المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17808 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أنـواع اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
المحرر العلمي
2024-11-28
المحرر في الصحافة المتخصصة
2024-11-28
مـراحل تكويـن اتجاهات المـستهـلك
2024-11-28
عوامـل تكويـن اتـجاهات المـستهـلك
2024-11-28
وسـائـل قـيـاس اتـجاهـات المستهلـك
2024-11-28

سويات الطاقة لدائر كروي
15-2-2022
كاراتيودوري قسطنطين
4-9-2016
القارصة والقامصة والواقصة
13-4-2016
لماذا علم الحياة الكمومي Why Quantum Biology
2023-04-09
جواز العمل بالوجادة
22-4-2016
مهر وجهاز زواج النورين
9-5-2016


محاججاتٌ ومخاصمات المشركين للنبي  
  
2629   01:48 صباحاً   التاريخ: 7-11-2014
المؤلف : محمّد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : تلخيص التمهيد
الجزء والصفحة : ج2 ، ص129-133.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / مواضيع إعجازية عامة /

هناك للمشركين مخاصماتٌ مع النبي ( صلّى الله عليه وآله ) دحرتها حجج القرآن الداحضة ، وقد أفحمتهم قوّة برهانه وبهرتهم روعة بيانه ، فكانت النهاية هي الرضوخ والاستسلام :

مع النضر بن الحارث :

قال ابن إسحاق : جلس رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ـ فيما بلغني ـ مع الوليد بن المغيرة في المسجد ، فجاء النضر بن الحارث حتّى جلس معهم ، وفي المجلس غير واحد من رجال قريش ، فتكلّم رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، فعرض له النضر ، فكلّمه رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) حتّى أفحمه ، ثمّ تلا عليهم {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98) لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (99) لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ } [الأنبياء : 98 - 100] (1).

مع عبد الله بن الزبعري :

ثمّ قام رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وأقبل عبد الله بن الزبعري السهمي (2) ، وكان زعيماً من زعماء قريش ، حتّى جلس معهم ، فقال له الوليد بن المغيرة : والله ما قام ابن الحارث لابن عبد المطّلب آنفاً وما قعد ، وقد زعم محمّد أنّا وما نعبد من آلهتنا هذه حَصَب جهنّم !

قال ذلك في حالة تأثّر شديد !

فقال ابن الزبعري : أما والله ، لو وجدته لخصمته ! فسلوا محمّداً : أَكلُّ ما يعبد من دون الله في جهنّم مع مَن عَبَده ؟! فنحن نعبد الملائكة ، واليهود تعبد عزيراً ، والنصارى تعبد المسيح !

فعجب الوليد ومَن كان معه في المجلس من قول ابن الزبعري ! ورأوا أنّه قد احتجّ وخاصم ! فذُكر لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) من قول ابن الزبعري ، فقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : إنّ كلّ من أحبّ أن يعبد من دون الله فهو مع مَن عَبَده ، إنّهم إنّما يعبدون الشياطين ، ومن أمرتهم بعبادته ! .

قيل : فنزلت بهذا الشأن : {مِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ.......} [الأنبياء : 24] .

مع أُبيّ بن خلف :

قال ابن إسحاق :

ومشى أُبي بن خلف بن وهب إلى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) بعَظم بالٍ قد ارفتّ فقال : يا محمّد ، أنت تزعم أنّ الله يبعث هذا بعد ما ارمَّ  ؟ ثمّ فتّه في يده ، ثمّ نفخه في الريح نحو رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ! فقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : نعم ، أنا أقول ذلك ، يبعثه الله وإيّاك بعد ما تكونان هكذا ، ثمّ يُدخلك الله النار ! (3) .

قيل : فانزل الله تعالى فيه :

{ أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ * وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ * الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ * أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلاّقُ الْعَلِيمُ * إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }[ يس : 77 ـ 83] . 

مع الأسود بن المطّلب :

واعترض رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ـ وهو يطوف بالكعبة ـ الأسود بن المطّلب بن أسد ، والوليد بن المغيرة ، وأُميّة بن خلف ، والعاص بن وائل ، وكانوا ذوي أسنان في قومهم ، فقالوا : يا محمّد ، هلمّ فلنعبد ما تعبد ، وتَعبد ما نعبد ، فنشترك نحن وأنت في الأمر ، فإن كان الذي تعبد خيراً ممّا نعبد كنّا قد أخذنا بحظّنا منه ، وإن كان ما نعبد خيراً ممّا تعبد كنت قد أخذت بحظّك منه . قيل : فأنزل الله تعالى فيهم :

{بسم الله الرحمن الرحيم  *قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ *وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [الكافرون: 1 - 6].

قال ابن إسحاق : أي إن كنتم لا تعبدون الله إلاّ أن أعبد ما تعبدون فلا حاجة لي بذلك منكم ، لكم دينكم ولي ديني (4) .

مع أبي جهل بن هشام :

قال ابن إسحاق : لمّا ذكر الله عزّ وجلّ ( شجرة الزقّوم ) تخويفاً لمشركي قريش ، في قوله : {أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ * إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ * فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ * ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ * إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ * فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ * وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ * وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ } [الصافات: 62 - 72] .

فقد أهاجت هذه الآيات القارعة من غلواء المشركين وجعلتهم حيارى مندهشينَ ، يخافون سوء العاقبة القريبة ! فعمد أبو جهل ـ على عادته ـ يحاول تهدئة هِياجهم المبرّح ، قائلاً : يا معشر قريش ، أو تدرون ما هي شجرة الزقّوم ، التي يخوّفكم بها محمّد ؟! إنّها عجوة يثرب بالزبد  . فوالله لئن استمكنّا منها لنتزقمنّها تزقّماً  قالها مستهزئاً لهِياجهم الثائر ! قيل : فانزل الله : {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ * يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ * خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ * ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ * ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ * إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ } [الدخان: 40 - 50].

قال ابن هشام : المهل كلّ شيء أذبته من نحاس أو رصاص وما أشبه (5) .

إنّ هذا ليس بكلام ، وإنّما هي صواعق مرعدة وقوارع دامغة ، تترى على أشلاء هامدة وبقايا أجساد متفتّتة ، لا تطيق تحمّلها حتّى وإن جهدت في المقاومة والعناد ، {فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} [الحاقة: 7، 8].

وبذلك تتجسّد معجزة هذا الكلام وسحره في أُسلوبه هذا الباهر وسلطانه هذا القاهر .
___________________________

1- سيرة ابن هشام : ج1 ص384 . والحَصَب هو الحطب : كلّ ما أوقدت به النار .

2- كان من شعراء العرب وخطباءهم العبقريّين ، وشعره في قصّة أصحاب الفيل معروف ، ( راجع سيرة ابن هشام : ج1 ص59 ) .

3- سيرة ابن هشام : ج1 ص387 .

4-الروض الأَنف : ج2 ص108 .      

5- سيرة ابن هشام : ج1 ص388 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .