المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



محمد بن عثمان بن سعيد العمري  
  
4124   02:46 مساءً   التاريخ: 3-08-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص670-671
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الغيبة الصغرى / السفراء الاربعة /

وثّقه ووثّق أباه الامام الحسن العسكري (عليه السّلام) وأخبر شيعته بانّه وكيل ابنه المهدي (عليه السّلام)  فلمّا مات أبوه عثمان بن سعيد خرج توقيع من الامام الحجة (عليه السلام)يشتمل على تعزيته لوفاة أبيه وانّه النائب بعده والمنصوب من قبله (عليه السّلام)  وعبارة التوقيع على ما رواه الصدوق وغيره بهذا النصّ:

 قال (عليه السّلام) : انّا للّه وانّا إليه راجعون تسليما لأمره ورضاء بقضائه عاش أبوك سعيدا ومات حميدا فرحمه اللّه وألحقه بأوليائه ومواليه (عليهم السّلام) فلم يزل مجتهدا في أمرهم ساعيا فيما يقرّبه إلى اللّه‏ عز وجل وإليهم نضّر اللّه وجهه واقاله عثرته , أجزل اللّه لك الثواب وأحسن لك العزاء رزئت ورزئنا وأوحشك فراقه وأوحشنا فسرّه اللّه في منقلبه وكان من كمال سعادته أن رزقه اللّه عز وجل ولدا مثلك يخلفه من بعده ويقوم مقامه بأمره ويترحّم عليه وأقول: الحمد للّه فانّ الأنفس طيّبة بمكانك وما جعله اللّه عز وجل فيك وعندك أعانك اللّه وقوّاك وعضدك ووفّقك وكان اللّه لك وليّا وحافظا وراعيا وكافيا ومعينا وهذا التوقيع الشريف خير شاهد على جلالتهما وعلو مقامهما .

وروى العلامة المجلسي (رحمه اللّه) أيضا في البحار عن كتاب الغيبة للشيخ الطوسي (رحمه اللّه) عن جمع من الأصحاب انّه خرج توقيع من الناحية المقدّسة إلى محمد بن عثمان بن سعيد العمري بعد وفاة أبيه عثمان بن سعيد: والابن وقاه اللّه لم يزل ثقتنا في حياة الأب (رضي اللّه عنه) وأرضاه ونضّر وجهه يجري عندنا مجراه ويسدّ مسدّه وعن أمرنا يأمر الابن وبه يعمل تولّاه اللّه ؛ وفي رواية أخرى عن الكليني انّه خرج توقيع بخطّ الامام الحجة (عليه السلام) فيه: وامّا محمد بن عثمان العمريّ (رضي اللّه عنه) وعن أبيه من قبل فانّه ثقتي وكتابه كتابي , وظهرت على يده دلائل ومعاجز كثيرة للشيعة من قبل حجة اللّه (عليه السّلام)  وكان في زمن الغيبة ملجأ ومأوى للشيعة ونائب الحجة (عليه السّلام) , وروي عن أمّ كلثوم ابنته انّها قالت: كان لأبي جعفر محمد بن عثمان العمري كتب مصنّفة في الفقه ممّا سمعها من أبي محمد الحسن (عليه السلام) ومن الصاحب (عليه السلام) ثم قالت: انّها وصلت إلى‏ أبي القاسم الحسين بن روح (رضى اللّه عنه) . 

وروى الشيخ الصدوق (رحمه اللّه) بسنده عن محمد بن عثمان بن سعيد انّه قال: واللّه انّ صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كلّ سنة فيرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه‏ .

وفي رواية أخرى انّه سئل عنه: أ رأيت صاحب هذا الأمر؟ فقال: نعم وآخر عهدي به عند بيت اللّه الحرام وهو يقول: اللهم انجز لي ما وعدتني , ورأيته (صلوات اللّه عليه) متعلّقا بأستار الكعبة وهو يقول: اللهم انتقم لي من أعدائي .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.