المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
اخذ المشركون لمال المسلم
2024-11-24
حكم الغنائم في البلاد المفتوحة
2024-11-24
احكام الاسارى
2024-11-24
الخرشوف Artichoke (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24

سحلب مقدس Orchis sancta
23-4-2020
العلاقة بين المالية العامة وعلم الاجتماع
31-10-2016
التائـب لا ذنـب لـه
9-6-2022
الظروف الهوائية Aerobic Conditions
17-4-2017
ظهور غريم جديد بعد قسمة أموال الشركة
11-3-2020
الأفعال المرفوعة
2024-08-01


عصمة النبي وتنزيهه عن المنفرات  
  
1164   01:51 صباحاً   التاريخ: 3-08-2015
المؤلف : ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻴﻮﺭﻱ
الكتاب أو المصدر : النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر
الجزء والصفحة : ...
القسم : العقائد الاسلامية / النبوة / العصمة /

[اولا]:

ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺏ ﻋﺼﻤﺘﻪ. ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ (1) ﻟﻄﻒ ﺧﻔﻲ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻟﻤﻜﻠﻒ، ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺩﺍﻉ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻣﻊ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻷﻧﻪ ﻟﻮﻻ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﺍﻟﻮﺛﻮﻕ ﺑﻘﻮﻟﻪ: ﻓﺎﻧﺘﻔﺖ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ، ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ.

ﺃﻗﻮﻝ: ﺇﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺼﻮﻡ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻳﺸﺎﺭﻙ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻷﻟﻄﺎﻑ ﺍﻟﻤﻘﺮﺑﺔ ﻭﻳﺤﺼﻞ ﻟﻪ ﺯﺍﺋﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻷﺟﻞ ﻣﻠﻜﺔ ﻧﻔﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟﻄﻴﻔﺔ ﺑﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﻣﻌﻪ ﺗﺮﻙ ﻃﺎﻋﺔ ﻭﻻ ﻓﻌﻞ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻣﻊ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻭﺫﻫﺐ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺼﻮﻡ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺍﻻﺗﻴﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ ﻭﺇﻻ ﻟﻤﺎ ﺍﺳﺘﺤﻖ ﻣﺪﺣﺎ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺳﻤﻌﺎ: ﻓﻤﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ.

[ثانيا]:

ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﺰﻫﺎ ﻋﻦ ﺩﻧﺎﺀﺓ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻭﻋﻬﺮ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ (2) ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺮﺫﺍﺋﻞ ﺍﻟﺨﻠﻘﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻌﻴﻮﺏ ﺍﻟﺨﻠﻘﻴﺔ، ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻓﻴﺴﻘﻂ ﻣﺤﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﺧﻼﻓﻪ.

ﺃﻗﻮﻝ: ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻫﻮ ﺍﻻﻧﻘﻴﺎﺩ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻟﻠﻨﺒﻲ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ) ﻭﺇﻗﺒﺎﻝ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺘﺼﻔﺎ ﺑﺄﻭﺻﺎﻑ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﺪ ﻣﻦ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﻄﻨﺔ، ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺴﻬﻮ، ﻭﻗﻮﺓ ﺍﻟﺮﺃﻱ، ﻭﺍﻟﺸﻬﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺪﺓ ﻭﺍﻟﻌﻔﻮ ﻭﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ، ﻭﺍﻟﻜﺮﻡ ﻭﺍﻟﺴﺨﺎﻭﺓ ﻭﺍﻟﺠﻮﺩ ﻭﺍﻹﻳﺜﺎﺭ، ﻭﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺮﺃﻓﺔ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﻭﺍﻟﻠﻴﻦ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ، ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﺰﻫﺎ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺮ ﻋﻨﻪ ﻭﺫﻟﻚ: ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻋﻨﻪ ﻓﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﺩﻧﺎﺀﺓ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻭﻋﻬﺮ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ. ﻭﺇﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﺈﻣﺎ ﻓﻲ ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ﻓﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻣﺠﺎﻟﺴﺔ ﺍﻷﺭﺍﺫﻝ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺎﺋﻜﺎ ﺃﻭ ﺣﺠﺎﻣﺎ ﺃﻭ ﺯﺑﺎﻻ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻨﺎﺋﻊ.

ﻭﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺃﺧﻼﻗﻪ ﻓﻜﺎﻟﺤﻘﺪ ﻭﺍﻟﺠﻬﻞ ﻭﺍﻟﺤﺴﺪ ﻭﺍﻟﻔﻀﺎﺿﺔ ﻭﺍﻟﻐﻠﻈﺔ ﻭﺍﻟﺒﺨﻞ ﻭﺍﻟﺠﺒﻦ ﻭﺍﻟﻤﺠﻮﻥ، ﻭﺍﻟﺤﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻻﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﻣﻌﺎﺿﺎﺗﻬﻢ (3) ﻓﻲ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺫﺍﺋﻞ. ﻭﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﻃﺒﺎﻋﻪ ﻛﺎﻟﺒﺮﺹ ﻭﺍﻟﺠﺬﺍﻡ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ﻭﺍﻟﺒﻜﻢ ﻭﺍﻟﺒﻠﻪ ﻭﺍﻻﺑﻨﺔ (4) ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﺍﻟﻤﻮﺟﺐ ﻟﺴﻘﻮﻁ ﻣﺤﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ.

______________

(1) ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﺑﺎﻟﻜﺴﺮ ﻟﻐﺔ ﺍﺳﻢ ﻣﻦ ﻋﺼﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺮﻭﻩ ﻭﻳﻌﺼﻤﻪ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ [ﺿﺮﺏ] ﺃﻱ ﺣﻔﻈﻪ ﻭﻭﻗﺎﻩ ﻭﻣﻨﻌﻪ ﻋﻨﻪ (ﻣﺠﻤﻊ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﺑﺘﺼﺮﻑ). ﻭﻓﻲ ﺍﻻﺻﻄﻼﺡ ﻫﻲ ﻣﻠﻜﺔ ﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﻗﻴﻞ ﻫﻲ ﻣﻠﻜﺔ ﺗﻤﻨﻊ ﺍﻟﻔﺠﻮﺭ ﻭﻳﺤﺼﻞ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻤﺼﺎﻳﺐ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﻣﻨﺎﻗﺐ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺍﻏﺐ ﻫﻲ ﻓﻴﺾ ﺇﻟﻬﻲ ﻳﻘﻮﻱ ﺑﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﻱ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺗﺠﻨﺐ ﺍﻟﺸﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻴﺮ ﻛﻤﺎﻧﻊ ﻟﻪ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻨﻌﺎ ﻣﺤﺴﻮﺳﺎ (ﻧﻘﻞ ﻣﻦ ﺷﺮﺡ ﺩﻋﺎﺀ ﻋﺮﻓﺔ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ : ﻭﻫﺐ ﻟﻲ ﻋﺼﻤﺔ ﺗﺪﻧﻴﻨﻲ ﻣﻦ ﺧﺸﻴﺘﻚ ﻭﻫﻮ ﻟﻠﺴﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺧﺎﻥ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﻴﺮﺯﺍ...).

(2) ﻓﺎﺋﺪﺓ: ﻗﻴﻞ [ﺇﻥ] ﺁﺑﺎﺀ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ) ﻣﻦ ﺁﺩﻡ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ) ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻭﺍ ﺣﺪﺍ ﻭﺧﻤﺴﻴﻦ ﺭﺟﻼ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ﺭﻛﻌﺎﺕ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ، ﺳﺒﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺳﺒﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻭﺻﻴﺎﺀ ﻭﺳﺒﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻠﻮﻛﺎ ﻭﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺑﻞ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﺤﻖ ﻋﺎﻟﻤﻴﻦ ﺑﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ ﻭﻳﺆﻳﺪ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺑﺎﺑﻮﻳﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ) ﻓﻲ ﺣﻖ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) (ﺱ ﻁ). ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ: ﻓﻲ ﺁﺑﺎﺀ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ) ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻧﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﺴﻠﻤﻮﻥ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} [الشعراء: 218، 219] ﻳﺮﻳﺪ ﺑﻪ ﺗﻨﻘﻠﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻧﺒﻴﻪ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ) ﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﺃﺗﻨﻘﻞ ﻣﻦ ﺃﺻﻼﺏ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻄﻬﺮﺍﺕ ﺣﺘﻰ ﺃﺧﺮﺟﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻤﻜﻢ ﻫﺬﺍ، ﻓﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺁﺑﺎﺀﻩ ﻛﻠﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ ﺇﺫ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﻢ ﻛﺎﻓﺮ ﻟﻤﺎ ﺍﺳﺘﺤﻖ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﺑﺎﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﻧﺠﺲ ﻓﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺑﺎﻟﻨﺠﺎﺳﺔ (ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺼﻮﺍﺏ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩ) (ﺍﻟﻤﻔﻴﺪ).

(3) ﻋﻔﻮ: ﺃﺻﻼﻥ ﻳﺪﻝ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻜﺮ ﺍﻟﺸﺊ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺒﻪ ﻭﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﺇﻋﻔﺎﺀﻫﻢ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﻋﺎﻓﺎﻩ ﻳﻌﺎﻓﻴﻪ ﻣﻌﺎﻓﺔ - ﻣﻌﺠﻢ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﺍﻟﻠﻐﺔ.

(4) ﺍﻷﺑﻨﺔ: ﺍﻟﻌﻴﺐ ﻭﻻ ﻳﻮﺑﻦ ﻻ ﻳﻌﺎﺏ - ﻣﺠﻤﻊ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.