أقرأ أيضاً
التاريخ:
3239
التاريخ: 15-3-2016
3619
التاريخ: 10-4-2016
3705
التاريخ: 14-10-2015
3952
|
انتصر معاوية وطار فرحاً على ما آل إليه جيش الإمام من التمرّد والعصيان وكتب إلى الإمام رسالة جاء فيها : أمّا بعد , عافانا الله وإيّاك فقد آن لك أن تجيب إلى ما فيه صلاحنا والالفة بيننا وقد فعلت وأنا أعرف حقّي ولكن اشتريت بالعفو صلاح الامّة ولا أكثر فرحا بشيء جاء ولا ذهب وإنّما أدخلني في هذا الأمر القيام بالحقّ فيما بين الباغي والمبغيّ عليه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فدعوت إلى كتاب الله فيما بيننا وبينك فإنّه لا يجمعنا وإيّاك إلاّ هو نحيي ما أحيا القرآن ونميت ما أمات القرآن والسلام.
وحفلت هذه الرسالة بالكذب والنفاق فهل معاوية بن هند يعرف القرآن ويخضع له وهو وأبوه وأمّه ومعهم الكثير من الاسر القرشية قد كفروا بالقرآن وآمنوا بأصنامهم وأوثانهم؟ ولم يعرض معاوية إلى دم عثمان في رسالته وإنّما عرض إلى الكذب السافر فقد أعرب أنّه يبغي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أي معروف هذا الذي ينشده هذا الذئب الجاهلي؟ وأي منكر ينكره؟ وهو الذي سفك دماء المسلمين وأغرق البلاد بالمحن والخطوب؟
وكتب الإمام رسالة لابن العاص يعظه ويرشده إلى اتّباع الحقّ وجاء في رسالته : أمّا بعد , فإنّ الدّنيا مشغلة عن غيرها ولم يصب صاحبها منها شيئا إلاّ فتحت له حرصا يزيده فيها رغبة ولن يستغني صاحبها بما نال عمّا لم يبلغه ومن وراء ذلك فراق ما جمع والسّعيد من وعظ بغيره فلا تحبط أبا عبد الله أجرك ولا تجار معاوية في باطله , ولم يستجب ابن العاص للإمام وكتب له الرسالة التالية : أمّا بعد , فإنّ ما فيه صلاحنا وإلف ذات بيننا الإنابة إلى الحقّ وقد جعلنا القرآن حكما بيننا فأجبنا إليه وصبّر الرجل منّا نفسه على ما حكم عليه القرآن وعذره الناس بعد المحاجزة والسلام .
وأصرّ ابن العاص على غيّه وأطماعه وكتب له الإمام رسالة اخرى فأعرض عنها ولم يتجاوب مع الإمام وتمسّك بابن هند وعلى أي حال فلم تقف محنة الإمام وبلاؤه عند هذا الحدّ من عصيان جيشه فقد تجاوز الأمر إلى ما هو أعظم من ذلك فقد حيكت مؤامرة دبّرها الأشعث مع جماعة من قادة الجيش إلى انتخاب الأشعري الخامل المنافق الذي هو من ألدّ أعداء الإمام ومن أكثرهم حقدا عليه ليقوم بتنفيذ المؤامرة وهي عزل الإمام عن الحكم.
وأقبل الأشعث عميل الأمويّين يلهث كأنّه الكلب فقال للإمام : يا أمير المؤمنين ما أرى الناس إلاّ قد رضوا وسرّهم أن يجيبوا القوم إلى ما دعوهم إليه من حكم القرآن فإن شئت أتيت معاوية فسألته ما يريد ونظرت ما الذي يسأل؟ فرمقه الإمام بطرفه ولم يجد وسيلة لصدّه عمّا يريد فقال له : ائته إن شئت .
وراح المنافق العميل يركض صوب معاوية فلمّا انتهى إليه قال له : يا معاوية لأيّ شيء رفعتم المصاحف؟ لنرجع نحن وأنتم إلى ما أمر الله به في كتابه فابعثوا منكم رجلا ترضون به ونبعث منّا رجلا نرضى به ثمّ نأخذ عليهما أن يعملا بما في كتاب الله لا يعدوانه ثمّ نتّبع ما اتّفقا عليه.
وكان بين الأشعث اتّفاق سرّي على ذلك فراح الأشعث يقول : هذا هو الحقّ .
وقفل راجعا إلى الإمام وأخبره بالأمر وتعالت أصوات العراقيّين قائلين : رضينا وقبلنا .
ولم يكن للإمام أي دور في ذلك , وصاح أهل الشام : رضينا واخترنا عمرو بن العاص.
وأحاط العراقيّون بالإمام ولهم هرير كهرير الكلاب قائلين : إنّا رضينا بأبي موسى الأشعري.
فزجرهم الإمام ونهاهم عن انتخابه قائلا : إنّ معاوية لم يكن ليضع لهذا الأمر أحدا هو أوثق برأيه ونظره من عمرو بن العاص وأنّه لا يصلح للقرشيّ إلاّ مثله فعليكم بعبد الله بن عبّاس فارموه به فإنّ عمرا لا يعقد عقدة إلاّ حلّها عبد الله ولا يبرم أمرا إلاّ نقضه , فردّ عليه الأشعث المنافق قائلا : لا والله! لا يحكم فينا مضريان حتّى تقوم الساعة ولكن اجعله رجلا من أهل اليمن إذ جعلوا رجلا من مضر.
إنّي أخاف أن يخدع يمنّيكم فإنّ عمرا ليس من الله في شيء إذا كان له في أمر هوى , وقام الخبيث الدنس ابن الكوّاء فقال للإمام : هذا عبد الله بن قيس وافد أهل اليمن إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) وصاحب مقاسم أبي بكر وعامل عمر وقد رضي به القوم , وامتنعوا أشدّ الامتناع من ترشيح ابن عبّاس وأجمعوا على انتخاب الغبي المنافق الأشعري ولم يجد الإمام بدّا من إجابتهم وقد سجّلوا لهم العار والخزي وهجاهم أيمن بن خريم الأسدي بقوله :
لو كان للقوم رأي يعصمون به من الضّلال رموكم بابن عبّاس
لله درّ أبيه أيّما رجل ما مثله لفصال الخطب في الناس
لكن رموكم بشيخ من ذوي يمن لم يدر ما ضرب أخماس لأسداس
إن يخل عمر به يقذفه في لجج يهوي به النّجم تيسا بين أتياس
أبلغ لديك عليّا غير عاتبه قول امرئ لا يرى بالحقّ من باس
ما الأشعريّ بمأمون أبا حسن فاعلم هديت وليس العجز كالراس
وبادر أبو الأسود الدؤلي تلميذ الإمام فحذّره من انتخاب الأشعري قائلا : يا أمير المؤمنين لا ترض بأبي موسى فإنّي قد عجنت الرجل وبلوته فحلبت أشطره فوجدته قريب القعر مع أنّه يماني , وعلى أي حال فقد ارغم الإمام على انتخاب الأشعري الذي جرّ للعراقيّين الويل والعطبا.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|