قام الزواج في مصر القديمة على حسن المعاشرة المتبادل ، وتشهد على ذلك الآثارالكثيرة التي خلفتها الحضارة الفرعونية ، فالنقوش الموجودة على جدران المقابرت  صور الزوجان وقد أم سك كل منهما ب يد الآخر، أو أن تضع الزوجة يدها على كتف زوجها بصورة  توحي لنا ما كان يسود بينهما من ود وحسن معاشرة (1) وتشير الحكم و النصائح إلى الواجبات الملقاة على عاتق الزوج تجاه زوجته فبعد أن يحث (بتاح حوتب) ابنه بالزواج وحب زوجته يدعوه قائلا " اشبع جوفها واستر ظهرها  " ويواصل نصائحه " لا تكن فظا لأن اللين يفلح معها أكثر من القوة انتبه إلى ما ترغب فيه ، وإلى ما تتجه نحوه عيناها وأجلبه لها ، فبهذا تستبقيها في منزلك  وتجعلها تقيم في دارك "  ونجد رجلا آخر يستعطف زوجته ، " لم يعثر قط أني فعلت بك سوءا فأنا لم أخنك ، ولم أدخل منزلا آخر ... ولم أدع أحدا يحتج علي في كل ما كنت أعمله معك..."(2) غير أن حسن المعاشرة بين الزوجين لم يكن يمنع الرجل من حقه في تأديب زوجته بالضرب ، لكن دون أن يسئ معاملتها ، ففي أحد القضايا يتعهد الزوج أمام المحكمة بعدم سب زوجته ، بل يوافق بأن يجلد مائة جلده ويحرم من نصيبه في الأموال المشتركة بينهما  إذا ما عاد إلى إهانتها مرة أخرى . (3) ويقتضي مبدأ الإخلاص بين الزوجين أن يمتنع كل منهما عن خيانة الزوج الآ خر بإقامة علاقة جنسية مع طرف ثالث ، لأن الزنا(4) يعتبر في مصر القديمة خطيئة ، ولهذا  كان الرجل يقر دائما في وصيته بأن لم يرتكب أثناء حياته هذا الفعل القبيح (5) ويعاقب القانون المصري على جريمة الخيانة الزوجية بأشد العقوبات ، وهذا ما تشير إليه إحدى البرديات المعروفة ب ( قصة الأخوين) التي تروي كيف زعمت زوجة الأخ الأكبر (أنوبو) أن أخاه الأصغر ، قد راوداها ، فخرج (أنوبو) غاضبا محاولا قتل أخيه ،  لكنه عندما علم بالحقيقة عاد إلى منزله وقتل زوجته وألقى بجثتها إلى الكلاب (6) .

________________

1- أحمد إبراهيم حسن ، تاريخ النظم القانونية والاجتماعية ،نظم القسم الخاص ، ديوان المطبوعات الجامعية ،الإسكندرية ، 2001 ، ص 117 ،ارنولد توينبي، ج 1،تاريخ البشرية ، تر: نيقولا زيادة ، . الأهلية للنشر ، بيروت ، 1981 ، ص 82

- Pierre Montet, Op.cit, P55

2- أحمد أمين سليم، مصر والعراق دراسة حضارية ، دار النهضة العربية ، ط 1  بيروت، 2002 ، ص 36 .

3- أحمد إبراهيم حسن ، المرجع السابق ، ص 118 .

4- تعتبر الخيانة الزوجية من كبائر الفواحش التي حرص المصري القديم على أن يعلن براءته منها أمام الآلهة في العالم الآخر ، فنجده يقول في دفاعه الإنكاري عن نفسه " إني لم أرتكب الفاحشة مع امرأة ، ولم أقترف ما يدنس عرضي ، ولم أرتكب خطيئة داخل معبد المدينة الطاهر " أنظر : عبد العزيز صالح ، الأسرة في المجتمع المصري القديم ، دار القلم ،القاهرة، 1961 ، ص 217

5- عبد الرحيم صدقي ، القانون الجنائي لدى الفراعنة ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ،  القاهرة ، 1986 ، ص  44  Bermadette Menu , Op-cit.P 48

. 6- عبد العزيز صالح ، الأسرة في المجتمع المصري القديم  ص 20