المواد الجاذبة الجنسية Sex attractants

الجاذبات الجنسية (الفرمونات الجنسية) هي مجموعة من المركبات الكيمياوية الطبيعية او الصناعية وتمتاز بكونها متخصصة التأثير وفاعليتها التي تمتد لمسافات تتراوح بين 3-5 كم كما وجد ان لبعض المواد العضوية تأثيراً فعالاً يماثل تأثير الجاذبات الجنسية الطبيعية منها مثلاً حامض الـ Caproic حيث ان له نفس تأثير وقوة الجاذبات الجنسية لذكور الدودة السلكية .Limonius camua Stg وان هذا الحامض شجع الذكور لتأخذ وضع التزاوج والقيام بعملية التلقيح وقد بدأ استخدام الجاذبات الجنسية في استئصال الاصابات الطفيفة للآفات الحشرية حيث نجحت هذه الطريقة في استئصال الفراشة الغجرية Gypsy moth، وذلك باستخدام الطائرات لإسقاط كميات كبيرة من المصائد الرخيصة والتي تكون بشكل انابيب صغيرة يوضع بها لاصق مع مادة جاذبة للذكور حيث يتم صيد الذكور قبل ان تعثر عليها الاناث للتزاوج وبذلك تتوقف الحشرة عن التكاثر.

كذلك استخدمت الجاذبات الجنسية في المكافحة بطريقة الارباك Confusion method حيث يتم بهذه الطريقة تشبيع الجو بالجاذب الجنسي بحيث لا تستطيع الذكور او الاناث من تحديد مواقع بعضها البعض حيث تتوقف عن البحث نتيجة لإجهادها في تتبع الرائحة التي تجدها في كل مكان ومن ثم لا يلتقي الجنسان وتتوقف عملية التكاثر، ومن الأمور التي ساعدت على هذا الاستخدام للجاذبات الجنسية هو مجموعة الخواص التي تمتاز بها المواد الجاذبة الجنسية وهي: -

1) مدى فاعليتها:- للجاذبات الجنسية القدرة على جذب الحشرات من مسافات طويلة تتراوح بين 3-5 كم.

2) التخصص:- ان الجاذبات الجنسية التي تفرز من الاناث تجذب ذكور نفس النوع فقط او على الأقل الانواع التابعة لنفس الجنس.

3) التركيز:- اظهرت العديد من الدراسات ان المواد الجاذبة الجنسية تكون فعالة عند التركيزات الواطئة بينما في التراكيز المرتفعة قد يكون لها تأثير طارد.

4) التنشيط:- وجد ان خلط عدة مواد كيمياوية جاذبة كان له تأثير جاذب اكثر من تأثير اي من المواد الداخلة في تكوين هذا الخليط على حدة.

5) التأثير السام:- لبعض المواد الجاذبة الطبيعية والصناعية تأثير سام بالنسبة للحشرات فمثلاً الكيروسين يعد مادة جاذبة وسامة لذبابة البحر الابيض المتوسط. كما وجد ان ازهار نبات الـ Aesculus pavia تجذب وتقتل الخنفساء اليابانية ولكن ليس لجميع المواد الجاذبة تأثير قاتل او سام.

عزل وتحضير المادة الجاذبة الجنسية

تكمن الصعوبة الكبيرة في عملية عزل وتشخيص الجاذبات الجنسية الى وجودها بكميات متناهية في الصغر لكل فرد بحيث يستلزم الامر توفير اعداد كبيرة جداً من الحشرات لإمكان عزل كميات صغيرة من ذلك الجاذب الجنسي ، فضلا عن انه في بعض الحالات فإن المادة الجاذبة قد تكون طيارة غير ثابتة تماماً او قد تكون مصاحبة لمادة كيمياوية اخرى او قد تنعزل معها مادة تبطل مفعولها كجاذب جنسي ، وقد تم منذ اكثر من عشرين سنة الكشف عن التركيب الكيمياوي لاحد الفيرمونات الجنسية في فراشة دودة الحرير وذلك بعد جهد استمر لأكثر من عشرين سنة ثم توالت بعد ذلك الاكتشافات الكثيرة في هذا المجال كنتيجة حتمية للتقدم التكنولوجي، وتزداد عملية عزل الجاذبات صعوبة عندما تكون الاخيرة مزيجاً من عدة عناصر او مركبات بحيث لا يمكن لأي مركب منفرد منها ان يجذب الفرد المتأثر بالمزيج ولاشك انها حالة صعبة تجابه عملية التقويم الحيوي لهذه المركبات في العزل والتشخيص الى تخليق وتصنيع المادة، وعلى سبيل المثال فان استخلاص وعزل الجاذب الجنسي المتخصص في سوسة القطن كان امراً بالغ الصعوبة لكونه يحوي اربعة مكونات كيمياوية مختلفة كما ان التوصل الى طبيعة الجاذب الجنسي في بعض خنافس القلف كانت أكثر صعوبة ليس فقط لكونها ذات طبيعة متعددة العناصر ولكن ايضاً لان رائحة العائل النباتي تلعب دوراً كبيراً في اعطاء الجاذب الجنسي فاعليته النموذجية، فعملية الانجذاب في تلك الحالة هي نتيجة التأثير المشترك لرائحة الجاذب الجنسي ورائحة العائل النباتي نفسه. ومن أكثر النتائج غير المتوقعة التي تم الكشف عنها في السنوات الماضية ان كثيراً من الانواع الحشرية تفرز نفس الجاذب الجنسي على الرغم من انه لا يحدث في الطبيعة تزاوج بين نوعين مختلفين من الحشرات كما تم اكتشاف العديد من الكيمياويات الثانوية والتي كانت تعد خاملة غير فعالة قد ظهر بانها تفرز من الحشرات لغرض الحفاظ على تكامل نظم الاتصالات بين افراد النوع الواحد غير ان بعضاً من تلك الكيمياويات الثانوية قد تفرز او تضاعف تأثير الجاذب الجنسي وعليه فقد صنفت تلك المواد الثانوية على اساس كونها منشطات ، مضادات للفيرمونات antipheromones او مثبطات لها لذلك يعتقد انه في الحالات التي يفرز فيها نفس الجاذب الجنسي من أكثر من نوع حشري واحد فان المركبات الثانوية تسبب انجذاب احد الانواع بفعلها كمواد منشطة للجاذب بينما تعمل على طرد النوع الحشري الاخير لتأثيرها كمادة مضادة للفيرمون واذا ما تداخلت مادة ثانوية ثانية او ثالثة في ابراز تأثير الفيرمون فان ذلك يؤدي الى التخصص الشديد للفيرمون وانحصار تأثيره تماماً لغرض تنظيم الاتصالات وتنسيقها بين افراد النوع الواحد. ان المرحلة التي تلي عملية عزل وتحديد هوية الفيرمون الجنسي هي عملية تصنيع مركبات كيمياوية مشابهة تباع على نطاق تجاري لاستخدامها في عمليات المكافحة للآفات الحشرية.

على ضوء ما سبق فانه يمكن تقسيم المواد الجاذبة الجنسية الى مجموعتين

أ) الجاذبات الجنسية الطبيعية:- وتضم بالدرجة الاساس مجموعة الفيرمونات الجنسية التي تستخدمها الذكور او الاناث لتحديد مواقع بعضها البعض لغرض التزاوج وهي كما سبق الاشارة اليه بكميات ضئيلة جداً الا ان الحشرات تستطيع ان تلتقطها بواسطة حاسة الشم المتطورة لديها. ومن هذه المواد

1) مادة الــ Bombykol :-

CH,(CH,),CH = CHCH = CH (CH,) CH,OH

10,12 - hexadecadiene - 1 - 01 (Bobmykol)

وهي مادة تفرزها اناث دودة الحرير .Bombyx mori L

تحدث أثرها حتى إذا كانت كميتها لا تزيد عن 3 × 10^-5 ميكروغرام حيث تجذب ذكور دودة الحرير.

2) مادة ال gyplure:- وهي مادة تطلقها إناث حشرة الفراشة الغجرية وتركيبها الكيمياوي

وقد ثبت أن هذه المادة تجذب الذكور من مسافة 3-5 كم.

ب) الجاذبات الجنسية المصنعة: – وتتوفر هذه المجموعة من الجاذبات بشكل تجاري وعلى نطاق لابأس به حيث يمكن استخدامها في الحقل لخفض اعداد بعض الآفات الحشرية والجاذبات المصنعة اما ان تكون بشكل مركبات كيمياوية ذات تركيب كيمياوي مشابه او مماثل للتركيب الكيمياوي للجاذبات الطبيعية او هي عبارة عن مركبات مصنعة اظهرت تأثيراً جاذباً لذكور او اناث او لكلا الجنسين لنوع معين من الحشرات ومن امثلتها ما يأتي: -

1) مادة أمور Amlure: - وهي مادة جاذبة جنسية استخدمت لجذب ذكور الجعال الاوربي

2) مادة جاذبة للخنفساء اليابانية Popillia japonica F.

عبارة عن خليط من مركبين هما: -

أ) Phenthyl propipnet

ب) Eugenol

وتستخدم أيضا لجذب ذكور الخنفساء اليابانية.

3) مادة الــHexadenyl butyrate :- وهي مادة جاذبة لإناث الزنبور الأصفر وتركيبها الكيمياوي

4) مادة الــ Tri – medlure :- وتستخدم هذه المادة لجذب اناث وذكور ذبابة فاكهة البحر المتوسط Ceratitis capitata وتباع هذه المادة تحت أسماء تجارية مختلفة منها الــ Luretape , pherocon, Hercon  واسمها الكيمياوي.

5) مادة الـ Cu – lure:- وتستخدم لجذب ذكور واناث ذبابة الرقي Dacus cucurbitae Loew.

6) مادة الــ Methyl Eugenol:- وتستدم لجذب اناث ذبابة الفاكهة الشرقية.

7) مادة جاذبة لخنفساء القطن Anthonomus grandis (L.):-

8) مادة جاذبة لفراشة الشمع الكبيرة Galleria mellonella L.

ويسمى بالـ undecanal وتركيبه الكيمياوي

CH3 (CH2)9 CH5

علاوة على ما سبق فإن هناك مواد جاذبة جنسية أخرى للعديد من الآفات الحشرية المهمة مثل خنافس السجاد والديدان القياسية، والعثة الهندية وغيرها كثير.