أقرأ أيضاً
التاريخ: 2/10/2022
![]()
التاريخ: 20-4-2016
![]()
التاريخ: 13-12-2016
![]()
التاريخ: 19-6-2016
![]() |
الأطفال ـ والبنون منهم على الخصوص ـ لا يملون من الحركـة الدائبة، واللعب المستمر، وأنك لتكاد تسمع طنينهم، وضجيجهم المتعـالي الى عنان السماء، حتى إذا خيم الليـل استسلمـوا لـسبـات عميق، وكأنهم عمال قضوا يومهم جاهدين في هدم الجـدر والبيوت، أو فلاحين عادوا وقـد أضناهم الحرث، وفت في عضدهم المشي.
فاللهو واللعب يعتبر عند الأطفال قضية أساسية في حياتهم، ولهذا فهم يتفننون، ويحولون كل شيء الى مادة للعبهم، ولو اقتضى ذلك أن يقلبوا الدار الى مدينة للألعاب، ويصنعوا من لـوازم البيت وأثاثه بيوتات صغيرة لهم.
وهكذا يجد الطفل لذته وفرحته في اللعب بالأخشاب، والكراسي، والطاولات، كما يستأنس ـ أيضاً ـ بالفراش والسجاد، والسرر، والمساند، ولعلك تجـده وقد جمع الأفـرشـة، وصعد على المنضدة أو على أي شيء رفيع، وبدأ يقفز، ثم يصعد، ثم يقفز، ويعود الكـرة وهو في نشـوة الفرح الكبير.
وهنا ينتصب سؤال يقول: هل المطلوب أن نترك العنان لأطفالنا.. ليفعلوا ما يشاؤون، ويقلبوا الدار على رؤوسهم؟
الجواب: لا.. ليس من الصحيح أن نعطي الأطفال جوازاً مفتوحاً، ونسكت على كل أفعالهم وخربطتهم في الدار، فالإفراط في فسح الحرية للطفل، كالإفراط في إعطاء الماء للزرع، فهو يفسـد أكثر مما يصلح ولكن قليلاً من الحرية، كقليل من الماء للزرع، أمر ضروري لنمـو قـدرات الأطفال، وإسعادهم.
ولا يغيب عن بالنا أن البيت والأثاث، والديكور إنما هـو لإسعاد الأبناء لا لشقائهم.
ولهذا.. فلا يجوز أن نطرد الأطفال الى خارج البيت، لكي لا يتسببوا في تعكير الأجواء، ولا يلمسوا الأثاث ولا يمشـوا على السجاد، ولا ينطقوا بكلام.
أو ليس البيت والديكور للترفيه عن الأهل والعيال والأبناء.. أم وضع لكي يكون متحفاً أنيقاً للمتفرجين، والسائحين؟
ان علينا أن نحافظ على أناقة بيوتنا، وجمالها الرائع، ولكن دون أن يكون هذا هو مبلغنا الأول والأخير.
فالديكور يجب أن يكون في خدمة الأطفال، وليس العكس، ولندع أطفالنا يتنعمون، ولو كانت سعادتهم على حساب إتلاف الشيء البسيط من ممتلكات المنزل، أو إراقة قليل من الماء فوق السجاد الثمين، أو تمزيقهم للأوراق فوق السرر، والمراقد.
دعنا نتساءل: أيهما يجلب السعادة ـ أكثر ـ لأبنائنا.. هل طردهم من الصباح وحتى المساء خارج البيت حفاظاً على الـديـكـور؟ أم السماح لهم بالمكوث واللعب في الدار من أجل رفاهيتهم وعيشهم بهناء؟
إن الديكور يمكننا أن نبدلـه كـل عـام، والأثاث يمكننـا ـ أيضـاً ـ أن نستعيض عنه بآخر، ولكن هل يمكننا أن نحقق سعادة أطفالنا بطردهم، الى خارج فناء الدار، حيث لا مأوى لهم غير الشوارع والأزقة وبيوت الجيران؟
إن الأمهات اللواتي يطردن أطفالهن من الدار، ويصبحن شرطيات في البيت فيأمرن وينهين بأوامر وقوانين صارمة، ولا يسمحن لأطفالهن بأي حركة أو فعل أي شيء خشية من أن ينزعج الـديـكـور، وخـوفـاً من تساقط بعض حبيبات التراب على بلاط المنزل.. إن هؤلاء الأمهات إنما يحـولن الديكـور الى شقاء، ونقمة، بدل أن يكون سعادة ونعمة لهن ولأبنائهن.
علينا أن نهتم بسعادة أبنائنا، كما أن علينا أن نؤدبهم، ونعلمهم، ليهتموا بالمحافظة على النظام والديكور، والممتلكات المنزلية الأخرى.
فليلعب الأطفال في الدار، وليستفيدوا منه، ولكن علينا أن نرسم لهم الحدود التي يجب أن لا يتجاوزوها في لعبهم.
|
|
لخفض ضغط الدم.. دراسة تحدد "تمارين مهمة"
|
|
|
|
|
طال انتظارها.. ميزة جديدة من "واتساب" تعزز الخصوصية
|
|
|
|
|
طائرة شراعية تزيّن سماء كربلاء المقدّسة بلافتة حفل تخرّج طلبة الجامعات العراقية
|
|
|