كيفية وصول المبيدات للتربة الزراعية (بعض مظاهر سلوك المبيدات في التربة)
المؤلف:
د. زيدان هندى عبد الحميد ود. محمد ابراهيم عبد المجيد
المصدر:
الاتجاهات الحديثة في المبيدات ومكافحة الحشرات (الجزء الثاني)
الجزء والصفحة:
الجزء الثاني ص 46-49
2025-07-25
574
كيفية وصول المبيدات للتربة الزراعية (بعض مظاهر سلوك المبيدات في التربة)
يمكن القول بصفة عامة إن المبيدات تصل إلى التربة الزراعية بطريق مباشر أو غير مباشر . ويعنى الطريق الأول معاملة التربة نفسها في حالة مكافحة آفة ضارة تعيش في التربة ، أو بغرض حماية المجموع الخضري للنبات بمعاملتها بمبيدات ذات خواص معينة (الجهازية). والطريق غير المباشر ، وهو ما يعبر عنه بتلوث التربة Contamination ، نتيجة للرش المتكرر أو غيره من طريق المعاملة الخاصة بمكافحة الآفات الضارة التي تصيب النباتات ( الرش على المجموع الخضري ) ، وما يستتبع ذلك من حدوث تساقط لقطرات المبيدات ووصولها إلى التربة . ومن الأفضل أن نشير – بشيء من التفصيل - إلى كل طريق على حدة .
1 - الطرق المباشرة Direct methods
رش التربة Soil spraying
وهي من أكثر الطرق شيوعًا ، وخاصة مع مبيدات الحشائش . وتمتاز بأنها تحقق توزيعا متجانساً للمبيد على سطح التربة المرشوشة . ويمكن التحكم في فعاليتها عن طريق آلات الرش المستخدمة ويكون المبيد على صورة مستحلب أو معلق دائم في الماء . وقد تستخدم الرشاشة العادية ذات البشبوري الواحد ، أو ذات الستة بشابير ، أو موتورات خاصة للرش الموجه . وتجب مراعاة الدقة التامة ، حتى لا يحدث تركيز للمبيد في أي منطقة من التربة المعاملة ، وخاصة مع مركبات اليوريا ، وعلى سبيل المثال مبيد الحشائش ( الكوتوران ) التي تضر بالمحاصيل المتعاقبة للقطن ، مثل القمح ، وكذلك تضر بتركيب التربة .
تحفير التربة Dusting
تشير الدراسات السابقة إلى إمكانية استخدام المساحيق لتعقيم ومعاملة التربة ، وخاصة مع مبيدات الحشائش . وفى جميع الحالات يفضل الرش .
تدخين التربة Soil Fumigation
تستخدم فيها مواد عضوية قابلة للتطاير . ويتوقف نجاح هذه العملية على اعتبارات كثيرة ، أهمها : حجم حبيبات التربة ، ودرجة حرارة ورطوبة التربة . ومن أهم المواد المستخدمة : الكلوروبكرين ، وثاني كبريتور الكربون ، ومخلوط الـ د.د.ت وثاني كلورور الإيثلين ، وبرومور الميثايل . وقد تعامل التربة بمواد غير عضوية ، ومعظمها أعطى نتائج سلبية في مجال مكافحة الفطريات ، وإن كان بعضها قد استعمل بنجاح ، مثل : الكبريت ، والمواد الجيرية ، والنحاس ، والزئبق . ولقد أصبح لهذه الطريقة أهمية خاصة في مصر وغيرها من بلدان العالم التي اتجهت للزراعات المحمية في الصوبات الزجاجية والبلاستيكية ، حيث تمثل آفات التربة مشكلة كبيرة ، خاصة النيماتودا .
طريقة المعاملة بالمستحلبات أو طريقة الفنجان Cup technique
المبيد في صورة مركز قابل للاستحلاب (Emulsifiable cancentrate (EC عن طريق عمل حفرة صغيرة بجوار البادرة ( عمر 15 يومًا ) وينقل المبيد إلى الحفرة بواسطة الفنجان ، ومن هنا كانت التسمية . ويقلب المحلول ويغطى بالتراب ، ثم تجرى عملية الري ، وهي طريقة غير مستحبة وغير شائعة ، نظرًا لخطورتها الناتجة من الاستنشاق وإحداث التسمم للقائم بالعملية .
المعاملة الجانبية Side treatment
وفيها يستخدم المبيد في صورة حبيبية Granular ، أي محملا على المادة الحاملة الحبيبية ، وممسوكا عليها بقوة الادمصاص والجذب السطحي ، بالإضافة للمواد اللاصقة . وتتم المعاملة بعمل حفرة صغيرة بجوار البادرة ( عمر 15 يومًا ) بواسطة مضرب الزراعة أو الفأس الصغير ، وتوضع باليد الأخرى الكمية المحسوبة من المبيد المحبب ، ثم تردم بالتراب ، وتروى . وغالبا ما تكون هذه المبيدات من النوع الجهازي .
المعاملة عند وقت الزراعة At planting time
ويكون المبيد عادة من النوع المحبب وفيها يوضع المبيد في نفس الجورة عند الزراعة فوق أو تحت البذور ، ثم يردم بالتراب ، وتجرى عملية الري بعد ذلك . وقد تجرى في حالة مبيدات الحشائش ، وذلك بإتمام عملية الزراعة ، وفى نفس اليوم تجرى عملية الرش بالمبيد القابل للبلل أو بالمستحلب إلخ . لتكوين فيلم على سطح التربة موزع بانتظام وتجانس، ثم تجرى عملية الري في نفس اليوم أو بعد ذلك .
الرش الموجه Direct spray
ويقصد به المعاملة المباشرة للتربة ، وتجرى بعد تمام عملية الإنبات ، وعندما تتم الحشائش الضارة طورًا معينا من أطوار نموها ، حيث تستخدم أوان خاصة مخروطية الشكل يتم بواسطتها توجيه محلول المبيد إلى التربة بين الجور ، دون ملامسة النباتات القائمة لتفادي حدوث التشوهات والأثر الضار عليها . وقد يضاف المبيد من خلال التنقيط من فتحة معينة في العبوة ينزل منها المبيد على الماء الداخل للحقل بغرض الري . وتحتاج هذه الطريقة لخبرة كبيرة ، وقد يضاف المبيد خلطا مع السماد .
2 - الطرق غير المباشرة Indirect methods
وفيها لا يكون القصد معاملة التربة ، وإنما يحدث لها تلوث عرضي من جراء الطرق التالية منفردة أو مجتمعة في نفس الوقت ، أو بالتتابع القريب أو البعيد .
تساقط المبيد Dripping
عند رش المجموع الخضري بمحلول المبيد بواسطة الطائرات أو الوسائل الأرضية ، فإن كمية كبيرة من محلول الرش تتساقط على سطح التربة ( 20 - 50 ٪ ) ، مما يؤدى إلى تلوث التربة . وقد يحدث نفس الشيء عند إجراء عملية التعفير ، حيث يحدث تساقط لضباب مسحوق المبيد ، ويصل جزء منه إلى التربة . وللأسف الشديد لا توجد حتى الآن طريقة للمعاملة لا تؤدى إلى تلوث التربة .
تقليب مخلفات النباتات الملوثة بالمبيدات في التربة
وذلك بعد الحصاد بغرض التسميد ، وهي عادة متبعة في كثير من البلدان الزراعية ، خاصة مع المحاصيل البقولية ، كالبرسيم وخلافه ، ويلجأ إليها كثير من الزراع ، نظرا لرخصها وفائدتها ، ولكنها في المقابل تؤدى إلى تلوث التربة ، وخاصة إذا كانت الفترة بين معاملة هذه النباتات وبين عملية التقليب في التربة قصيرة ، وبالتالي غير كافية لتحلل وانهيار المبيد الموجود فيها. وتزداد حدة هذه المشكلة مع المبيدات الثابتة، مثل الكلورينية .
زراعة تقاو سبق معاملتها بالمبيدات
وذلك بغرض حمايتها من آفات التربة وتحسين الإنبات. وهي تؤدى إلى تلوث التربة . وتعامل التقاوي بغمرها في محلول المبيد المناسب، وتتبع هذه الطريقة في معاملة البذور والدرنات والأبصال ، وذلك بوضعها في أكياس خاصة ، ثم غمرها حتى تبتل التقاوي جيدا . ويستعمل لهذا الغرض مركبات الزئبق ، والنحاس ، والمبيدات الفطرية العضوية ، مثل : الأراسان ، والسيمسان وقد تكون معاملة التقاوي بمطهرات على صورة مساحيق تمزج أو تقلب جيدا مع التقاوي داخل أوعية مقفلة ، مثل البراميل الكبيرة ، وتقلب جيدا ، بحيث تلتصق هذه المساحيق بصورة متجانسة على الأسطح الخارجية للتقاوي ، وتقتل بذلك الجراثيم العالقة بها من الخارج ، كما أنها تطهر التربة حول البذور عند الزراعة . وقد تحضر معلقات سميكة من هذه المطهرات وتخلط جيدا بالتقاوي.
ومن أهم المبيدات الفوسفورية الجهازية التي استعملت في الماضي على نطاق واسع في معاملة تقاوى القطن في مصر مركبا الدايسستون والثيميث ، وهي توفر الحماية للبذور ضد حشرات التربة ، وكذلك المجموع الخضري ضد الآفات الحشرية ذات أجزاء الفم الثاقبة الماصة ، كالمن والتربس . وتعامل جميع تقاوي القطن في مصر بالمبيد الفطري " ريزولكس " الفعال ضد فطريات الريزوكتونيا التي تسكن التربة .
ويجب عند اتباع هذه الطريقة مراعاة عدم تأثير هذه المعاملات على حيوية الجنين في البذور المعاملة ، وكذلك على نسبة الإنبات. وقد اتبعت هذه الطريقة في معاملة بذور القطن في مصر ، وعابها وجود الزغب ، خاصة في جهة الجنين ، مما سبب تقليل نسبة الإنبات والإضرار بالجنين ، مما استدعى إجراء عملية إزالة الزغب Delinting باستعمال حامض الكبريتيك المركز لفترة قصيرة محسوبة ، وبعد ذلك عرضت التقاوي المعاملة لتيار ماء ، ولفترة كافية للتخلص من آثار الحامض . وإذا نقعت البذور في محلول الرش أطلق على العملية Seed Soaking ، وإذا عوملت بمسحوق المبيد مع مادة لاصقة يطلق عليها Seed Coating . وكلا الطريقتين يطلق عليهما seed dressing ، أو Seed treatment .
الاكثر قراءة في المبيدات الزراعية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة