المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

rasiRNA
1-11-2019
أبو جعفر الشوهاني محمد بن الحسين .
28-4-2016
تطور نظرية الاحتراق والتنفس عند إبراهيم النظام (القرن 3هـ/9م)
2023-05-21
المفاهيم
30-8-2016
فهم وعلم الامام الحسن (عليه السلام)
6-03-2015
تجربة ایجاد نسبة المحتوى المائي / نسبة الرطوبة
2023-02-25


من ترجمة الراضي  
  
2147   10:47 صباحاً   التاريخ: 10-5-2022
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج1، ص:661-662
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-12 1047
التاريخ: 21-1-2023 1500
التاريخ: 12/11/2022 1457
التاريخ: 2024-05-06 490

من ترجمة الراضي

وقال الفتح في ترجمة الراضي بالله أبي خالد يزيد بن المعتمد بن عباد بعد كلام ما صورته (1) : وأخبرني المعتز (2) بالله أن أباه المعتمد وجهه - يعني أخاه الراضي - إلى شلب واليا، وكانت ملعب شبابه، ومألف أحبابه، التي عمر نجودها غلاما، وتذكر عهودها أحلاما، وفيها يقول يخاطب ابن عمار وقد توجه إليها:

ألا حي أوطاني بشلب أبا بكر ... وسلهن هل عهد الوصال كما أدري

وسلم على قصر الشراجيب من فتى ... له أبدا شوق إلى ذلك القصر وقصر الشراجيب هذا متناه في البهاء والإشراق، مباه لزوراء العراق، ركضت في جياد راحاته، وأمضت بروق أمانيه في ساحاته، وجرى الدهر مطيعا بين بكره وروحاته، أيام لم تحل عنه تمائمه، ولا خلت من أزاهير

(661)

الشباب كمائمه، وكان يعتدها مشتهى (3) آماله، ومنتهى أعماله، إلى بهجة جنباتها، وطيب نفحاتها وهباتها، والتفاف خمائلها، وتقلدها بنهرها مكان حمائلها، وفيها يقول ابن اللبانة:

أما علم المعتز (4) بالله أنني ... بحضرته في جنة شقها نهر

وما هو نهر أعشب النبت حوله ... ولكنه سيف حمائله خضر فلما صدر عنها وقد حسنت آثاره في تدبيرها، وانسدلت رعايته على صغيرها وكبيرها، نزل المعتمد عليه مشرفا لأوبته، ومعرفا بسمو قدره لديه ورتبته، وأقام يومه عنده مستريحا، وجرى في ميدان الأنس بطلا مشيحا، وكان واجدا على الراضي فجلت الحميا أفقه، ومحت غيظه عليه وحنقه، وصورته له عين حنوه، وذكرته بعده فجنح إلى دنوه، وبين ما استدعى وأوفى، مالت بالمعتمد نشوته وأغفى، فألفاه صريعا في منتداه، طريحا في منتهى مداه، فأقام تجاهه، يرتقب انتباهه، وفي أثناء ذلك صنع شعرا أتقنه وجوده، فلما استيقظ أنشده:

ألان تعود حياة الأمل ... ويدنو شفاء فؤاد معل

ويورق للعز غصن ذوى ... ويطلع للسعد نجم أفل

فقد وعدتني سحاب الرضا ... بوابلها حين جادت بطل

أيا ملكا أمره نافذ ... فمن شا أعز ومن شا أذل

دعوت فطار بقلبي السرور ... إليك، وإن كان منك الوجل

كما يستطيرك حب الوغى ... إليها وفيها الظبا والأسل

فلا غرو إن كان منك اغتفار ... وإن كان منا جميعا زلل

 (662)

فمثلك - وهو الذي لم نجده ... عاد (5) بحلم على من جهل

 

__________

(1) القلائد: 32.

(2) القلائد وق ط: المعتد؛ ك ج: المعتمد.

(3) في القلائد: مجنى؛ وفي دوزي: محيا.

(4) في الأصول: المعتد.

 (5) القلائد: لم يزل يعود.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.