المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

علم القوانين إعلامية
16-12-2020
فوتومتر لهبي flame photometer
5-5-2019
شكر المحسن و الأمر بالمعروف
2-4-2016
عُقد وسلبيات يعاني منها الاطفال
16-2-2017
آداب الضيافة والضيف
22-6-2017
الأولاد بحاجة الى الحماية
20-8-2022


الإمام علي مع الناكثين (2)  
  
2095   04:44 مساءً   التاريخ: 30-4-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 2، ص193-199
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / بيعته و ماجرى في حكمه /

حركة عائشة ومسيرها نحو البصرة :

مضت عائشة في خطّتها لإثارة الفتنة والدخول في المواجهة المسلّحة مع الإمام عليّ ( عليه السّلام ) الخليفة الشرعي ، فحشدت أعدادا من الناس يدفعهم الحقد والكراهية للإسلام وللإمام عليّ ( عليه السّلام ) ويحدوهم الطمع بالدنيا ونيل السلطان ، وجهّزهم يعلى بن منية بمستلزمات الحرب من السيوف والإبل التي سرقها من اليمن عندما عزله الإمام عنها ، وقدم عليهم عبد اللّه بن عامر بمال كثير من البصرة سرقه أيضا[1]. وجهّزوا لعائشة جملها المسمّى ( عسكر ) وقد احتفّ بها بنو اميّة وهي تتقدّم أمام الحشد الزاخر متوجّهين نحو البصرة ، تسبقهم كتبهم التي أرسلوها إلى عدد من وجوه البصرة ، يدعونهم فيها للخروج على بيعة الإمام ( عليه السّلام ) بدعوى المطالبة بدم عثمان[2].

وبدرت سمة المكر والخداع - التي تكاد تكون ملازمة لكلّ من ناوأ الإمام عليّا ( عليه السّلام ) - من زعماء الفتنة ، فلمّا خرجوا من مكّة أذّن مروان بن الحكم للصلاة ، ثمّ جاء حتّى وقف على طلحة والزبير محاولا إثارة الوقيعة بين الرجلين وغرس فتنة ليستغلّها إن تمكّن من الأمر ، فقال : على أيّكما اسلّم بالإمرة واؤذّن بالصلاة ، فتنافس أتباع الرجلين كلّ يريد تقديم صاحبه ، فأحسّت عائشة بوقوع التفرقة فأرسلت أن يصلّي بالناس ابن أختها عبد اللّه بن الزبير .

وحين وصل جيش عائشة إلى منطقة « أوطاس » ؛ لقيهم سعيد بن العاص والمغيرة بن شعبة ، وحين علم سعيد بدعوى عائشة « الطلب بدم عثمان » استهزأ ضاحكا وقال : فهؤلاء قتلة عثمان معك يا امّ المؤمنين[3]! .

وروي : أنّ سعيدا قال : أين تذهبون وتتركون ثأركم وراءكم على أعجاز الإبل[4] ؟ ! ، يقصد بذلك طلحة والزبير وعائشة ، ووصل الجيش إلى مكان يقال له :

« الحوأب » فتلقّتهم كلاب الحيّ بنباح وعواء ، فذعرت عائشة وسألت محمد بن طلحة عن المكان فقالت : أيّ ماء هذا ؟ فأجابها : ماء الحوأب يا امّ المؤمنين . .

فهلعت وصرخت : ما أراني إلّا راجعة ، قال : لم ، قالت : سمعت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) يقول لنسائه : كأنّي بإحداكنّ قد نبحها كلاب الحوأب وإيّاك أن تكوني يا حميراء[5]. ثمّ ضربت عضد بعيرها فأناخته وقالت : ردّوني ، أنا واللّه صاحبة ماء الحوأب ، فأناخوا حولها يوما وليلة ، وجاءها عبد اللّه بن الزبير فحلف لها باللّه أنّه ليس ماء الحوأب ، وأتاها ببيّنة زور من الأعراب فشهدوا بذلك[6]. فكانت أوّل شهادة زور في الإسلام .

مناوشات على مشارف البصرة :

حين شارف جيش عائشة مدينة البصرة ؛ قام عثمان بن حنيف والي الإمام ( عليه السّلام ) على البصرة موضّحا أمر الجيش المتقدم إليهم ، ومحذّرا الناس من الفتنة وبطلان وضلالة موقف زعماء الجيش ، وأعلن المخلصون للإسلام وللإمام ( عليه السّلام ) استعدادهم للدفاع عن الحقّ والشريعة المقدّسة وصدّ الناكثين عن الاستيلاء على البصرة[7].

وفي محاولة من عثمان بن حنيف - الذي يتأسّى بأخلاق الإسلام ويطيع إمامه ( عليه السّلام ) - سعى أن يثني عائشة ومن معها من غيّهم لتجنّب وقوع القتال ، فأرسل إليهم عمران بن حصين وأبا الأسود الدؤلي ليحاججوا عائشة ومن معها ببطلان موقفهم ، ولكن محاولات الرجلين باءت بالفشل ، فقد كانت عائشة ومعها طلحة والزبير مصرّين على نيّتهم في إثارة الفتنة وإعلان الحرب[8].

وأقبلت عائشة ومن معها حتى انتهوا إلى « المربد » فدخلوا من أعلاه وخرج إليهم عثمان بن حنيف ومن معه من أهل البصرة ، فتكلّم طلحة والزبير وعائشة يحرّضون الناس على الخروج على بيعة الإمام ( عليه السّلام ) بدعوى الثأر لعثمان ، فاختلف الناس بين معارض ومؤيّد .

وأقبل جارية بن قدامة السعدي لينصح عائشة عسى أن يردّها عن تأجيج الفتنة ، فقال : يا امّ المؤمنين ! واللّه لقتل عثمان بن عفان أهون من خروجك من بيتك على هذا الجمل الملعون ، عرضة للسلاح ، إنّه قد كان لك من اللّه ستر وحرمة فهتكت سترك وأبحت حرمتك ، إنّه من رأى قتالك ؛ فإنّه يرى قتلك ، لئن كنت أتيتنا طائعة فارجعي إلى منزلك ، وإن كنت أتيتنا مستكرهة فاستعيني بالناس[9].

الاقتتال - الهدنة - الغدر :

افتتن الناس بقدوم عائشة على البصرة ، فبين منكر ومؤيّد ومصدّق ومكذّب افترقت جماهير البصرة ، وتأزّم الموقف ، فاصطدم الناس واقتتلوا على فم السكّة ، ولم يحجز بينهم إلّا الليل ، وكان عثمان بن حنيف لا يريد إراقة الدماء ويجنح للسلم وينتظر قدوم الإمام عليّ ( عليه السّلام ) إلى البصرة ، فلمّا عضّت الحرب الطرفين ؛ تنادوا للصلح ، فكتبوا كتابا لعقد هدنة مؤقّتة على أن يبعثوا رسولا إلى المدينة يسأل أهلها ، فإن كان طلحة والزبير أكرها على البيعة ؛ خرج ابن حنيف عن البصرة ، وإلّا خرج عنها طلحة والزبير[10].

وعاد كعب بن مسور رسول الطرفين إلى المدينة بادّعاء أسامة بن زيد أنّ طلحة والزبير بايعا مكرهين ومخالفة أهل المدينة لرأي اسامة فاستغلّها زعماء جيش عائشة ، فهجموا في ليلة ذات رياح ومطر على قصر الإمارة حيث يتواجد عثمان بن حنيف فقتلوا أصحابه وأسروا ونتفوا لحيته ورأسه وحاجبيه ، ولكنّهم خافوا من قتله لأنّ أخاه سهل بن حنيف والي الإمام على المدينة[11].

حركة الإمام ( عليه السّلام ) للقضاء على التمرّد[12]:

حين استلم الإمام عليّ ( عليه السّلام ) زمام الحكم كانت هناك عقبة أمام استقرار الأمن وسيطرة الحكومة الشرعية المركزية ، وهي إعلان معاوية بن أبي سفيان تمرّده على خلافة الإمام ، فشرع ( عليه السّلام ) بالاستعداد العسكري والسياسي لإيقاف التمزّق في كيان الامّة ومنع سفك الدماء .

وما أن أحيط الإمام ( عليه السّلام ) علما بحركة عائشة وطلحة والزبير نحو البصرة وإعلانهم العصيان عدل عمّا كان يخطّط لمعالجة موقف معاوية والشام ، فاتّجه ( عليه السّلام ) نحو البصرة بجيش يضمّ وجوه المهاجرين والأنصار .

وصل الإمام ( عليه السّلام ) إلى منطقة « الربذة » فكتب إلى الأمصار يستمدّ العون ويوضّح الأمر ، كي يتوصّل إلى إخماد نار الفتنة وحصرها في أضيق نطاق ، فأرسل إلى الكوفة محمد بن أبي بكر ومحمد بن جعفر ، فأبى أبو موسى الأشعري الاستجابة للإمام ومارس دور المثبّط عن مناصرة الإمام ( عليه السّلام ) في موقفه ، ثمّ أرسل عبد اللّه بن عباس ولم يتمكّن من إقناع أبي موسى بالانصياع والكفّ عن تثبيط الناس عن نصرة الإمام ، فأرسل ( عليه السّلام ) ولده الحسن وعمار بن ياسر ثمّ تبعهم مالك الأشتر فعزلوا أبا موسى ، وتحرّكت الكوفة بكلّ ثقلها تنصر أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) ، فلحقت به في « ذي قار » .

وفي هذا الأثناء لم يتوقّف الإمام ( عليه السّلام ) في مراسلة طلحة والزبير وإيفاد الرسل إليهم ، عسى أن يعودوا لرشدهم ويدركوا خطورة فتنتهم فيجنّبوا الامّة المصائب والبلايا وسفك الدماء ، فأوفد إلى عائشة زيد بن صوحان وعبد اللّه بن عباس وغيرهما ، فحاوروهم بالحجّة والدليل والعقل حتى أنّ عائشة قالت لابن عباس : لا طاقة لي بحجج عليّ ، فقال ابن عباس : لا طاقة لك بحجج المخلوق فكيف طاقتك بحجج الخالق[13] ؟ !

آخر النصائح :

أكثر الإمام ( عليه السّلام ) من مراسلة طلحة والزبير بعد أن شارفت قواته على أبواب البصرة ، فخشيت عائشة ومن معها من اقتناع قادتها وجموع الناس معها بحجج الإمام ( عليه السّلام ) ؛ فخرجوا لملاقاته ، فلمّا توقّفوا للقتال أمر الإمام ( عليه السّلام ) مناديا ينادي في أصحابه : لا يرميّن أحد سهما ولا حجرا ولا يطعن برمح حتى اعذر القوم فأتّخذ عليهم الحجّة البالغة[14].

فلم يجد الإمام ( عليه السّلام ) منهم إلّا الإصرار على الحرب ، ثمّ خرج الإمام ( عليه السّلام ) إلى الزبير وطلحة فوقفوا ما بين الصفّين ، فقال الإمام ( عليه السّلام ) لهما : لعمري لقد أعددتما سلاحا وخيلا ورجالا ، إن كنتما أعددتما عند اللّه عذرا فاتّقيا اللّه ولا تكونا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ، ألم أكن أخاكما في دينكما ؟ تحرّماني دمي واحرّم دمكما فهل من حدث أحلّ لكما دمي ؟

ثمّ قال ( عليه السّلام ) لطلحة : أجئت بعرس رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) تقاتل بها وخبّأت عرسك في البيت ؟ ! أما بايعتني ؟ ثمّ قال ( عليه السّلام ) للزبير : قد كنا نعدّك من بني عبد المطلب حتى بلغ ابنك ابن السوء عبد اللّه ففرّق بيننا ، ثمّ قال ( عليه السّلام ) : أتذكر يا زبير يوم مررت مع رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) في بني غنم ، فنظر إليّ فضحك وضحكت إليه فقلت له : لا يدع ابن أبي طالب زهوه ، فقال لك رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : ليس بمزه - أي : ليس به زهو - لتقاتله وأنت له ظالم ؟ ! قال الزبير :

اللهم نعم .

وروي : أنّ الزبير اعتزل الحرب وقتل بعيدا عن ساحة الحرب بعد أن استعرت الفتنة[15]. كما أنّ طلحة قتله مروان بن الحكم في ساحة المعركة[16].

 

[1] الإمامة والسياسة : 79 ، والكامل في التأريخ : 3 / 207 .

[2] الإمامة والسياسة : 80 ، الكامل في التأريخ : 3 / 210 .

[3] الإمامة والسياسة : 82 .

[4] الكامل في التأريخ : 3 / 209 .

[5] الإمامة والسياسة : 82 ، وأخرج الحديث أحمد في مسنده : 6 / 521 ، وشرح النهج لابن أبي الحديد : 2 / 497 .

[6] الإمامة والسياسة : 82 ، مروج الذهب : 2 / 395 .

[7] الإمامة والسياسة : 83 .

[8] تاريخ الطبري : 3 / 479 ط مؤسسة الأعلمي ، والكامل في التأريخ : 3 / 211 .

[9] تأريخ الطبري : 3 / 482 ط مؤسسة الأعلمي ، والكامل في التأريخ : 3 / 213 .

[10] الإمامة والسياسة : 87 ، والطبري : 3 / 483 و 484 ط مؤسسة الأعلمي ، وراجع الكامل في التأريخ : 3 / 215 .

[11] الإمامة والسياسة : 89 ، وتأريخ الطبري : 3 / 484 ط مؤسسة الأعلمي ، ومروج الذهب للمسعودي : 2 / 367 .

[12] الإمامة والسياسة : 74 ، وتأريخ الطبري : 5 / 507 .

[13] الإمامة والسياسة : 90 ، وبحار الأنوار : 32 / 122 .

[14] الإمامة والسياسة : 91 ، ومروج الذهب : 2 / 270 .

[15] الإمامة والسياسة : 91 ، ومروج الذهب 2 / 270 .

[16] الطبقات الكبرى : 3 / 158 ، والإمامة والسياسة : 97 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.