تؤثر فيهما القوى والاستعدادات الذاتية الفطرية. وحقيقة الأمر أن سعادة الأفراد ترتبط إلى حد كبير بحسن أخلاقهم ومحبّتهم)(8).

إن حسن الخلق يوجب توسعة في المعيشة وزيادة في الرزق والإلفة، قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): (حسن الأخلاق يدر الأرزاق ويؤنس الرفاق)(9).

كتب أسوت ماردن في كتابه (تهذيب النفس) يقول: أعرف مديراً لأحد المطاعم أصبح ثرياً وحصل على صيت طيّب بسبب سيرته الأخلاقية الحسنة في محله، حتى أني علمت أن المسافرين والسياح يطوون طريقاً طويلاً حتى يصلوا إلى مطعمه، حيث أنهم يجدون في محله كأنهم يعيشون في بيئتهم ومحيطهم الخاص. فحينما يصل الزبائن إلى محله يستقبلون بفرح وسرور لا يرونه في سائر المطاعم، بل لا يرون هنا ما كانوا يجدونه في سائر المطاعم من التكلف المتعب البارد. فالعمال في هذا المطعم يحاولون مهما أمكن أن يرتبطوا مع الزبائن بروابط المودّة والصداقة لا كرابطة المشتري والعامل، فكانوا يبتسمون في وجوههم ، ويهتمون بأشغالهم اهتماماً ناشئاً من المحبة للزبائن والعلاقة بهم، ويوجدون في كل واحد منهم إحساساً يربطهم بالمطعم برباط من العلاقة الودية لا تكون هذه العلاقة تجذبهم مرة أخرى إلى هذا المطعم فحسب، بل تجعلهم لا يبخلون أن يدعو إخوانهم ايضاً، وواضح ما لهذه السيرة من الآثار في جذب عدد جديد من الزبائن (ثم يضيف) لم يكن للآداب في أي دور من الزمن ما لها من الأثر العظيم هذا اليوم ، فقد اصبحت الأخلاق الحسنة والجاذبية والسعي في رفاهية الآخرين اليوم رأسمال لكل من يحب السعادة والموفقية في حياته لنفسه)(10).

وكذلك عد الإمام الصادق (عليه السلام)، طلاقة الوجه علامة على عقل الإنسان إذ قال: (أكمل الناس عقلاً أحسنهم خلقاً)(11).

ويقول (صموئيل اسمايلز): (الذي يرينا التاريخ هو أن كبار النوابغ كانوا رجالاً مستبشرين مسرورين، فهم قد أدركوا المفهوم الحقيقي للحياة، وحاولوا أن يجسدوا عقولهم في أجسامهم، فحينما يطالع الإنسان آثارهم يرى فيها صحة عقولهم وسلامة أنفسهم في نشاطهم وشوقهم واضحة جلية. إن الأرواح السامية والعقول الحاكمة لها من بشاشة الوجه وطلاقة المحيا علامة عليها، فأخلاقهم نموذج لمن تأثر بهم فتأسى بسيرتهم واستضاء بنور نشاطهم وسرورهم الطبيعي)(12).

ولقد قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (أكثر ما تلج به أمتي الجنة تقوى الله، وحسن الخلق)(13).

فينبغي لمن كان العقل قائده ويريد أن يعيش شريفاً أن يحصل على هذا الرأسمال المعنوي الثمين. ولأجل القضاء على صفة ذميمة يحتاج الانسان إلى إرادة كبيرة يركزها على الهدف المقصود، أن الإلتفات إلى الأضرار التي تعلق بالإنسان من سوء خلقه يكفي لأن يحمل عقله على الكفاح ضدها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ روضة الكافي: ص268.

2ـ نهج الفصاحة: ص371.

3ـ وسائل الشيعة: ج2، ص222.

4ـ فضائل الخمسة: ج1، ص119.

5ـ وسائل الشيعة: ج2، ص221.

6ـ عن الفارسية: بيروزي فكر.

7ـ مستدرك الوسائل: ج2، ص83.

8ـ عن الترجمة الفارسية: اخلاق.

9ـ غرر الحكم: ص279.

10ـ عن الترجمة الفارسية: خويشتن سازي.

11ـ وسائل الشيعة: ج2، ص221.

12ـ عن الترجمة الفارسية: أخلاق.

13ـ الوسائل: ج2، ص221. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.