المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

مساحة مقطع التفاعل
15-12-2021
اهميـة تحليـل البيئـة الداخليـة للمؤسسة واهـم عنـاصـرها
25-4-2020
حلم علي أمير المؤمنين (عليه السلام)
2023-08-29
الجبال الجليدية (Iceberges)
5-4-2016
المسّ على الله مجاز بقصد الترغيب
2-12-2015
Twist Scooter
24-11-2016


اختيار الافضل من عمال الدولة  
  
2242   03:08 مساءً   التاريخ: 13-3-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 664-666.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / بيعته و ماجرى في حكمه /

الادارة في مجملها تعني اختيار مجموعة كفوءة من الافراد من قبل مدير يدير عملها، نستنبط ذلك من قوله (عليه السلام) لمالك الاشتر: «... ثمّ انظر في حالِ كُتّابكَ، فولِّ على اُموركَ خيرهُم، واخصُص رسائلكَ التي تُدخلُ فيها مكائدكَ وأسرارَكَ بأجمعهم لوجوهِ صالحِ الاخلاقِ، ممّن لا تبطرهُ الكرامةُ، فيجتريءَ بها عليكَ في خلافٍ لكَ بحضرةِ ملأٍ، ولا تقصرُ به الغفلةُ عن إيرادِ مُكاتباتِ عمّالكَ عليكَ، وإصدارِ جواباتها على الصوابِ عنكَ، فيما يأخذُ لكَ ويعطي منكَ، ولا يُضعِفُ عقداً اعتقده لكَ، ولا يُعجزُ عن إطلاقِ ما عُقِدَ عليكَ، ولا يَجهلُ مبلَغَ قدرِ نفسِه في الأمورِ، فإنَّ الجاهلَ بقدرِ نفسِهِ يكونُ بقدرِ غيرهِ أجهلَ.

ثمّ لا يكُنِ اختياركَ ايّاهم على فراستكَ واستنامتكَ (أي ثقتك) وحُسنِ الظنّ منكَ، فإن الرجال يتعرّفونَ لفراسات الولاةِ بتصنعهم وحُسنِ خدمتهم، وليس وراء ذلكَ من النصيحةِ والامانَةِ شيءٌ، ولكن اختبرهُم بِما وُلُّوا للصالحينَ قبلَكَ، فأعمِد لأحسنهم كانَ في العامةِ أثراً، وأعرفهم بالامانةِ وجهاً، فإن ذلكَ دليلٌ على نصيحتكَ للهِ ولمَن وُلِّيتَ أمرهُ، واجعل لرأسِ كُلِّ أمرٍ من أموركَ رأساً منهم، لا يقهرُهُ كبيرها، ولا يتشتتُ عليهِ كثيرُها، ومهما كان في كُتّابِكَ من عَيبٍ فتغابيتَ عنهُ اُلزِمتَهُ».

هنا مجموعة أمور يمكن استخلاصها من النصوص، وهي:

اولاً: اختيار الافضل والاوثق من بين الموظفين وتعيينه رئيساً عليهم، وهذا الافضل ينبغي ان يتمتع بصفات حميدة منها: انه قد جمع صالح الاخلاق، ولم تبطره الكرامة، ولا يفكّر بالتجرىء على سيده، ولا يغفل عن رفع المعلومات الى رئيسه، ولا يخذّل الناسَ عنه، ولا يجهل قدر نفسه، وتلك مواصفات عظيمة، إن توفرت في رئيس الموظفين، ولا شك ان هذا المنحى، من المباني العقلائية ايضاً التي يطمئن اليها الحاكم في عمله.

ثانياً: ينبغي اختيار الموظفين والثقاة بمختلف الطرق المعهودة، من اجل الاطمئنان على سلامة ذلك الاختيار، والاصل في ذلكان يكون للموظف اثرٌ حسنٌ بين الناس، وان يكون معروفاً بالامانة، كأن يكون الاختيار عن طريق المال، فتختبر درجة نزاهته وتعففه عن المال مثلاً.

ثالثا: تقسيم امور الاعمال العامة الى لجان، يترأس كل واحد منها رئيس موثق بالطريقة التي ذُكرت آنفاً، فالامام (عليه السلام) يقول: «واجعل لرأسِ كُلِّ أمرٍ من أمورِكَ منهُم»، وطبيعة ادارة تلك اللجان تتكون من ركنين:

الاول: ان لا يكون مدير اللجنة متسلطاً قاهراً، لان ذلك يعيق انتاج الثمرة، وهو معنى قوله (عليه السلام): «لا يقهره كبيرُها».

الثاني: ان تكون اللجنة صغيرة في العدد، لان الكثرة تشتت الرأي، وهو فحوى قوله (عليه السلام): «ولا يتشتتُ عليه كثيرُها».

رابعاً: ينبغي معالجة عيوب الموظفين، ولا يمكن اهمالها، لان في اهمالها تمادياً يدفع ثمنه الوالي او الرئيس لاحقاً، وهو فحوى قوله (عليه السلام): «ومهما كان في كُتّابك من عيبٍ فتغابيتَ عنهُ اُلزِمتَهُ».




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.