المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

الرقابـة علـى مـستوى الإدارات والأقسـام وانـواعـها
2024-08-05
الميراث عند الأمم الشرقية القديمة
16-12-2019
RATE LAWS
22-9-2018
هناك حفظة يحصون أعمال الإنسان
18-6-2022
محلل analyser
2-11-2017
الإمام العسكري عليه ‌السلام والتفسير
29-09-2015


قدرة العبد على الفعل باختياره  
  
852   05:48 مساءاً   التاريخ: 6-08-2015
المؤلف : ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻴﻮﺭﻱ
الكتاب أو المصدر : النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر
الجزء والصفحة : ...
القسم : العقائد الاسلامية / العدل / الجبر و التفويض /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-11-2014 704
التاريخ: 11-4-2018 824
التاريخ: 6-08-2015 878
التاريخ: 20-11-2014 742

ﻓﻲ ﺃﻧﺎ ﻓﺎﻋﻠﻮﻥ ﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻗﺎﺿﻴﺔ ﺑﺬﻟﻚ، ﻟﻠﻔﺮﻕ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺑﻴﻦ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺳﻄﺢ ﻭﻧﺰﻭﻟﻪ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﺝ، ﻭﺇﻻ ﻻﻣﺘﻨﻊ ﺗﻜﻠﻴﻔﻨﺎ ﺑﺸﺊ ﻓﻼ ﻋﺼﻴﺎﻥ، ﻭﻟﻘﺒﺢ ﺃﻥ ﻳﺨﻠﻖ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻓﻴﻨﺎ ﺛﻢ ﻳﻌﺬﺑﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻟﻠﺴﻤﻊ (1).

ﺃﻗﻮﻝ: ﺫﻫﺐ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ﻭﻣﻦ ﺗﺎﺑﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺑﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻓﻌﻞ ﻟﻠﻌﺒﺪ ﺃﺻﻼ، ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺷﻌﺮﻳﺔ ﺃﻥ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻌﺒﺪ ﻟﻪ ﺍﻟﻜﺴﺐ، ﻭﻓﺴﺮﻭﺍ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻃﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﻣﻌﺼﻴﺔ، ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺇﺫﺍ ﺻﻤﻢ ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺊ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻋﻘﻴﺒﻪ.

ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭﺍﻟﺰﻳﺪﻳﺔ ﻭﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ: ﺇﻥ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻬﺎ، ﻭﺍﻟﻜﺴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﻭﻩ، ﻛﻠﻬﺎ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺑﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ﻭﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﺠﺒﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻪ ﺑﻞ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﻭﻟﻪ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ ﻟﻮﺟﻮﻩ.

ﺍﻷﻭﻝ: ﺃﻧﺎ ﻧﺠﺪ ﺗﻔﺮﻗﺔ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻨﺎ ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﻠﻘﺼﺪ ﻭﺍﻟﺪﺍﻋﻲ، ﻛﺎﻟﻨﺰﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﺝ، ﻭﺑﻴﻦ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻻ ﻛﺬﻟﻚ، ﻛﺎﻟﺴﻘﻮﻁ ﻣﻨﻪ ﺇﻣﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ ﺃﻭ ﻣﻊ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ. ﻓﺈﻥ ﻧﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﻙ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻝ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻨﺎ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻭﺗﻴﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻓﺮﻕ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺣﺎﺻﻞ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻣﻨﺎ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ.

ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﻮﺟﺪﺍ ﻷﻓﻌﺎﻟﻪ ﻻﻣﺘﻨﻊ ﺗﻜﻠﻴﻔﻪ ﻭﺇﻻ ﻟﺰﻡ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻄﺎﻕ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﻠﻒ ﺑﻪ، ﻓﻠﻮ ﻛﻠﻒ ﻟﻜﺎﻥ ﺗﻜﻠﻴﻔﺎ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻄﺎﻕ، ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ ﺑﺎﻻﺟﻤﺎﻉ، ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻜﻠﻔﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ

ﻋﺎﺻﻴﺎ ﺑﺎﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻜﻨﻪ ﻋﺎﺹ ﺑﺎﻻﺟﻤﺎﻉ.

ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻣﻮﺟﺪﺍ ﻟﻔﻌﻠﻪ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻇﻠﻢ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ. ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺫﻟﻚ: ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺩﺭﺍ ﻣﻨﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺖ ﻣﻌﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻠﻪ، ﻟﻜﻨﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻌﺎﻗﺒﻪ ﺍﺗﻔﺎﻗﺎ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻇﺎﻟﻤﺎ، ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ.

ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻓﺮﻗﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻣﺸﺤﻮﻥ ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺒﺪ، ﻭﺃﻧﻪ ﻭﺍﻗﻊ ﺑﻤﺸﻴﺌﺘﻪ ﻛﻘﻮﻟﻪ: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ } [البقرة: 79]، {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ} [الأنعام: 116]، {حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الأنفال: 53]، {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ } [النساء: 123]، {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ } [الطور: 21]، {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الواقعة: 24]، ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﻭﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﻭﺍﻟﺬﻡ ﻭﺍﻟﻤﺪﺡ ﻭﻫﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺤﺼﻰ.

_____________

(1) ﻭﻣﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﺣﻜﺎﻩ [ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ] ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻛﺘﺒﻪ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻬﺬﻳﻞ ﺍﻟﻌﻼﻑ ﻗﺎﻝ [ﺣﻤﺎﺭ] ﺑﺸﺮ ﺃﻋﻘﻞ ﻣﻦ ﺑﺸﺮ ﻷﻥ ﺣﻤﺎﺭ ﺑﺸﺮ ﺇﺫﺍ ﺃﺗﻴﺖ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺟﺪﻭﻝ ﺻﻐﻴﺮ ﻭﺿﺮﺑﺘﻪ ﻟﻠﻌﺒﻮﺭ ﻓﺈﻧﻪ [ﻳﻄﻔﺮﻩ] ﻭﻟﻮ ﺃﺗﻴﺖ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺟﺪﻭﻝ ﻛﺒﻴﺮ ﻟﻢ ﻳﻄﻔﺮﻩ ﻷﻧﻪ ﻳﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ [ﻃﻔﺮﻩ] ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻭﺑﺸﺮ ﻻ ﻳﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﺭ ﻟﻪ ﻭﻏﻴﺮﻩ.

 ﺃﻗﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻊ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﺍﻟﻄﻔﺮﺓ ﺍﻟﻮﺛﻮﺏ ﻓﻲ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ. ﻭﺍﻟﺴﻤﻊ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ: ﻓﻤﻦ ﺍﻷﻭﻝ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﻞ ﺃﻣﺮ ﺑﻤﺎ ﻛﺴﺐ ﺭﻫﻴﻦ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﻛﺴﺒﺖ ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺍﻛﺘﺴﺒﺖ ﻓﻮﻳﻞ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﻜﺘﺒﻮﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻫﻮ ﺻﺮﻳﺢ ﻓﻲ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺒﺪ. ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺼﺪﻭﻕ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺑﺎﺑﻮﻳﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ (ﺑﺎﺏ ﺭﻗﻢ 5 ﺡ 2 ﺹ 96 ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ) ﻭﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻜﺮﺍﺟﻜﻲ ﻓﻲ ﻛﻨﺰ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﻏﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ (1 / 366) ﺑﺴﻨﺪﻩ ﺍﻟﻤﺘﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﺮﺿﺎ (ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻗﺎﻝ ﺧﺮﺝ ﺃﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻓﺎﺳﺘﻘﺒﻞ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ (ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻳﺎ ﻏﻼﻡ ﻣﻤﻦ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ، ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﻻ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺛﻼﺙ ﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ [ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻣﻨﻪ] ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺷﺊ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻠﺤﻜﻴﻢ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﻋﺒﺪﻩ ﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻗﻮﻯ ﺍﻟﺸﺮﻳﻜﻴﻦ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻠﺸﺮﻳﻚ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﺑﺬﻧﺒﻪ، ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﺊ ﻓﺈﻥ ﺷﺎﺀ ﻋﻔﺎ ﻭﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﻋﺎﻗﺐ [ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﻴﻪ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ] ﻭﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ (209 ﻁ. ﺃﻋﻠﻤﻲ) ﻋﻦ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻭﻗﺪ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ﻓﻘﺎﻝ ﻻ ﺗﻘﻮﻟﻮﺍ ﻭﻛﻠﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﺘﻮﻫﻨﻮﻩ ﻭﻻ ﺗﻘﻮﻟﻮﺍ ﺟﺒﺮﻫﻢ ﻓﺘﻈﻠﻤﻮﻩ ﻭﻟﻜﻦ ﻗﻮﻟﻮﺍ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺑﺘﻮﻓﻴﻖ ﻭﺍﻟﺸﺮ ﺑﺨﻼﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻛﻞ ﺳﺎﺑﻖ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻠﻪ. ﻭﻣﺎ ﺭﻭﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﻛﺘﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﻭﺇﻟﻰ ﻭﺍﺻﻞ ﺑﻦ ﻋﻄﺎ ﻭﺇﻟﻰ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﺒﻲ ﻭﺇﻟﻰ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﻳﺴﺄﻟﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ). ﺃﺗﻈﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻬﺎﻙ ﺩﻫﺎﻙ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺩﻫﺎﻙ ﺃﺳﻔﻠﻚ ﻭﺃﻋﻼﻙ ﻭﺭﺑﻚ ﺑﺮﻱ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ [ﺫﺍﻙ]. ﻭﺃﺟﺎﺏ ﺍﻵﺧﺮ ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﺣﺘﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻇﻠﻤﺎ [ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ ﻣﺤﺘﻮﻣﺎ ﻓﺎﻟﻮﺯﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﻣﻈﻠﻮﻡ] ﻭﺃﺟﺎﺏ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻣﺎ ﺣﻤﺪﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﻨﻪ ﻭﻣﺎ ﺍﺳﺘﻐﻔﺮﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﻪ [ﻋﻨﻪ] ﻓﻬﻮ ﻣﻨﻚ. ﻭﺃﺟﺎﺏ ﺍﻵﺧﺮ ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﺍﻧﻈﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺘﺢ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﺰﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻤﻀﻴﻖ[ﻫﺬﺍ] ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﻣﻦ ﻭﺳﻊ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻢ ﻳﺄﺧﺬ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻤﻀﻴﻖ ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻷﺟﻮﺑﺔ ﻗﺎﻝ ﻗﺘﻠﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺧﺬﻭﻩ ﻣﻦ ﻋﻴﻦ ﺻﺎﻓﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺪﺭ ﻭﻻ ﻭﻋﺮ (ﺷﺮﺡ ﻃﺮﻳﺤﻲ) [ﺭﻭﺍﻩ ﻓﻲ ﻛﻨﺰ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻛﺒﻴﺮ (1 / 365)].




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.