المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

المغترون بالمال
27-4-2020
Hydrodealkylation Process
25-7-2017
كيفية خلق «آدم» كما ورد في القرآن وفي العهدين
4-12-2015
أدب السلام‏
2024-09-01
هل الأمور بهذا السوء حقاً؟
17-5-2021
آداب الحبس (السجن)
22-6-2017


تراث الزهراء ( عليها السّلام )  
  
1611   04:50 مساءً   التاريخ: 21-5-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 3، ص193-194
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / مناقبها /

« لقد أحصى المسلمون الأوائل على الرسول جميع أقواله وأفعاله ومن هؤلاء انتقلت سنّة الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) إلى الطبقة الثانية وغيرها من الطبقات »[1] .

ولا شك « أنّ أكثرهم وعيا لأقواله وأفعاله من الطبقة الأولى أولئك الذين كانوا على صلة به في أكثر الأوقات وفي مختلف المناسبات »[2]  .

وعلى هذا الأساس لا بدّ وأن يكون للصحابة الأوائل دور في هذه الناحية أبرز من أولئك الذين دخلوا الإسلام في السنين الأخيرة من حياته كأبي هريرة وغيره ممّن امتلأت مجاميع الحديث بمرويّاتهم وأصبحوا من أوسع المصادر لها في حين أنّ صلاتهم بالرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) كانت محدودة للغاية . . .

لذلك كان موقف الباحثين من مرويّاتهم مشوبا بالحذر ، وفي الوقت ذاته لا يستبعد أحد على الذين لازموه منذ بعثته إلى أن اختاره اللّه اليه أن يرووا عنه آلاف الروايات وبخاصة إذا كانوا من المقرّبين إليه كعليّ ( عليه السّلام ) وغيره من الصحابة الأبرار في حين أنّ مجاميع السنّة لم ترو عنهم إلّا القليل القليل بالقياس لما روته عن غيرهم في السنين الثلاث الأخيرة من حياته[3].

« كما يجب أن لا نستبعد ما ترويه المصادر الشيعية عن مصحف فاطمة ، ذلك الكتاب الذي ورد ذكره على لسان الأئمة من أهل البيت ( عليهم السّلام )[4] ؛ لأنّ الزهراء لم تفارق أباها طيلة حياتها ، وكانت ترعاه وتتولّى خدمته وتسمع أحاديثه وأخباره وخطبه بنحو لم يتوفّر لغيرها من الناس إذا استثنينا ابن عمّها عليّا ( عليه السّلام ) »[5]  .

وبعد هذا ألا تستغرب حينما تسمع ما يقوله الحافظ السيوطي من أنّ جميع ما روته فاطمة رضي اللّه عنها من الحديث لا يبلغ عشرة أحاديث ، وما يقوله الحافظ البدخشاني من أنّ كلّ ما روي عنها ثمانية عشر حديثا[6] ؟ ! .

مع أنّا نعلم أنّ المروي عن عائشة ما يفوق الألفين وهي لم تعاشر رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) إلّا بعد الهجرة بما يقلّ عن عشر سنوات ، بينما عاشت الزهراء مع أبيها على أقلّ الروايات ثمانية عشر عاما وعلى أكثرها ثمانية وعشرين عاما ! .

وقال الأستاذ توفيق أبو علم عن هذه النقطة بالذات : « أخذت الزهراء عن أبيها الكثير من الأحاديث بما تسمعه منه أو ما كان يأمر بكتابته لها ، وقد أخذ عنها ابناها الحسن والحسين وأبوهما عليّ وحفيدتها فاطمة بنت الحسين مرسلا وعائشة وأم سلمة وأنس بن مالك وسلمى أم رافع رضي اللّه عنهم ، وقد ساعدها على ذلك أنّها ألمّت بكثير من علوم القرآن وإحاطتها بأمور من الشرائع السابقة ، وكانت تعرف القراءة والكتابة ، ولقد فطمها اللّه بالعلم ، وكان أبوها رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) يستكتب لها الصحف التي تسترشد بها في أمر دينها وتبصّرها بأمور دنياها ، فالسيّدة فاطمة من أهل بيت اتّقوا اللّه وعلّمهم اللّه »[7].

 

[1] ، 2 ،3  سيرة الأئمة الاثني عشر : 1 / 96 .

[4] وهم أدرى بما في البيت .

[5] سيرة الأئمة الاثني عشر : 1 / 96 .

[6] عن الثغور الباسمة في حياة سيّدتنا فاطمة ، للسيوطي : 52 .

[7] ولنعم هذا الاقتباس من قوله تعالى : وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ راجع ( أهل البيت ) لتوفيق أبو علم : ص 128 - 129 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.