المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01
المختلعة كيف يكون خلعها ؟
2024-11-01
المحكم والمتشابه
2024-11-01

St. Eustatius
2024-04-10
نيومن – جانوس فون
18-9-2016
جمع التكسير
23-02-2015
الغاز المثالي = غاز كامل ideal gas = perfect gas
24-3-2020
من مصادر مستدرك الوسائل / كتاب (التمحيص).
2024-01-16
معنى لفظة أزف‌
27-1-2016


التحكيم بعد التمرد والعصيان  
  
3565   01:27 صباحاً   التاريخ: 9-4-2016
المؤلف : اقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج 11 ، ص184-188
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / بيعته و ماجرى في حكمه /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 3239
التاريخ: 15-3-2016 3619
التاريخ: 10-4-2016 3705
التاريخ: 14-10-2015 3952

انتصر معاوية وطار فرحاً على ما آل إليه جيش الإمام من التمرّد والعصيان وكتب إلى الإمام رسالة جاء فيها : أمّا بعد , عافانا الله وإيّاك فقد آن لك أن تجيب إلى ما فيه صلاحنا والالفة بيننا وقد فعلت وأنا أعرف حقّي ولكن اشتريت بالعفو صلاح الامّة ولا أكثر فرحا بشيء جاء ولا ذهب وإنّما أدخلني في هذا الأمر القيام بالحقّ فيما بين الباغي والمبغيّ عليه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فدعوت إلى كتاب الله فيما بيننا وبينك فإنّه لا يجمعنا وإيّاك إلاّ هو نحيي ما أحيا القرآن ونميت ما أمات القرآن والسلام.

وحفلت هذه الرسالة بالكذب والنفاق فهل معاوية بن هند يعرف القرآن ويخضع له وهو وأبوه وأمّه ومعهم الكثير من الاسر القرشية قد كفروا بالقرآن وآمنوا بأصنامهم وأوثانهم؟ ولم يعرض معاوية إلى دم عثمان في رسالته وإنّما عرض إلى الكذب السافر فقد أعرب أنّه يبغي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أي معروف هذا الذي ينشده هذا الذئب الجاهلي؟ وأي منكر ينكره؟ وهو الذي سفك دماء المسلمين وأغرق البلاد بالمحن والخطوب؟

وكتب الإمام رسالة لابن العاص يعظه ويرشده إلى اتّباع الحقّ وجاء في رسالته : أمّا بعد , فإنّ الدّنيا مشغلة عن غيرها ولم يصب صاحبها منها شيئا إلاّ فتحت له حرصا يزيده فيها رغبة ولن يستغني صاحبها بما نال عمّا لم يبلغه ومن وراء ذلك فراق ما جمع والسّعيد من وعظ بغيره فلا تحبط أبا عبد الله أجرك ولا تجار معاوية في باطله , ولم يستجب ابن العاص للإمام وكتب له الرسالة التالية : أمّا بعد , فإنّ ما فيه صلاحنا وإلف ذات بيننا الإنابة إلى الحقّ وقد جعلنا القرآن حكما بيننا فأجبنا إليه وصبّر الرجل منّا نفسه على ما حكم عليه القرآن وعذره الناس بعد المحاجزة والسلام .

وأصرّ ابن العاص على غيّه وأطماعه وكتب له الإمام رسالة اخرى فأعرض عنها ولم يتجاوب مع الإمام وتمسّك بابن هند وعلى أي حال فلم تقف محنة الإمام وبلاؤه عند هذا الحدّ من عصيان جيشه فقد تجاوز الأمر إلى ما هو أعظم من ذلك فقد حيكت مؤامرة دبّرها الأشعث مع جماعة من قادة الجيش إلى انتخاب الأشعري الخامل المنافق الذي هو من ألدّ أعداء الإمام ومن أكثرهم حقدا عليه ليقوم بتنفيذ المؤامرة وهي عزل الإمام عن الحكم.

وأقبل الأشعث عميل الأمويّين يلهث كأنّه الكلب فقال للإمام : يا أمير المؤمنين ما أرى الناس إلاّ قد رضوا وسرّهم أن يجيبوا القوم إلى ما دعوهم إليه من حكم القرآن فإن شئت أتيت معاوية فسألته ما يريد ونظرت ما الذي يسأل؟ فرمقه الإمام بطرفه ولم يجد وسيلة لصدّه عمّا يريد فقال له : ائته إن شئت .

وراح المنافق العميل يركض صوب معاوية فلمّا انتهى إليه قال له : يا معاوية لأيّ شيء رفعتم المصاحف؟ لنرجع نحن وأنتم إلى ما أمر الله به في كتابه فابعثوا منكم رجلا ترضون به ونبعث منّا رجلا نرضى به ثمّ نأخذ عليهما أن يعملا بما في كتاب الله لا يعدوانه ثمّ نتّبع ما اتّفقا عليه.

وكان بين الأشعث اتّفاق سرّي على ذلك فراح الأشعث يقول : هذا هو الحقّ .

وقفل راجعا إلى الإمام وأخبره بالأمر وتعالت أصوات العراقيّين قائلين : رضينا وقبلنا .

ولم يكن للإمام أي دور في ذلك , وصاح أهل الشام : رضينا واخترنا عمرو بن العاص.

وأحاط العراقيّون بالإمام ولهم هرير كهرير الكلاب قائلين : إنّا رضينا بأبي موسى الأشعري.

فزجرهم الإمام ونهاهم عن انتخابه قائلا : إنّ معاوية لم يكن ليضع لهذا الأمر أحدا هو أوثق برأيه ونظره من عمرو بن العاص وأنّه لا يصلح للقرشيّ إلاّ مثله فعليكم بعبد الله بن عبّاس فارموه به فإنّ عمرا لا يعقد عقدة إلاّ حلّها عبد الله ولا يبرم أمرا إلاّ نقضه , فردّ عليه الأشعث المنافق قائلا : لا والله! لا يحكم فينا مضريان حتّى تقوم الساعة ولكن اجعله رجلا من أهل اليمن إذ جعلوا رجلا من مضر.

إنّي أخاف أن يخدع يمنّيكم فإنّ عمرا ليس من الله في شيء إذا كان له في أمر هوى , وقام الخبيث الدنس ابن الكوّاء فقال للإمام : هذا عبد الله بن قيس وافد أهل اليمن إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) وصاحب مقاسم أبي بكر وعامل عمر وقد رضي به القوم , وامتنعوا أشدّ الامتناع من ترشيح ابن عبّاس وأجمعوا على انتخاب الغبي المنافق الأشعري ولم يجد الإمام بدّا من إجابتهم وقد سجّلوا لهم العار والخزي وهجاهم أيمن بن خريم الأسدي بقوله :

لو كان للقوم رأي يعصمون به             من الضّلال رموكم بابن عبّاس

لله درّ أبيه أيّما رجل                       ما مثله لفصال الخطب في الناس

لكن رموكم بشيخ من ذوي يمن          لم يدر ما ضرب أخماس لأسداس

إن يخل عمر به يقذفه في لجج              يهوي به النّجم تيسا بين أتياس

أبلغ لديك عليّا غير عاتبه                قول امرئ لا يرى بالحقّ من باس

ما الأشعريّ بمأمون أبا حسن            فاعلم هديت وليس العجز كالراس

وبادر أبو الأسود الدؤلي تلميذ الإمام فحذّره من انتخاب الأشعري قائلا : يا أمير المؤمنين لا ترض بأبي موسى فإنّي قد عجنت الرجل وبلوته فحلبت أشطره فوجدته قريب القعر مع أنّه يماني , وعلى أي حال فقد ارغم الإمام على انتخاب الأشعري الذي جرّ للعراقيّين الويل والعطبا.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.