أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-12-2014
3987
التاريخ: 16-12-2014
3483
التاريخ: 9-5-2016
3659
التاريخ: 9-5-2016
3466
|
[قال باقر شريف القرشي : ] أنبرى الرسول (صلى الله عليه واله) وقد غمرته موجات من السرور الى الامام قائلا له : ما عندك من المهر؟, اجابه الامام أنه لا يملك شيئا من متع الدنيا سوى فرسه ودرعه وكانت الدرع مما أفاء الله بها عليه من غنائم بدر فقال له النبي (صلى الله عليه واله) : أما فرسك فلا بد لك منها وأما درعك فبعه , وانطلق الامام الى السوق فباع درعه بأربعمائة وثمانين درهما وجاء بالثمن معقودا في طرف ثوبه فوضعه بين يدي الرسول (صلى الله عليه واله) وقد غلبه الحياء حيث يعلم ان هذا المهر هو اقل ما يبذله الفقراء مهرا لأزواجهم ولكن الرسول (صلى الله عليه واله) أحب مصاهرته لا لشيء من حطام الدنيا ولا لغير ذلك مما يئول أمره الى التراب بل انما خصه بهذه المكرمة لأنه الفرد الاول في أمته الذي امتاز على غيره بسبقه الى الاسلام وجهاده عن حياض هذا الدين بالاضافة الى عبقرياته الاخرى التي لا تتوفر بعضها في أي انسان.
وعند ما قبض الرسول (صلى الله عليه واله) المهر ناول بعضا منه بلالا ليشتري شيئا من الطيب والروائح وناول بعضه الآخر سلمان وأم سلمة ليشتريا بقية الأثاث وما هي إلا ساعة حتى تم جهاز العرس وكان إهاب كبش إذا ارادا أن يناما قلباه على صوفه ووسادة من أدم حشوها ليف , وسريرا مشروطا ورحيين وسقاء وجرتين وغير ذلك مما هو زهيد في بادئ الرأي ولكنه في نظر الاسلام أثمن من الجوهر واعلى من الأمتعة الثمينة التي توجد عند الملوك وذوي الثراء العريض وقد استنتج المستشرق الإنكليزي لامنس من هذا الجهاز المقدس نتيجة معكوسة يقول : وبالأحرى أن هذا الجهاز الذي أمر به محمد (صلى الله عليه واله) دليل على الكراهية التي في نفس محمد (صلى الله عليه واله) لابنته فاطمة ولزوجها وكانت كراهيته له لا تقل عنها , ولحقد لامنس على الاسلام وجهله بحكم تشاريعه استنتج ذلك فقد اعتقد أن مظاهر الحب من الوالد تجاه ولده تتجلى فيما اذا اكثر له من ملاذ الحياة ونعيمها ومباهجها ولم يعلم أن مقام الرسول (صلى الله عليه واله) اسمى من أن يخضع لعاطفة الحب التي تجر إلى زخارف الحياة فانه في عمله هذا كان في مقام التشريع والتأسيس لأهم نقطة حيوية في الاسلام تبتنى عليها سعادة المسلمين وهي تسهيل الزواج وعدم تعقيده بزيادة المهر فان المهر الذي ارتضاه لابنته وهذا الجهاز الزهيد الذي هيأه لها مع أنها أعز ابنائه وبناته انما هو سنة من نظامه الرفيع الخالد الذي كره المغالاة في المهر فان زيادته تمنع الفقراء والبؤساء من الاقتران ولهذه الغاية النبيلة قال (صلى الله عليه واله) : أفضل نساء امتي أقلهن مهرا ؛ ويقول الامام موسى بن جعفر (عليه السلام) : كان الرجل على عهد رسول الله يتزوج المرأة على السورة من القرآن وعلى الدرهم وعلى الحنطة القبضة وقد زوج (صلى الله عليه واله) أحد أصحابه وجعل صداق زوجه تعليم سورة من القرآن الكريم لقد حثت الشريعة الاسلامية على الزواج وتساهلت في صداقه والغت التفاضل بين الزوجين وجعلت المسلم كفء المسلمة والحكمة فى ذلك هو قمع الفساد والقضاء على البغاء وتكثير النسل وقد خفيت هذه العلل والاسباب على لامنس الذي لا ينظر الى الاشياء الا من زاوية المادة فاستنتج النتيجة السالفة على غير هدى جاهلا بالنظم الاسلامية الداعية الى سعادة المجتمع ودفع الشقاء عنه.
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
انطلاق الجلسة البحثية الرابعة لمؤتمر العميد العلمي العالمي السابع
|
|
|