المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

التفاعلات التثاقلية Gravitational Interactions
19-1-2022
جزم الفعل المضارع
2024-10-30
المفهوم السلطوي للخبر
29-12-2022
طرق اكثار المانجو
25-5-2016
transitivity (n.)
2023-11-30
مبيدات الحلم والعناكب (مبيد سبيرومسيفن Spiromesifen 240SC)
3-10-2016


حجر بن عدي / اسوة الشباب من أصحاب رسول الله والامام علي  
  
2184   09:24 صباحاً   التاريخ: 8-5-2022
المؤلف : محَّمد الرّيشَهُريٌ
الكتاب أو المصدر : جَواهُر الحِكمَةِ لِلشَّبابِ
الجزء والصفحة : ص265ـ 268
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

حجر بن عدي بن معاوية الكندي، أبو عبد الرحمن، وهو المعروف بحجر الخير، وابن الأدبر، كان جاهلياً إسلامياً، وفد على النبي، وله صحبة، من الوجوه المتألقة في التاريخ الإسلامي، ومن القمم الشاهقة الساطعة في التاريخ الشيعي، جاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، وأسلم وهو لم يزل شاباً، وكان من صفاته: تجافيه عن الدنيا، وزهده، وكثرة صلاته وصيامه، واستبساله وشجاعته، وشرفه ونبله وكرامته، وصلاحه وعبادته، وكان معروفاً بالزهد، مستجاب الدعوة لما كان يحمله من روح طاهرةٍ، وقلبٍ سليم، ونقيبةٍ محمودة، وسيرةٍ حميدةٍ.

ولم يسكت حجر قط أمام إماتةِ الحق وإحياء الباطلِ والركون إليه. من هنا ثار على عثمان مع سائر المؤمنين المجاهدين، ولم يأل جهداً في تحقيق حاكمية الإمام أميرِ المؤمنين (عليه السلام)، فعد من خاصةِ أصحابه وشيعتهِ المطيعينَ.

اشترك حجر في حروب الإمام (عليه السلام)، وكان في الجمل قائداً على خيالةِ كندة، وفي صفين أميراً على قبيلته، وفي النهروان قاد ميسرة الجيش أو ميمنتهُ.

وكان فصيح اللسان، نافذ الكلام، يتحدث ببلاغة، ويكشف الحقائق بفصاحةٍ. وآية ذلك كلامه الجميل المتبصر في تبيانِ منزلةِ الإمام (عليه السلام).

وكان نصير الإمام الوفي المخلص، والمدافع المجد عنه، ولما أغار الضَّحّاك بن قيس على العراق، أمره الإمام (عليه السلام)، بصدهِ، فهزمه حجر ببطولتِه وشجاعته، وأجبره على الفرار.

اطلع حجر على مؤامرةِ قتل الإمام (عليه السلام)، قبل تنفيذها بلحظاتِ، فحاول بكل جهده أن يتدارك الأمر فلم يفلح. واغتم لمقتله كثيراً.

وكان من أصحاب الإمام الحسن (عليه السلام)، الغيارى الثابتين.

وقد جاش دم غيرته في عروقه حين سمع خبر الصلح، فاعترض، فقال له الإمام الحسن (عليه السلام): لو كان غيرك مثلك لما أمضيتهُ.

وكان قلبه يتقطر الماً من معاوية، وطالما كان يبرأ من هذا الوجه القبيح لحزب الطلقاء الذي تأمَّر على المسلمين، ويدعو عليه مع جمع من الشيعةِ وهو الحزب الذي كان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وصفه بانه ملعونٌ، وكان حجر يقف للدفاع عن العقيدة وأهل البيت (عليهم السلام)، بلا وجل، ويُعنّفُ المُغيرةَ الذي كان فرداً في رجسه وقبحه ورذالته، وقد تسلط على الكوفة في أثناء حكومة الطلقاء، وكان يطعنُ في علي (عليه السلام)، وشيعتهِ، وضاق معاوية ذرعاً بحجر وبمواقفه وكشفه الحقائق، وصلابتهِ، وثباتهِ، فامر بقتله وتم تنفيذ أمره، فاستشهد ذلك الرجل الصالح في (مرج عذراء) سنة 51هـ، مع ثلةٍ من رفاقهِ.

وكان حجر وجيهاً عند الناس، وذا شخصية محبوبة نافذة، ومنزلةٍ حسنةٍ، فكبر عليهم استشهاده، واحتجوا على معاوية، وقرعوه على فعله القبيح هذا، وكان الإمام الحسين (عليه السلام)، ممن تألم كثيراً لاستشهاده، واعترض على مُعاوية في رسالةٍ بليغةٍ له أثنى فيها ثناء بالغاً على حجرٍ، وذكر استفظاعه للظلم، وذكر معاوية بنكثه للعهدِ وإراقتهِ دم حجر الطاهر ظلماً وعدواناً، واعترضت عائشة أيضاً على معاوية من خلال ذكرها حديثاً حول شهداء (مرج عذراء).

وكان معاوية - على ما اتصف به من فساد الضمير - يرى قتل حجر من أخطائه، ويعبر عن ندمه على ذلك، وقال عند دنو أجله: لو كان ناصحٌ لمنعنا من قتله!

وقتل مصعب بن الزبير ولدي حجر: عبيد الله، وعبد الرحمن صبراً.

وكان الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قد أخبر باستشهاده من قبل، وشبه استشهاده، وصحبه باستشهاد (أصحاب الأخدود).

روي أنه لما أتي بحجر فامر بقتله، قال: إدفنوني في ثيابي: فإني أبعث مخاصماً(1).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الطبقات الكبرى: ج6، ص217. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.