المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



أبو الهيثم الانصاري / اسوة الشباب من أصحاب رسول الله والامام علي  
  
1910   12:51 صباحاً   التاريخ: 23-4-2022
المؤلف : محَّمد الرّيشَهُريٌ
الكتاب أو المصدر : جَواهُر الحِكمَةِ لِلشَّبابِ
الجزء والصفحة : ص256 ـ 257
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

هو مالك بن التيهان بن مالكٍ أبو الهيثم الأنصاري، وهو مشهور بكنيته. من أوائل الأنصار الذين أسلموا في مكة قبل هجرة النبي (صلى الله عليه وآله)، وكان قبل الإسلام موحداً أيضاً ولم يعبد الأصنام، وشهد مشاهد النبي (صلى الله عليه وآله)، جميعها، وهو ممن روى حديث الغدير.

وكان من السابقين في معرفة الحق بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)؛ إذ سبق إلى معرفة خلافة الحق، ولم يتنازل عنها إلى غيرها، وهو أحد الإثني عشر الذين احتجوا في مسجد النبي مدافعين عن الإمام (عليه السلام)، ومعارضين لتغيير مسارِ الخلافةِ.

وهكذا كان؛ فقد رافق الامام (عليه السلام)، منذ بداية تبلور خلافته، وتصدى مع عمار بن ياسرٍ لأخذِ البيعةِ من الناس.

جعله الإمام (عليه السلام) وعمار بن ياسرٍ على بيت المالِ، وهو آيةٌ على نزاهته.

وعندما ذكر الامام (عليه السلام) بِلَوعةٍ وألمٍ - وهو في وحدتهِ ومحنةِ نُكولِ أصحابه وضعفِهم - أحبتهُ الماضين الذين ثبتوا على الطريق، ذكر فيهم مالك بن التيهان، وتأسف على فقدهِ.

واختلف المؤرخون في وقت وفاته، لكن يستبين من خطبة الإمام (عليه السلام)، التي ذكر فيها اسمه وتأوه على فقدهِ وفقدِ عمار بن ياسر، وخزيمة بن ثابتٍ ذي الشهادتينِ، قائلاً: (أين إخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا على الحق؟ أين عمار؟ وأين ابن التيهانِ؟ وأين ذو الشهادتينِ؟ وأين نظراؤهم من إخوانهم الذين تعاقدوا على المنية، وأبرد برؤوسهم إلى الفجرة؟) يستبين أنه استشهد في صِفينَ، وبه صرح ابن أبي الحديد، والعَلامةُ التستريُّ. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.