المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مواعيد زراعة الكرنب (الملفوف)
2024-11-28
عمليات خدمة الكرنب
2024-11-28
الأدعية الدينية وأثرها على الجنين
2024-11-28
التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الثاني
2024-11-28
التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الأول
2024-11-28
الكرنب (الملفوف) Cabbage (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-28



الامام علي مع القاسطين (2)  
  
2072   05:34 مساءً   التاريخ: 30-4-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 2، ص207-212
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / بيعته و ماجرى في حكمه /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-10-2015 4102
التاريخ: 9-4-2016 3413
التاريخ: 10-4-2016 3464
التاريخ: 14-10-2015 3530

خدعة رفع المصاحف :

استمرّ القتال أياما أظهر خلالها أصحاب الإمام صبرهم وتفانيهم من أجل انتصار الحقّ ، ثمّ إنّ الإمام ( عليه السّلام ) قام خطيبا يحثّ على الجهاد فقال : « أيّها الناس ! قد بلغ بكم الأمر وبعدوّكم ما قد رأيتم ، ولم يبق منهم إلّا آخر نفس ، وإنّ الأمور إذا أقبلت اعتبر آخرها بأوّلها . . . وقد صبر لكم القوم على غير دين حتى بلغنا ، منهم ما بلغنا وأنا غاد عليهم بالغداة أحاكمهم إلى اللّه عزّ وجلّ »[1].

فبلغ ذلك معاوية وقد بدت الهزيمة على أهل الشام فاستدعى عمرو بن العاص يستشيره ، وقال له : إنّما هي الليلة حتى يغدو عليّ علينا بالفيصل فما ترى ؟

قال عمرو : أرى أنّ رجالك لا يقومون لرجاله ولست مثله ، وهو يقاتلك على أمر وأنت تقاتله على غيره ، أنت تريد البقاء وهو يريد الفناء ، وأهل العراق يخافون منك إن ظفرت بهم وأهل الشام لا يخافون عليّا إن ظفر بهم ، ولكن ألق إليهم أمرا إن قبلوه اختلفوا وإن ردّوه اختلفوا ، ادعهم إلى كتاب اللّه حكما فيما بينك وبينهم[2].

فأمر معاوية في الحال أن ترفع المصاحف على الرماح ، ونادى أهل الشام :

يا أهل العراق ! هذا كتاب اللّه بيننا وبينكم من فاتحته إلى خاتمته من لثغور أهل الشام من بعد أهل الشام ومن لثغور أهل العراق بعد أهل العراق ؟

وكانت هذه الدعوى المضلّلة كالصاعقة على رؤوس جيش الإمام ، فهاج الناس وكثر اللغط بينهم ، وقالوا : نجيب إلى كتاب اللّه وننيب إليه ، وكان أشدّ الناس في ذلك أحد كبار قادة جيش الإمام عليّ الأشعث بن قيس .

فقال لهم الإمام ( عليه السّلام ) : « عباد اللّه ! امضوا على حقّكم وصدقكم وقتال عدوّكم ، فإنّ معاوية وعمرو بن العاص وابن أبي معيط وحبيب بن أبي مسلمة وابن أبي سرح والضحّاك ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن ، أنا أعرف بهم منكم ، قد صحبتهم أطفالا ثمّ رجالا فكانوا شرّ أطفال وشرّ رجال ، ويحكم ! واللّه ما رفعوها إلّا خديعة ووهنا ومكيدة ، إنّها كلمة حقّ يراد بها باطل » .

فخاطبوا أمير المؤمنين باسمه الصريح قائلين : يا عليّ ، أجب إلى كتاب اللّه عزّ وجل إذ دعيت إليه وإلّا ندفعك برمّتك إلى القوم أو نفعل كما فعلنا بابن عفّان .

ولم يجد الإمام ( عليه السّلام ) مع المخدوعين سبيلا فقال : فإن تطيعوني فقاتلوا وإن تعصوني فاصنعوا ما شئتم[3].

وكان في ساحة المعركة مالك الأشتر يقاتل ببسالة ويقين حتى كاد أن يصل إلى معاوية فقالوا لأمير المؤمنين : ابعث إلى الأشتر ليأتينّك . . ولكنّ الأشتر لم ينثن عن عزمه في القتال ، لأنه يعلم أنّ الأمر خدعة فهدّدوه بقتل الإمام ( عليه السّلام ) ، فعاد الأشتر يؤنّبهم فقال لهم : خدعتم واللّه فانخدعتم ودعيتم إلى وضع الحرب فأجبتم ، يا أصحاب الجباه السود كنّا نظن أنّ صلاتكم زهادة إلى الدنيا وشوق إلى لقاء اللّه ، فلا أرى فراركم إلّا إلى الدنيا من الموت .

وأقبل الناس يقولون قد رضي أمير المؤمنين ، والإمام ( عليه السّلام ) ساكت لا يفيض بكلمة مطرق الرأس حزينا ، فقد انطلت الخديعة على جيشه فتمرّد عليه ، ولم يعد باستطاعته أن يفعل شيئا ، وقد أدلى ( عليه السّلام ) بما مني به بقوله : « لقد كنت أمس أميرا فأصبحت اليوم مأمورا ، وكنت بالأمس ناهيا فأصبحت اليوم منهيّا »[4].

التحكيم وصحيفة الموادعة :

لم تتوقّف محنة الإمام ( عليه السّلام ) بتخاذل الجيش ، وكان بالإمكان أن يحقّق مكسبا سياسيا عن طريق المفاوضات التي دعي إليها لو أطاعه المتمرّدون في اختيار الممثّلين عنه إلى التحكيم ، فأراد الإمام ( عليه السّلام ) ترشيح عبد اللّه بن عباس أو مالك الأشتر لما يعلم عنهما من اخلاص ووعي ، وأصرّ المخدوعون على ترشيح أبي موسى الأشعري ، فقال الإمام ( عليه السّلام ) : « إنّكم قد عصيتموني في أوّل الأمر فلا تعصوني الآن ، إنّي لا أرى أن اولّي أبا موسى فإنّه ليس بثقة ، قد فارقني وخذّل الناس عنّي - بالكوفة عند الذهاب لحرب الجمل - ثمّ هرب منّي حتى أمّنته بعد أشهر »[5].

وتمكّن معاوية وابن العاص من مأربهم في تفتيت جيش الإمام ( عليه السّلام ) ، يساعدهم في ذلك الأشعث بن قيس من داخل قوّات الإمام .

حضر عمرو بن العاص ممثّلا عن أهل الشام بدون معارضة من أحد لتسطير بنود الاتّفاق مع أبي موسى الأشعري ، ولم يقبل عمرو كتابة اسم « أمير المؤمنين » في الصحيفة ، فقال الإمام ( عليه السّلام ) : إنّ هذا اليوم كيوم الحديبية إذ قال سهيل ابن عمر للنبي : لست رسول اللّه ، ثمّ قال ( عليه السّلام ) : فقال لي رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : أما إنّ لك مثلها ستعطيها وأنت مضطهد[6] .

وأهمّ ما جاء في الصحيفة هو إعلان الهدنة ووقف القتال ، وأن يلجأ الطرفان إلى كتاب اللّه وسنّة نبيّه لحلّ قضاياهم ، وأجّل البتّ في قرار الحكمين إلى رمضان ( 37 ه ) ، حيث كتبت الصحيفة في صفر من العام نفسه . والغريب أنّ مسألة الأخذ بثأر عثمان لم ترد ولو بإشارة بسيطة في كتاب الموادعة مع أنّها اسّ الفتنة التي تحرّك فيها معاوية وحزبه من أبناء الطلقاء[7] ، واتّفقوا على أن يكون موضع اجتماع الحكمين في « دومة الجندل » .

موقف واع وتقييم :

روي : أنّه طلب من الأشتر أن يشهد في الصحيفة ، فقال : لا صبّحتني يميني ولا نفعتني بعدها شمالي إن خطّ لي في هذه الصحيفة اسم أولست على بيّنة من ربّي من خلال عدوّي ؟ أو لستم قد رأيتم الظفر[8] ؟

وقيل لأمير المؤمنين : إنّ الأشتر لا يقرّ بما في الصحيفة ولا يرى إلّا قتال القوم .

فقال ( عليه السّلام ) : « وأنا واللّه ما رضيت ولا أحببت أن ترضوا » . . ثمّ قال ( عليه السّلام ) : « يا ليت فيكم مثله اثنين ، يا ليت فيكم مثله واحدا يرى في عدوّي ما أرى ، إذا لخفّت عليّ مؤنتكم ، ورجوت أن يستقيم لي بعض أودكم وقد نهيتكم فعصيتموني ، واللّه لقد فعلتم فعلة ضعضعت قوّة وأسقطت منّة وأورثت وهنا وذلّة »[9].

رجوع الإمام ( عليه السّلام ) واعتزال الخوارج :

قفل أمير المؤمنين راجعا إلى الكوفة مثقلا بالهموم والآلام ، يرى باطل معاوية قد استحكم ، وأمره أوشك أن يتمّ ، وينظر إلى جيشه وقد فتّته التمرّد لا يستجيب لأمره .

ودخل الإمام ( عليه السّلام ) الكوفة فرأى لوعة وبكاءا ، قد سادت جميع أرجائها حزنا على من قتل في صفّين ، واعتزلت فرقة تناهز اثني عشر ألف مقاتل عن جيش الإمام ، ولم يدخلوا الكوفة فلحقوا بحروراء ، وجعلوا أميرهم على القتال شبث بن ربعي ، وعلى الصلاة عبد اللّه بن الكواء اليشكري ، وخلعوا بيعة الإمام ( عليه السّلام ) يدعون إلى جعل الأمر شورى بين المسلمين . . وكان أمر هؤلاء قد بدأ منذ كتابة صحيفة الموادعة ، إذ لم يعجبهم الأمر فاعترضوا وقالوا : لا نرضى لا حكم إلّا للّه ، واتّخذوه شعارا لهم رغم أنّهم هم الذين أصرّوا على الإمام ( عليه السّلام ) لقبول التحكيم .

وسعى أمير المؤمنين لمعالجة موقفهم بالحكمة والنصيحة ، فأرسل إليهم عبد اللّه بن عباس وأمره أن لا يعجل في الخوض معهم في جدال وخصومة ، ولحقه الإمام ( عليه السّلام ) فكلّمهم وحاججهم وفنّد كلّ دعاويهم ، فاستجابوا له ودخلوا معه إلى الكوفة [10].

اجتماع الحكمين :

حان الأجل الذي ضرب لاجتماع الحكمين ، فأرسل الإمام ( عليه السّلام ) أربعمائة رجل عليهم شريح بن هاني ، وبعث معهم عبد اللّه بن عباس ليصلّي بهم ويلي أمورهم وأبو موسى الأشعري معهم ، وبعث معاوية عمرو بن العاص في أربعمائة رجل من أهل الشام حتى توافوا في دومة الجندل .

وقد سارع عدد من أهل الرأي والحكمة ممّن أخلصوا للإمام ( عليه السّلام ) بتقديم النصح والتحذير لأبي موسى ، باذلين جهدهم في حمله على التبصرة والرويّة في اتّخاذ القرار ، وخشية منهم من مكر عمرو وخداعه[11].

قرار التحكيم :

اجتمع الحكمان : أبو موسى الأشعري وعمرو بن العاص ، والأوّل يحمل الغباء السياسي وضعف الانتماء العقائدي وقلّة الولاء لإمامه عليّ ( عليه السّلام ) والثاني هو الماكر المخادع ذو السجيّة الغادرة والطامع إلى إقصاء خطّ أهل البيت ( عليهم السّلام ) تماما عن الميدان السياسي ، يدفعه لذلك طمعه للملك وشركته مع الطليق ابن الطليق معاوية .

ولم يطل الاجتماع طويلا حتى تمكّن ابن العاص من معرفة نقاط الضعف في شخصية الأشعري والسيطرة عليه وتوجيهه نحو ما يريد ، واتفق الاثنان في اجتماع مغلق على خلع الإمام عليّ ( عليه السّلام ) ومعاوية عن ولاية أمر المسلمين ، واختيار عبد اللّه بن عمر بن الخطاب ليكون الخليفة المقترح .

وبادر ابن عباس محذّرا الأشعري من أن ينساق في لعبة ابن العاص ، فقال له : ويحك ، واللّه إنّي لأظنّه قد خدعك إن اتّفقتما على أمر ، فقدّمه فليتكلّم بذلك الأمر قبلك ثمّ تكلّم أنت بعده ، فإنّ عمرا رجل غادر لا آمن من أن يكون قد أعطاك الرضا فيما بينك وبينه ، فإذا قمت في الناس خالفك .

فقام الأشعري فخطب وخلع الإمام عليّا ( عليه السّلام ) ، ثمّ انبرى عمرو فخطب وأكّد خلع الإمام وثبّت معاوية لولاية الأمر[12].

وبتلك الغدرة ظفر معاوية بالنصر ، وعاد إليه أهل الشام يسلّمون عليه بإمرة المؤمنين ، وأمّا أهل العراق فغرقوا في الفتنة وأيقنوا بضلال ما أقدموا عليه ، وهرب أبو موسى إلى مكّة ، ورجع ابن عباس وشريح إلى الإمام عليّ ( عليه السّلام ) .

 

[1] كتاب سليم بن قيس : 176 ، والكامل في التأريخ : 3 / 310 .

[2] وقعة صفّين : 347 ، وتأريخ الطبري : 4 / 34 .

[3] وقعة صفّين : 481 ، وتأريخ الطبري : 4 / 34 و 35 ط مؤسسة الأعلمي .

[4] نهج البلاغة الخطبة 208 ط مؤسسة النشر الإسلامي .

[5] وقعة صفّين : 499 ، وتأريخ الطبري : 4 / 36 ، والكامل في التأريخ : 3 / 319 .

[6] وقعة صفّين : 508 ، وشرح نهج البلاغة : 2 / 232 .

[7] تأريخ الطبري : 4 / 40 .

[8] وقعة صفّين : 511 ، والكامل في التأريخ : 3 / 321 .

[9] وقعة صفّين : 521 ، وتأريخ الطبري : 4 / 42 و 43 ، والكامل في التأريخ : 3 / 322 .

[10] تأريخ الطبري : 4 / 54 ، والكامل في التأريخ : 3 / 426 ، .

[11] وقعة صفّين : 534 ، وشرح نهج البلاغة : 2 / 246 . ط دار إحياء التراث العربي .

[12] تأريخ الطبري : 4 / 52 ، ومروج الذهب : 2 / 411 ، والكامل في التأريخ : 3 / 322 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.