المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

ماء البئر والاسار
2023-04-20
تبني من لا يستطيع الإنجاب
21-4-2016
بركات ذكر نعمة الله
2023-03-19
التمويل العام المباشر للدعاية الانتخابية في التشريعات المقارنة
2024-08-16
المطلوب: أبناء صالحين
29-4-2022
عبور البحر والتحير في الصحراء
2023-05-19


مصادقة الأبناء  
  
2049   08:58 صباحاً   التاريخ: 7-4-2022
المؤلف : محَّمد الكَاتب
الكتاب أو المصدر : كيف تُسعِدُ ابناءَكَ وتُربيهُم بِنجاح؟
الجزء والصفحة : ص61 ـ 65
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-6-2017 3014
التاريخ: 16-10-2020 1969
التاريخ: 2-8-2021 2083
التاريخ: 2024-10-28 195

يقول الإمام علي (عليه السلام): (أعجز الناس من عجز عن اكتساب الاخوان).

قد تجد لنفسك تبريراً لعدم مصادقتك الناس أو لا تجد ـ وهو الواقع في أغلب الأحيان ـ ولكن هل هنالك تبريراً لعدم مصادقتك ابنك؟

لماذا لا يصادق ـ بعض الآباء ـ أبنائهم؟

إنني أجد أشد الجفاء أن يترك الآباء مصادقة أبنائهم.

أو ليس ابنك أقرب الناس إليك، وهو فؤادك الذي يتحرك بين يديك؟

هذا بالإضافة الى أن الأب بمسيس الحاجة الى ربط العلاقة مع أبنائه.

أو ليس هو الذي قبـل أي أحد يريد تربيتهم والتعامل معهم والتـأثيـر عليهم؟

ترى.. هل يستطيع المربي أن يمارس دور التربية وهو لا يكون صديقاً لمن يريد تربيته؟

بالطبع: لا!

ولذلك فإن أنجح المدرسين - ليس ذلك الذي يمتلك بسطة في العلم والجسم ـ وإنما ذلك الذي يكسب قلوب التلاميذ ويصادقهم.

وليكن في خلدك: ان الأب الذي يصادق أبناءه يستطيع أن يؤثر فيهم ويكسبهم إليه بكل سهولة وأبلغ تأثير.

ومن الملاحظ ان الطفل يتعلق تعلقـاً شـديـداً بمن يحاول مصـادقته والتقرب إليه، سواء كان ذلك أحد والديه أو أي شخص أخر.

أتَذكر أنه كان في محلتنا رجل طاعن في السن، دأب على مصادقة الأطفال، وكان شغوفاً بحبهم والتقرب إليهم. حتى انه استطاع أن يكسب الكثير منهم، ويترك أثره البالغ عليهم.

ترى ماذا كان يصنع هذا الشيخ؟

 لقد كان جيبـه ـ دائماً ـ لا يخلو من قطع الحلويات، والنقـود الصغيرة التي كان يوزعها على الأطفال أينما وجدهم، سواء كانوا يلعبون في الطرقات أو الذين يجلسون في أحضان أمهاتهم وابائهم في الباص أو في المحـاضـر العامة، وكانت شفتاه لا تفتأ تنفرج عن ابتسامات عريضة، كما انه كان يحفظ الكثير من القصص والنكات التي كانت تستهوي الصغار إليه.

وأتذكر انه لما توفاه الله لم يحزن الأطفال لمـوته فحسب، بل وحتى الكبار، ذلك لأنهم كانوا يرجعون إليه حينما كانوا يريدون إقناع أبنائهم أو منعهم من شيء، حيث كان ـ رحمة الله عليـه ـ يترك أثره السحري في إقناع الأطفال والتأثير فيهم، لعلاقته بهم.

والسؤال الآن هو: كيف توطد الصداقة مع أبنائك؟

والجواب: إذا كنت ترغب في أن تكـون صـديقـاً حميماً لـولـدك أو ابنتك، يكون حرياً بك إتباع الطرق الفنية التالية:

1ـ أسرد الأقاصيص النافعة لهم.

لقد وجدت بالتجربة ـ ولعلك وجـدت ذلك أيضاً ـ ان أبلغ طـريقـة لمصادقة الأطفال هي (سرد القصص لهم).

فالأطفال يجتمعون حول من يسرد القصص عليهم كما تجتمع الفراشات حول الوردة المتفتحة في حديقة غناء.

وهناك الكثير من كتب القصص النافعة، التي تستطيع اقتناءها من المكتبات، لتزودك بمخزون منها.

ويفضـل هنـا أن تـورد لهم القصص الصـالـحـة التي تحمل الـدروس والعبر، والمعاني البالغة. وبهذا فإنـك تكون قد ضربت عصفورين بحجر واحد، فبنفس الوقت الذي تكون قد صادقتهم، تكون من جانب آخر قد قمت بواجبك التربوي.

قال لي أحد الثائرين: (إن قصص الأنبياء والأئمة والصالحين التي كانت تسردها لي والدتي أيام الطفولة، كان لها الأثر الأكبر في مسيرة حياتي وبالخصوص قصة معركة الإمام الحسين في كربلاء).

2ـ أظهر اهتماماً بهم.

يقول أحد الرجال:

كانت لي أختان صغيرتان، استطعت كسب ودهما، وحبهما، حتى الكبر بالرغم من ان فرصة حضوري معهما كانت نادرة وقليلة.

 وكما أعتقد أن السبب الأكبـر وراء ذلك ـ بـالإضافة الى الأسباب الأخرى ـ إنني كنت أعيرهما بعض الاهتمام.

ترى ماذا كنت أصنع؟

بالطبع لم أكن أصنع المعجزات، وإنما مجرد إنني كنت أظهر اهتماماً بما يلعبون، ويفعلون وما يلبسون، كنت أسألهما ذلك.

ولهذا فإنهما كانا يعرضان علي حتى ملابس الدمى التي كانا يخيطانها، والألعاب، والرسوم، وكانا يسهبان في الحديث والشرح وكلتاهن فرح وسرور بما أبديه من اهتمام وتفاعل، وكنت وكأني أصغي لمحاضر قدير.

فالطفل مثل الكبار، له إحساسه وشخصيته، ويحب كل من يعيره أدنى اهتمام بشخصه، وبكل شيء يهتم هو به.

ولربما أنك وجدت ذلك في طفلك ـ أو في الأطفال الآخرين ـ ولاحظت كيف يأتي إليك ابنك ويبدأ يعرض لك لوحاته الفنية التي رسمها بيده، وألعابه التي اشتراها أو التي صنعها بنفسه.

ويحدث أحياناً كثيرة ـ وللأسف ـ ان بعض الآباء يضيقون ذرعاً لما يبديه أبناءهم فيولون وجههم عنهم، أو يستهزؤون باهتمامات أبنائهم الطفولية التي لا تهمهم ولا تنسجم مع اهتمامات الكبار.

فماذا عسى هذا الأب ـ الذي يهتم مثلاً بحرب النجـوم ـ أن ينتفـع باهتمام أولاده ببعض الرسوم التي تعكر المزاج، حسب ظنه!

بينما المطلوب المزيد من الاهتمام بقضايا الصغار وإن لم تكن تهمك ابداً.

صاحبهم وتحدث معهم.

لكي تبدأ بتوطيد العلاقة مع أي شخص تريد مصادقته، لا بد لك أن تقترب إليه وتصحبه معك وتتجاذب أطراف الحديث معه.

فالصحبة والحديث هما الخطوات الأولى لبناء الصداقة، إذ لا يمكن أن تكـون صديقاً لشخص ما عبـر الأثير، دون أن تلتقي به وتتحدث إليـه وتصطحبه معك.

كذلك الأمر تماماً.. مع الأبناء، فلا يمكن أن يكونوا أصـدقاءك دون أن تصطحبهم وتتحدث معهم باستمرار وكأنهم أصدقاؤك.

قال لي بعض الأصدقاء: لم يكن والدي يصطحبني كثيراً معه، وإذا حدث وإن اصطحبني لم يكن يتحدث معي إلا نذراً قليلا، حتى إنني ذات يوم ذهبت معه الى سفرة لمدينة أخرى ولما رجعت كنت قد أحصيت الكلمات مثل (اذهب.. تعال.. ماذا تأكل؟.. خذ هات .. اركب انزل..) إذ لم تكن تتجاوز الثلاثين كلمة، بالرغم من أن الرحلة دامت منذ الصباح الباكر، وحتى المساء!

إذن.. إذا أردت أن تكسب أبناءك فاصطحبهم في مذاهبك وروحاتـك وأجزل الحديث النـافـع معهم، ودعهم يتحـدثـون إليـك، ولا ضير من أن تتناقش معهم كما تتناقش مع أصـدقائك الكبار، في أمور السياسة وأحداث اليوم.

4ـ كن المساعد الأيمن لهم.

إن مساعدة الأبناء، وقضاء حوائجهم من قبل الوالدين، يبين مـدى الإخلاص ويظهر الحب، وبالتالي يزيد في توطيد العلاقة ويمتنها بشكل قوي لا تنفصم بعده أبداً.

وإن من أكثر الأدوار التي يمكن للأم أو الأب أن يكون مفيداً فيها هي:

1ـ مساعدة الطفل من المساوئ والعقبات.

2ـ مساعدته في إعداد الواجبات المدرسية.

3ـ حل المشكلات لديه.

4ـ إرشاده الطريق السليم في الحياة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.