أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-4-2016
3183
التاريخ: 15-3-2016
3189
التاريخ: 13-3-2019
2206
التاريخ: 10-4-2016
3163
|
تميزت حكومة الامام امير المؤمنين (عليه السلام) بخصائص فريدة شهد لها التأريخ ، نجملها في نقاط رئيسية ثلاث:
1 _ الفعالية: وتعني ان حكومة امير المؤمنين (عليه السلام) كانت منظّمة الى درجة انها كانت تسيطر على الدولة سيطرة تامة من اجل ادارة شؤون الامة، فقد كانت تلك الحكومة على درجة عالية من الدقة في التنظيم، يشهد لها امور ثلاثة، هي:
أ _ النطاق المعياري: وهو الذي تعامل مع قضية الظلم الاجتماعي الذي كان سائداً، خصوصاً فيما يتعلق بالثروة الاجتماعية، فجاءت حكومة امير المؤمنين (عليه السلام) لتضع الحق في نصابه وتقيم العدل، فقد ازاح الامام (عليه السلام) عن السلطة كل من ولاّهم الخليفة الثالث على امارة المسلمين (كمروان بن الحكم، وعبد الله بن ابي سرح، والوليد بن عقبة، وأشباههم)، وارجع الحقوق الى بيت المال، واشبع الفقراء وكساهم في بلاد الله العريضة، ولذلك كانت حكومة الامام (عليه السلام) حكومة اخلاقية فاضلة عادلة، كما اشرنا الى ذلك آنفاً.
ب _ النطاق التنفيذي: وهو الذي تعامل مع صنع القرار، فقد كان الامام (عليه السلام) حاسماً في صنع القرار وقاطعاً كالسيف في تنفيذه، ولذلك فقد عاقب الولاة الذين خانوه، وساوى في العطاء بين السادة والعبيد، وحارب العصاة من الولاة كمعاوية، وحارب الناكثين والمارقين بشدّة.
وكانت سرعته في صنع القرار تعكس تواجد الاعوان في الساحة (امثال: سلمان، والمقداد، وعمار، وعمرو بن الحمق، وكميل بن زياد، ومزرع، والاشتر النخعي، ومحمد بن ابي بكر، وعشرات غيرهم)، وتوفر الوسائل التي تؤدي الى تنفيذ القرار (وهو السلاح)، وصنع القرار الحاسم لم يكن ليتم لولا المشاركة الواسعة الفعالة للامة في عصره (عليه السلام)، ولم يؤثر تمادي شرائح من اهل الكوفة وتباطؤهم في الجهاد لاحقاً، على الصورة الكلية لمجتمع المسلمين، بل كانت مناصرة الفقراء والمستضعفين _ الذين سُدّت حاجاتهم الاساسية في زمنه (عليه السلام) _ للنظام السياسي الاسلامي كافية في اعطاء صورة ناصعة عن الوضع العام.
ج _ النطاق السلوكي: وهو الذي تعامل مع شخصية الامام امير المؤمنين (عليه السلام) مباشرة، فقد كان الامام (عليه السلام) قدوة في الفعل السياسي والديني والاجتماعي والشخصي، وكان وجوده الاجتماعي عاملاً مطمئناً للأتقياء من الامة ورادعاً للاشقياء، ولذلك استتب الامن في عهده (عليه السلام).
وحريٌّ بالامام (عليه السلام) ان يقول: «ايها الناس، اما بعد، أنا فقأتُ عين الفتنة، ولم يكن أحدٌ ليجترىء عليها غيري..، ولو لم اكُ بينكم ما قوتلَ أصحابُ الجمل واهل النهروان»، وحاول معاوية محاربة دولة الامام (عليه السلام) عن طريق زعزعة الامن العام، لانه كان يرى ان انعدام الامن العام في المجتمع انما هو مقدمة من مقدمات انهيار الدولة وهدم بنيانها.
2 _ الآلية: وتعني ان الحكومة كانت تمتلك آليات لنـزع فتيل الصراع بين قوى الخير ذاتها، وتحصر الصراع بين الخير والشر، وبمعنى آخر ان حكومة الامام (عليه السلام) خففت الى ادنى حد، التوتر الاجتماعي عبر مساعدة الفقراء، وحثّ المؤمنين الاغنياء على الانفاق، وتكثيف النشاط الاجتماعي في وجوه البرّ والاحسان بل مطلق وجوه الخير، وحتى ان الحروب الداخلية التي خاضها (عليه السلام) ضد الناكثين والقاسطين والمارقين لم تزعزع فكرة العدالة الاجتماعية التي حققها حكمه القصير في الزمن، الكبير في الاهداف والمكاسب.
لقد حاولت حكومة امير المؤمنين (عليه السلام) ازالة الفوارق الكبيرة بين الطبقات الاجتماعية، وحاولت ان تجعل الاولوية للاسلام في كل شيء، فالاسلام كان فوق كل المصالح الشخصية، وكان فوق كل الاهتمامات الخاصة، وكانت الافضلية للجهاد والسعي من اجل بناء دولة الاسلام والمسلمين، وكان هذا النموذج في الحكم الديني نموذجاً مثالياً، خصوصاً بعد ان قرأنا ما حصل في عهد الخليفة الثالث من انتهاكات مالية لثروة المسلمين.
وهنا كانت حكومة امير المؤمنين (عليه السلام) فاعلة للغاية في تثبيت النموذج الاسلامي، الذي كان يعبر عن تماسك اركان الخير وتخفيف الصراع والحسد والتنافس بين المؤمنين الى ادنى حد، وتجربة كتلك لابد ان تعيش ابد الدهر، مثالاً ناصعاً لنـزاهة الاسلام وعدالته، وحسن ادرته لامور الناس والامة.
3 _ العضوية: وتعني ان الحكومة كانت مؤلفة _ عضوياً _ من اجزاء غير منفصلة عن بعضها البعض، أي ان الحكومة جهاز مكون من مبادىء عقلية وشرعية متلازمة يشدّ بعضها بعضاً، فتحقيق العدالة الاجتماعية، وتطبيق الحدود، وتنظيم الحقوق والواجبات امور شرعية تستدعي جوانب عقلية في حالات التطبيق.
وبكلمة، فان الحكومة تحت ظلّ تلك المواصفات كانت أداة عضوية بين العقل والشرع، ولذلك قرأنا قول الامام (عليه السلام) في رده على قول الخوارج «لا حكم إلاّ لله»: «كلمةُ حقٍّ يُراد بها باطل، نعم انه لا حكم الا لله، ولكن هؤلاء يقولون: لا إمرة، فإنه لابد للناس من اميرٍ برٍّ أو فاجرٍ...».
وبذلك كانت حكومة امير المؤمنين (عليه السلام) وسيلة اخلاقية لنشر الخير والحق في المجتمع الانساني، ولذلك ارتفع مستوى الانسان المسلم في عهد امير المؤمنين (عليه السلام) الى درجة عالية من السمو يشهد لها التأريخ، وتعكسه مواقف اصحاب الامام (عليه السلام) البطولية بعد استشهاده (عليه السلام)، وتسلط الظالم عليهم لاحقاً.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|