المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الكواكب القزمة - ماكيماكي
23-11-2016
مرض تبقع الأوراق السركسبوري في الفلفل
3-1-2023
محاججاتٌ ومخاصمات المشركين للنبي
7-11-2014
Immobilisation
5-1-2021
الخمر والميسر رجس
2024-09-25
من مصادر مستدرك الوسائل / كتاب أبي سعيد عبّاد العصفري.
2024-01-04


نظرة سريعة في حياة أمير المؤمنين عليه السّلام  
  
2432   05:36 مساءً   التاريخ: 23-5-2022
المؤلف : مركز المعارف للتأليف والتحقيق
الكتاب أو المصدر : معارف الإسلام
الجزء والصفحة : ص280-284
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / الولادة والنشأة /

الاسم: عليّ‏ عليه السلام

اللّقب: أمير المؤمنين

الكنية: أبو الحسن‏

اسم الأب: أبو طالب عبد مناف بن عبد المطلب‏ عليه السلام

اسم الأمّ: فاطمة بنت أسد عليها السلام

الولادة: 13 رجب 23 ق. هـ.

الشهادة: 21 رمضان 40 هـ

مدّة الإمامة: 30 سنة

مكان الدفن: العراق / النجف الأشرف

 

الولادة والرعاية النبويــّة

لقد كتب الله عزّ وجلّ لوصيّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم كرامةً، لم ينلها أحد من الناس، فقد وُلِدَ الإمام عليّ عليه السلام في جوف الكعبة. ونشأ عليه السلام في كَنَف والديه، وبعد سنواتٍ من ولادته المباركة، تعرّضت قريشٌ لأزمةٍ اقتصاديّةٍ خانقةٍ كانت وطأتها شديدةً على أبي طالب، إذ كان رجلاً ذا عيالٍ كثيرةٍ، فاقترح النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أن يتوكّل أمر رعاية عليّ عليه السلام ليخفّف العب‏ء عن أبي طالب (رضوان الله عليه)، وكان عمره آنذاك ستّ سنوات، فنشأ في دار الوحي، ولم يفارق النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في حياته، وهو القائل: "وَلَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُهُ إِتِّباعَ الفَصيلِ أَثَرَ أُمِّهِ يَرْفَعُ لي في كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَخْلاقِهِ عِلْماً، وَيَأْمُرُنيِ بالاْقِتِداءِ بِهِ". عاش عليه السلام مع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بدايات الدعوة ".. وَلَقَدْ كانَ يُجاوِرُ في كُلِّ سَنَةٍ، بِحِراء، فَأَراهُ وَلا يَراهُ غَيْري"، كما سبق إلى الإيمان والهجرة "وَلَمْ يَجْمَعْ بَيْتٌ واحِدٌ يَوْمَئِذٍ في الإِسْلامِ غَيْرَ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَخَديجَةَ وَأَنَا ثالِثَهُما"[1].

وهذا ما يجعلنا نعيش في رحاب شخصيّة اختصّها الله بما لم يختصّ به أحداً، بالإسلام على الفطرة. وهذا ما جادت به سيرته، حيث إنّه لم يسجد لصنم قطّ.

تربّى عليّ عليه السلام في كنف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، فاستقى من ينابيع الوحي علماً وأخلاقاً وكان أوّل الناس إيماناً وتسليماً به.

 

حياة الإمام في مكـّة

عاش أمير المؤمنين عليه السلام في مكّة مع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثاً وعشرين سنة، امتازت بالنُصرة التّامّة للنبيّ، وتحمّل الأذى في جنبه، هذا ما جاء في وصف الإمام عليه السلام لعلاقته بالنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، فيقول: "وَقَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعي مِنْ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم بِالْقَرابَةِ القَريبَةِ، وَالْمَنْزِلَة الخَصيصَةِ. وَضَعَني في حِجْرِهِ وَأَنا وَلَدٌ يَضُمُّني إِلى صَدْرِهِ، وَيُكنِفُنيِ إِلى فِراشِهِ، وَيَمسُّني جَسَدَهُ وَيَشُمُّني عَرْفَه. وَكَانَ يَمْضَغُ الشَّيْء ثُمّ يُلَقِّمُنيهِ. وَما وَجَدَ لي كِذْبَةً في قَوْلٍ، وَلا خَطْلَةً في فِعْلٍ"[2].

 

من الهجرة حتـَّى وفاة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

1- الهجرة والمؤاخاة:

هاجر الإمام عليّ عليه السلام إلى المدينة المنوّرة. ولمّا آخى صلى الله عليه وآله وسلم بين المهاجرين والأنصار، جعل منه أخاً له، حيث قال: "هذا عَليٌّ أَخي في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، وَخَليفَتي في أَهلي، وَوَصِيّي في أُمَّتي، وَوارثُ عِلْمي، وَقاضِي دَيْني، مَالُهُ مِنّي مَالي مِنْهُ، نَفْعُهُ نَفْعي، وَضُرُّهُ ضرّي، مَنْ أَحَبَّهُ فَقَدْ أَحَبَّني، وَمَنْ أَبْغَضَهَ فَقَدْ أَبْغَضَني"[3].

 

2- الزّواج من السيّدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

في السنة الثانية للهجرة، تزوج عليّ عليه السلام من سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام بنت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم . وكان ثمرة هذا الزواج الحسن والحسين وزينب الكبرى وزينب الصغرى (أمّ كلثوم) عليهم السلام . وقد شكّلت هذه الأسرة النموذجيّة، المثال الأعلى للأسرة الإسلاميّة في إيمانها، وجهادها، وتواضعها، وأخلاقها الكريمة.

 

3- شجاعة الإمام عليّ عليه السلام:

شارك الإمام عليّ‏ عليه السلام إلى جانب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، في مجمل الحروب والغزوات الّتي خاضها باستثناء غزوة تبوك حيث تخلّف عنها بأمر من النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم . وكانت مناسبة ليعبّر فيها النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم عن سموِّ مكانة الإمام عليّ عليه السلام: "أَلا تَرْضَى أَنْ تَكونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هارونَ مِنْ موسى إِلَّا أَنّهُ لا نَبِيّ بَعْدي"[4].

 

لقد كان لعليّ عليه السلام في كلّ تلك المعارك، السهم الأوفى، والنصيب الأكبر من الجهاد والتضحية في سبيل الله.

ففي معركة بدر الّتي قُتل فيها سبعون مشركاً، قتل الإمام عليٌّ عليه السلام ستّة وثلاثين منهم. وفي معركة أُحُد حينما فرَّ المسلمون، وجُرِح النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ، صمد عليه السلام مع ثُلّة قليلة من المؤمنين عليه السلام يذودون عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، حتّى مَنَعوا المشركين من الوصول إليه. أمّا في معركة الأحزاب، فقد كان حسم المعركة لصالح المسلمين بيديه المباركتين، حينما قتل "عمرو بن عبد ودّ العامريّ".

وفي معركة خيبر، وبعد أن فشل جيش المسلمين مرّتين في اقتحام الحصن اليهوديّ المنيع، قرّر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يعطي الراية لعليّ عليه السلام: "لأُعِطيَنَّ الرّايَةَ غَداً رَجُلاً يُحِبُّ الله وَرَسولَهُ، وَيُحِبّهُ اللهُ وَرَسولُهُ، كَرّاراً غَيْرَ فرّارٍ، لا يَرْجِعُ حَتَّى يَفْتَحِ اللهُ عَلى يَدَيْهِ"[5].

وبالفعل كان الفتح على يديّ الإمام عليه السلام ‏، وفتح الحصن وحقّق نصراً عزيزاً بعدما قَتَل عليه السلام "مرحباً".

وفي "معركة حُنين"، انهزم المسلمون من حول النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وصمد عليّ‏ عليه السلام وبعض بني هاشم يدافعون عن رسول الإسلام، بكلّ شجاعةٍ وعزيمةٍ، حتّى أنزل الله نصره عليهم.

 

حكومة الإمام عليّ عليه السلام

امتازت حكومة الإمام عليّ‏ عليه السلام برجوعها إلى الينابيع الأصيلة للإسلام كما أمر بها الله تعالى. وقد تمثَّل ذلك بأمورٍ عدّةٍ:

1. المساواة في العطاء.

2. ردّ المظالم الّتي تـَسـَبـَّب بها الولاة السابقون.

3. تشديد الرقابة على بيت مال المسلمين.

4. عزل الولاة المنحرفين، واستبدالهم بنماذج خيّرةٍ وكفوءةٍ.

5. مراقبة الولاة، وتزويدهم بالمناهج والخطط، من أجل إقامة حكومة العدل والإسلام على الأرض.

 

حروب الإمام عليّ‏ عليه السلام

استمرّت حكومة الإمام عليّ‏ عليه السلام خمس سنوات، عمل خلالها مجاهداً من أجل التصحيح، والتقويم، والعودة إلى الأصالة، وإقامة حكم الله في الأرض، وخاض خلالها حروباً عدّةً:

1- حرب الجمل في البصرة مع الناكثين:

الذين أزعجهم مبدأ المساواة في العطاء بين المسلمين، يضاف إلى ذلك رفض الإمام عليّ عليه السلام الانجرار وراء مطامعهم وإعطائهم ولايتيّ الكوفة والبصرة، فنكثوا بيعته عليه السلام ، وطالبوه بدم عثمان، وجمعوا لقتاله ثلاثين ألف رجل على رأسهم طلحة والزبير. أدرك عليه السلام خطورة هذه المواجهة على مستوى الأمّة، فأرسل الكتب لهؤلاء لإخماد الفتنة، ولكنّ القوم أصرّوا على قتاله، فاضطرّ إلى محاربتهم والقضاء على الفتنة من أساسها.

 

2- حرب صفّين مع معاوية بن أبي سفيان:

كان معاوية يعيث فساداً في ولاية الشام، وقد تميّز بدهائه ومكره، فعزله الإمام عليه السلام ولكنّه رفض وأعلن حال التمرّد والعصيان، فاضطرّ الإمام عليه السلام لمحاربته، وكاد الإمام عليه السلام أن ينتصر عليه، لولا الخديعة الّتي اصطنعها معاوية بدعوى الاحتكام إلى كتاب الله.

 

3- حرب النهروان مع الخوارج:

انطلت حيلة معاوية على قسم من جيش الإمام عليّ‏ عليه السلام ، وقد عُرِفَ هؤلاء بالخوارج لأنّهم خرجوا عن طاعته، وأجبروه على قبول التحكيم، ثمّ رفضوه، ورفعوا شعار "لا حُكْمَ إلّا للهِ". فحاربهم الإمام عليّ عليه السلام في النهروان، بعد أن وعظهم وأقام الحجّة عليهم، وقضى عليهم، مبيّناً فساد شعارهم بأنّه "كَلِمَةُ حَقّ يُرادُ بِها باطِلٌ.."[6].

 

استشهاد الإمام عليّ‏ عليه السلام

لم يكتب لهذه التجربة الفريدة في الحكم، بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أن تستمرّ، وتعطي ثمارها، حيث استُشْهِد الإمام عليّ‏ عليه السلام في مسجد الكوفة، عاصمة الخلافة، على يد الخارجيّ "عبد الرحمن بن ملجم" أثناء الصلاة في المسجد.

وبذلك اختتم عليّ عليه السلام عبادته الكبرى، الّتي افتتحها في جوف الكعبة، وأنهاها في محراب الكوفة، ليقدّم للأمّة المُثُل العُليا في التواضع، والشجاعة، والزهد، والطهارة، والإخلاص، والحِلْم، والعدل.

 

[1]  السيّد الرضي، نهج البلاغة، مصدر سابق، ج2، ص157.

[2]  المصدر نفسه.

[3]  القندوزي، الشيخ سليمان بن إبراهيم الحنفي، ينابيع المودة لذوي القربى، تحقيق السيد علي جمال أشرف الحسيني، دار الأسوة للطباعة والنشر، إيران - قم، 1416هـ، ط1، ج2 ص289.

[4]   الشيخ الطوسي، أمالي الطوسي، مصدر سابق، ص 342. السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، دار المعرفة للطباعة والنشر، لبنان - بيروت، لا.ت، لا.ط، ج3، ص266 مع اختلاف بسيط في اللفظ-.

[5]   المفيد، الشيخ محمد بن محمد بن النعمان، الأمالي، حسين الأستاد ولي، علي أكبر الغفاري، دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع، لبنان - بيروت، 1414 - 1993م، ط2، ص57.

[6]  نهج البلاغة، مصدر سابق، ص82.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.