المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

حفار (دودة) ساق الباذنجان
26-11-2021
الشيخ علي الأحسائي.
26-8-2020
العلاج الفيزيائي Physicaltherapy (التدليك Massage و التمرين Exercise)
19-1-2022
Musculoskeletal System
23-10-2015
مثلث منفرج الزاوية Obtuse Angle Triangle
7-12-2015
الابتلاء وتقلب الاحوال
2024-10-23


البُعد العقديّ في دولة الامام المهدي (عج)  
  
1509   04:57 مساءً   التاريخ: 16-3-2022
المؤلف : مركز المعارف للمناهج والمتون التّعليميّة
الكتاب أو المصدر : المهديّ الموعود عجل الله تعالى فرجه الشريف
الجزء والصفحة : ص229-232
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الدولة المهدوية /

1- انتشار دين التوحيد:

إذا أمعنّا النظر في أجواء دولة المهديّ، لن نجد في مجتمعه أثراً للكفر أو الشرك أو الإلحاد أو عبادة الأصنام. فسوف تتهدّم صروح دول الكفر والشرك، وسيعمّ شعار التوحيد جميعَ أرجاء المعمورة، وستؤمن المجتمعات البشريّة بالله الواحد، وستعبده تعالى من دون سواه. وقد ورد العديد من الروايات في هذا الصدد، منها ما رُوي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "... إذا خرج القائم، لم يَبقَ كافر..."[1].

وستجد البشريّة ببركة حكم الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف ضالّتها، ألا وهي كمال الوجود، وستعشقه وتخضع له، وسيُلجَم الشياطين وأتباعهم، وتُغلّ أيديهم، وستحطّم الأصنام. جاء في الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: "... ويكسر الأصنام"[2].

وستحيا الأرض الميتة مرّة أخرى بنور الإيمان، وتسري الحياة في جميع جوانب البشريّة: المعنويّة والمادِّيَّة. قال الإمام الباقر عليه السلام في تفسير الآية: ﴿اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾، يحييها الله - عزّ وجلّ – بالقائم عليه السلام بعد موتها، يعني بموتها كفرَ أهلها، والكافر ميت"[3].

2- انتشار الإسلام:

يضحي دين الإسلام الدين الرسميّ للأرض كلّها، فقد رُوي عن الإمام الباقر عليه السلام: "إنّ ذلك يكون عند خروج المهديّ من آل محمّد، فلا يبقى أحد إلّا أقرّ بمحمّد"[4].

وأقرب الوسائل لتحقّق ذلك هو خضوع العالم كلّه لحكم الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، فيسهل على الناس جميعهم التعرّف على الإسلام. عن الإمام الصادق عليه السلام: "... وليبلغنّ دين محمّد صلى الله عليه وآله  ما بلغ الليل، حتّى لا يكون شرك (مشرك) على ظهر الأرض..."[5].

ويتّجه كلّ الناس إلى الإيمان بالإسلام، فقد روي عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال: "... فلا يبقى يهوديّ ولا نصرانيّ ولا أحد ممّن يعبد غير الله إلّا آمن به وصدّقه، وتكون الملّة واحدة ملّةً الإسلام"[6].

3- استبدال مراكز الشرك إلى عبادة الله:

وتستبدل مراكز عبادة الأصنام إلى بيوت ذكر الله وعبادته، ففي الرواية عن الإمام

الصادق عليه السلام: "... لا تبقى في الأرض بقعة عُبد فيها غيرُ الله إلّا عُبد الله فيها..."[7].

وهنا، تشير بعض الروايات إلى تدخّل العامل الغيبيّ والإلهيّ في مساعدة المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف على تحقيق هذا الغرض، فقد روي عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال: "... فلا يبقى في الأرض معبود دون الله - عزّ وجلّ - من صنم وغيره إلّا وقعت فيه نار فاحترق..."[8].

حتّى نصل في، نهاية المطاف، إلى أن يكون المعبود في الأرض هو الله سبحانه وتعالى، كما في الرواية المتقدّمة عن الإمام الصادق عليه السلام.

والتهليل والتكبير والتسبيح والحمد هو ما تلهج به الألسنة آنذاك، وبذلك ستُطهَّر الأرض من رجس أعداء الله: "... وبالقائم منكم أعمر أرضي، بتسبيحي وتهليلي وتقديسي وتكبيري وتمجيدي، وبه أطهّر الأرض من أعدائي، وأورثها أوليائي"[9].

4- ما هو المقصود بخلوّ الأرض من اليهود والنصارى؟

من الجدير بالذكر أنّ المقصود من القول: "فلا يبقى يهوديّ ولا نصرانيّ"، ليس خلوّ الأرض من اليهود والنصارى والمشركين، بحيث لا يوجد على ظهر الأرض إلّا المؤمن الموحِّد، بل المراد منه أنّ مظاهر المجتمع وحياته العامّة لا يكون فيها مظهر من مظاهر أهل الكتاب، وتزول جميع العوامل المضادّة للإيمان، وهداية الإنسان.

وإلّا، فما دام الإنسان له حقّ الاختيار (وهكذا كان الإنسان وسيبقى موجوداً مختاراً مستقلّاً في إرادته)، لا يمكن سلب اختياره عن ذاته.

نعم، من المسلَّم به في مجتمع الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف أنّه سيكون الإسلام هو الدين الرسميّ، وسيعمّ أرجاء الأرض جميعها، فلا يبقى بيت في مدينة أو قرية إلّا وقد دخله ذكر الإسلام واسمه، ولا يمنع ذلك من وجود أقلّيّة دينيّة من اليهود والنصارى وغيرهم تعيش مع المسلمين بشرائط أهل الذمّة في ذلك المجتمع، كما كان الأمر في صدر الإسلام، في زمان حكم الرسول صلى الله عليه وآله وحكم الإمام عليّ عليه السلام.

فالإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف لا يلجأ إلى إكراه الناس على الإيمان، بل يدعوهم إلى الإسلام بالتي هي أحسن، وبمنطق القرآن في الدعوة، وما يُذكَر من إرساله الجيوش والقوّة العسكريّة إنّما هو لقلب الأنظمة الكافرة والظالمة، وإرساء القاعدة للحكومة العالميّة للإسلام. وليست تلك القوّة لإجبار الناس على اعتناق الدين الإسلاميّ، فمن الواضح أنّ الإيمان أمرٌ قلبيّ لا يمكن إيجاده بالإكراه والتخويف. وحتّى النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله لم يلجأ إلى هذا الأسلوب: ﴿لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ﴾[10].

 

 

[1] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، مصدر سابق، ج51، ص60.

[2] الصدوق، الشيخ محمد بن علي، الخصال، تصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلاميّ التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، إيران - قم، 1403ه - 1362ش، لا.ط، ص579.

[3] المطهر الحلي، علي بن يوسف، العدد القوية لدفع المخاوف اليومية، تحقيق: السيد مهدي الرجائي، إشراف: السيد محمود المرعشي، مكتبة آية الله المرعشي العامّة، 1408، ط1، ص69.

[4] الشيخ الطبرسي، تفسير مجمع البيان، مصدر سابق، ج5، ص45.

[5] العياشي، تفسير العياشي، مصدر سابق، ج2، ص56.

[6] ابن الصباغ المالكي، علي بن محمد أحمد، الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة، تحقيق: سامي الغريري، لا.م، دار الحديث للطباعة والنشر، 1422ه، ط1، ج2، ص1135.

[7] الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، مصدر سابق، ص346.

[8] المصدر نفسه، ص331.

[9] الشيخ الصدوق، الأمالي، مصدر سابق، ص731.

[10] سورة الغاشية، الآية 22.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.