المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

المتطلبات العامة - تكسية وحماية الميول
2023-09-16
معنى الحجب
18-11-2015
قصة حزن أبي بكر في الغار
18/12/2022
معبد الدير البحري.
2024-09-12
ناصر بن عبد السيد بن علي
13-08-2015
الاستخلاص عن طريق التمذوب
2024-09-17


الآيات القرآنية الدالة على تعيين الامام  
  
1940   05:37 مساءاً   التاريخ: 30-07-2015
المؤلف : العلامة المحقق السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : حق اليقين في معرفة أصول الدين
الجزء والصفحة : ج 1، ص192-203
القسم : العقائد الاسلامية / الامامة / إمامة الأئمة الأثني عشر /

ان الآيات الفرقانية الدالة على تعيين الامام (ع) عديدة:

 الآية الاولى:

قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: 55]. فقد اتفق المفسرون و المحدثون من العامة والخاصة أنها نزلت في علي عليه السّلام لما تصدق بخاتمه على المسكين في الصلاة بمحضر من الصحابة و هو مذكور في الصحاح الستة ، وممن روى نزول الآية في علي من المخالفين‌ السيوطي بأسانيد كثيرة (1) ، و إمامهم الرازي بسندين‌(2)، والزمخشري(3)،والبيضاوي‌  (4) ، والنيسابوري‌(5) ، وابن البتيع ، والواحدي، والسماني، والبيهقي، والنثري، وصاحب‌ المشكاة، ومؤلف المصباح، والسدي، و مجاهد، والحسن البصري، والأعمش، وعتبة بن أبي حكيم، وغالب بن عبد اللّه، وقيس بن الربيع، وعباية بن ربعي، وابن‌ عباس، ورواها أبو ذر و جابر بن عبد اللّه الأنصاري، ونظمها حسان و غيره من الشعراء. ووجه الاستدلال بالآية أنّ (إنما) للحصر باتفاق أهل اللغة و الولي بمعنى الأولى بالتصرف‌ المرادف للإمام، والخليفة و هو معنى مشهور عند أهل اللغة والشرع كقوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ايما امرأة نكحت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل، وقولهم السلطان ولي الرعية و فلان ولي ‌الميت، والولي وإن استعمل في اللغة بمعنى الناصر و المحب إلا أنهما لا يناسبان المقام ‌لأن المحب والناصر غير منحصرين فيمن ذكر في الآية بل عامان لجميع المؤمنين كما قال‌ تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ } [التوبة: 71] بَعْضٍ ‌ولفظ الجمع إما للتعظيم أو لشمول سائر الأئمة الطاهرين عليهم السّلام.

الآية الثانية:

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } [التوبة: 119]. ووجه الاستدلال ان المراد بوجوب الكون مع الصادقين مشايعتهم في أقوالهم و أفعالهم لا الاجتماع معهم في الأبدان لاستحالة ذلك و عدم فائدته، والخطاب جار في جميع المؤمنين ‌في سائر الأزمنة و الأمكنة، فلا بد في كل زمان من صادق يجب اتباعه و ليس المراد بالصادق صادقا ما و إلا لزم وجوب متابعة كل صدق مرة و هو باطل اجماعا بل الصادق في  جميع أقواله و أفعاله و هو المعصوم، فيلزم وجود المعصوم في كل زمان و وجوب متابعته‌ و ليس غير علي عليه السّلام و أولاده اتفاقا فثبتت إمامتهم، على أنه قد روى العامة كالسيوطي‌ (6) والثعلبي عن ابن عباس أن المراد بالصادقين محمد و علي عليه السّلام، و عن علي عليه السّلام ان‌الصادقين عترة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،و عن جعفر بن محمد عليهما السّلام أن الصادقين آل محمد.

قال الرازي في تفسيره‌ ( 7)  في هذه الآية إن اللّه تعالى أمر المؤمنين بالكون مع‌الصادقين فلا بد من وجودهم لأن الكون مع الشي‌ء المشروط بوجوده، فلا بد في كل زمان‌ من الصادقين فينبغي عدم اجماع جميع الأمة على الباطل و هذا دليل حجة الاجماع و ليس‌هذا مخصوصا بزمان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لأنه ثبت بالتواتر أن خطابات القرآن تتوجه إلى‌جميع المكلفين إلى يوم القيامة، و أيضا لفظ الآية شامل لجميع الأوقات و التخصيص‌ ببعض الأزمنة الذي لا يفهم من الآية يوجب تعطيل حكمها، و أيضا ان اللّه تعالى قد أمرهم‌ أولا بالتقوى و هذا الأمر يشمل كل من يجوز منه ترك التقوى و مباشرة الخطأ و العصيان، فتدل الآية على أن كل من يجوز منه المعصية يجب عليه متابعة الذين تجب عصمتهم من‌المعصية و هم الذين حكم اللّه تعالى بكونهم صادقين فرتب حكم الكون معهم على التقوى، ويدل على وجوب متابعة جائز المعصية الصادق المعصوم الممتنع منه المعصية و هذا المعنى لا بد من تحققه في كل زمان فيجب وجود المعصوم في كل زمان،و نحن نقول ‌بذلك لكن نقول إن المعصوم جميع الأمة و الشيعة يقولون إنه واحد من الأمة، وهذا القول ‌باطل لأنه لو كان كذلك لوجب أن نعرفه لنتابعه و نحن لا نعرف شخصا بين الامة.انتهى‌ملخص كلامه فانظر كيف أنطق اللّه تعالى لسانه بالحق ثم عدل عن ذلك إلى الاعتذار بماتضحك منه الثكلى و لا يخفى بطلانه على أحد، وإن كان هو لم يعرفه فقد عرفه غيره ممن‌هو أعلم منه و أتقى و أورع و ليس من لا يعلم حجة على من يعلم و ما أشبه ذلك بقول اليهود والنصارى إنه لو كانت نبوة محمد حقا لعلمناها، وكيف يمكن الاطلاع على اجماع جميع‌ الأمة مع انتشارهم و تشتتهم في شرق الأرض و غربها فيما عدا الضروريات، وعلى تقدير إمكانه فهو لا يتأتى إلا في قليل من المسائل على أن صريح الآية ان المأمورين بالكون‌ والاتباع غير الصادقين المتبوعين وعلى ما ذكره يلزم اتحادهما.

الآية الثالثة:

قوله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ } [المعارج: 1، 2]. روى الثعلبي الذي هو من قدوة مفسري المخالفين في شأن نزولها (8)  انه لما كان‌ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا، فأخذ بيد علي عليه السّلام فقال من كنت مولاه‌ فعلي مولاه، فشاع ذلك و طار في البلاد فبلغ الحارث بن النعمان الفهري فأتى نحوالنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على ناقته حتى أتى الأبطح فنزل عن ناقته فأناخها و عقلها، ثم أتى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ‌وهو في ملأ من أصحابه فقال يا محمد أمرتنا من اللّه أن نشهد ان لا إله إلا اللّه و أنك رسول‌اللّه ففعلناه، وأمرتنا أن نصلي خمسا فقبلناه، و أمرتنا أن نصوم شهر رمضان فقبلناه، وأمرتنا أن نحج البيت فقبلناه، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك و فضلته علينا و قلت ‌من كنت مولاه فعلي مولاه و هذا شي‌ء منك أم من اللّه. فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الذي لا إله إلاهو من اللّه، فولى الحارث بن النعمان يريد راحلته و هو يقول اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم، فما وصل إليها حتى رماه اللّه بحجرفسقط على هامته وخرج من دبره فقتله و أنزل اللّه تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ} [المعارج: 1 - 3].

الآية الرابعة:

قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]. فقد روى العامة (9)  ومنهم أبو نعيم عن أبي سعيد الخدري ‌ان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لما أخذ بضبعي علي عليه السّلام يوم الغدير لم يتفرق الناس حتى نزلت هذه‌ الآية فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: اللّه أكبر على إكمال الدين و اتمام النعمة و رضاء الرب برسالتي‌ و بالولاية لعلي عليه السّلام من بعدي، ثم قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال ‌من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله.

الآية الخامسة:

الآيات الواردة في الصدق و التصديق النازلة في شأنه عليه السّلام ، فقد روى أبو نعيم في الحلية و السيوطي في الدر المنثور (10)  وغيرهما ( 11) عن ابن عباس و مجاهد في تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [الزمر: 33] .قالوا الذي جاء بالصدق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، والذي صدق به علي بن أبي طالب عليه السّلام.و روى‌أحمد بن حنبل و جماعة عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [الزمر: 33]. انها نزلت في علي عليه السّلام وروى العامة و الخاصة بطرق متواترة أن ‌علي بن أبي طالب عليه السّلام صدّيق هذه الأمة. وروى الثعلبي و الرازي و أحمد بن حنبل في‌ مسنده وابن شبرويه في الفردوس وابن المغازلي و غيرهم عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن‌الصدّيقين ثلاثة حبيب النجار مؤمن آل يس، وحزقيل مؤمن آل فرعون، و علي بن أبي ‌طالب عليه السّلام و هو أفضلهم. ورووا نحو ذلك كثيرا.و روى الحافظ أبو نعيم بإسناده ان‌عليا عليه السّلام قال: انا الصدّيق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كذاب. والصدّيق لغة و عرفا يرادف المعصوم عليه السّلام أو يقرب منه، قال الجوهري الصدّيق دائم التصديق و من يصدق ‌قوله عمله و قد وصف اللّه أنبياءه بهذا الوصف فقال في ادريس {إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا } [مريم: 41] وفي‌ يوسف {أَيُّهَا الصِّدِّيقُ} [يوسف: 64] ولا ريب أن صاحب هذه الأوصاف و الجامع لهذه النعوت أولى‌ بالإمامة من غيره ممن عبد الأصنام ما يزيد على أربعين سنة.

الآية السادسة:

قوله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} [النجم: 1، 2]. روى الفقيه ابن المغازلي الشافعي مسندا عن ابن عباس قال: كنت جالسا مع فئة من بني‌ هاشم عند النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إذ انقض كوكب، فقال رسول اللّه من انقض هذا النجم في منزله ‌فهو الوصي من بعدي، فقام فئة من بني هاشم فنظروا فإذا الكوكب قد انقض في منزل‌ علي بن أبي طالب عليه السّلام فقالوا يا رسول اللّه قد غويت في حب علي عليه السّلام فنزلت‌ الآية.

الآية السابعة:

قوله تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} [هود: 17] . فقد روى العامة  (12)  و الخاصة أن الذي على بينة من ربه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الشاهد الذي يتلوه‌ علي عليه السّلام ، ولأجل شرافته جعله اللّه منه بمنزلة بعض جسده إشارة إلى كونه تاليا لرسول‌اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و خليفته بعده بلا فصل، وإن قيل المراد كونه تاليا له في الفضل ثبت المطلوب ‌أيضا لقبح تقديم المفضول على الفاضل، وهذه الآية تدل على عصمته أيضا لأن الشاهد الواحد إذا لم يكن معصوما لم تثبت به الدعوى فتدل الآية على إمامته أيضا من هذه‌ الجهة.

 

الآية الثامنة:

قوله تعالى: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] . فقد روى المخالف‌ (13)  والمؤالف بأسانيد عديدة و طرق شتى أنها نزلت في علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام و في هذه الآية دلالة على عصمتهم عليهم السّلام ‌من جميع الأرجاس و المعاصي مع التأكيد بلفظة إنما و ادخال اللام في الخبر و الاختصاص‌ في الخطاب و التكرير بقوله تعالى يطهر والتأكيد بقوله تعالى تطهيرا و غيرهم ليس بمعصوم‌ اتفاقا فتكون الإمامة فيهم، ولأن أمير المؤمنين عليه السّلام قد ادعى الخلافة في مواضع منها قوله عليه السّلام في خطبته الشقشقية التي رواها العامة و الخاصة: أما و اللّه لقد تقمصها ابن أبي‌ قحافة و إنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى. وقد ثبت نفي الرجس عنه عليه السّلام‌ فيكون صادقا.

 

الآية التاسعة:

قوله تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7] وقد روى العامة ( 14)  والخاصة بطرق عديدة عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنه قال: انا المنذر و علي عليه السّلام الهادي و بك ياعلي يهتدي المهتدون.فيكون إماما لقوله تعالى: {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [يونس: 35] . وفيها أيضا دلالة على أحقية مذهب‌الإمامية من عدم خلوّ الزمان من حجة هاد.

 

الآية العاشرة:

آية المباهلة وهي قوله تعالى:{ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ } [آل عمران: 61] .فقد روى الجمهور بطرق مستفيضة (15)  أن هذه الآية نزلت في أهل البيت عليهم السّلام و ان أبناءنا إشارة إلى الحسنين عليهما السّلام و نساءنا إلى فاطمة عليها السّلام و أنفسنا إلى علي عليه السّلام فهي تدل ‌على ثبوت الإمامة لعلي عليه السّلام حيث جعله اللّه تعالى نفس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الاتحاد محال فتعين المساواة في الولاية العامة إلا النبوة.

الآية الحادية عشر:

قوله تعالى في ابراهيم عليه السّلام: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة: 124]. ووجه الاستدلال ما تقدم و روى الفقيه ابن ‌المغازلي الشافعي مسندا عن عبد اللّه بن مسعود قال، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انتهت الدعوة إلي و إلى علي عليه السّلام لم يسجد أحدنا لصنم قط فاتخذني نبيا و اتخذ عليا وصيا.

الآية الثانية عشر:

قوله تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} [الصافات: 24]. فقد روى العامة بأسانيد عديدة  (16)  عن ابن عباس و أبي سعيد الخدري أنهم مسؤولون عن ولايةعلي عليه السّلام.

الآية الثالثة عشر:

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ } [البينة: 7]. فقد روى المخالفون انها نزلت في علي و أهل بيته عليهم السّلام‌ (17 ) و في رواية و شيعته، وإذا ثبت أنه خير البرية ثبت أنه الإمام ...

الآية الرابعة عشر:

قوله تعالى: {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} [الرعد: 43]. فقد روى العامة و الخاصة بأسانيد مستفيضة ان المراد بالذي عنده علم‌الكتاب علي عليه السّلام و اللّه تعالى يقول: {وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ } [الأنعام: 59] وقوله ‌تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: 38] فيكون عالما بجميع الأشياء و أفضل من جميع‌ الأمة فيكون هو الإمام و قد جعله اللّه تعالى قرينا له في الشهادة ولا وجه فوق هذه و اكتفى‌ بشهادته فدل ذلك على عصمته عليه السّلام.

الآية الخامسة عشر:

قوله تعالى: { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا } [آل عمران: 103]. والمراد بحبل اللّه أهل البيت كما ورد في كثير من الروايات من طرق العامة (18)  والخاصة و القرآن الذي لا يفترق عنهم و من تمسك به تمسك بهم،فيدل على وجوب التمسك بهم‌ ووجوب إطاعتهم و هذا هو معنى الإمامة، وقد رووا بطرق متواترة عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انه ‌قال: إني تركت فيكم حبلين إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا أحدهما أكبر من الآخر كتاب‌اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض و عترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي‌الحوض، وبهذا المضمون روايات عديدة.

الآية السادسة عشر:

قوله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23]  . فروى الجمهور في الصحيحين، وأحمد بن حنبل في مسنده، والثعلبي في ‌تفسيره‌ (19) عن ابن عباس قال:لما نزلت هذه الآية قالوا يا رسول اللّه من قرابتك الذين‌وجبت علينا مودتهم،قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:علي و فاطمة و ابناهما عليهم السّلام.و وجوب المودة يستلزم‌وجوب الإطاعة لأن المودة إنما تجب مع العصمة إذ مع وقوع الخطأ منهم يجب ترك‌مودتهم كما قال تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } [المجادلة: 22]. وغيرهم عليهم السّلام ليس بمعصوم اتفاقا فعلي و ولداه الأئمة. وقد روي في‌ الصواعق المحرقة لابن حجر في الباب العاشر عن إمامه الشافعي شعرا في وجوب ‌ذلك:

يا أهل بيت رسول اللّه حبكم ***** فرض من اللّه في القرآن أنزله‌

كفاكم من عظيم القدر انكم ***** من لا يصلي عليكم لا صلاة له‌ .

 

الآية السابعة عشر:

قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ} [البقرة: 207] .

فروى إمامهم الرازي و النيسابوري و الثعلبي‌ (20)  انها نزلت في علي عليه السّلام لماهرب النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من المشركين إلى الغار خلّفه لقضاء ديونه ورد ودائعه، فبات على فراشه ‌وأحاط المشركون بالدار فأوصى اللّه إلى جبرائيل و ميكائيل اني قد آخيت بينكما و جعلت ‌عمرأحدكما أطول من عمر الآخر فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة، فاختار كل منهما الحياة، فأوحى اللّه إليهما ألاّ كنتما مثل علي بن أبي طالب عليه السّلام آخيت بينه و بين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم‌ فبات على فراشه يفديه بنفسه و يؤثره بالحياة اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه، فنزلا و كان جبرائيل عند رأسه و ميكائيل عند رجليه فقال جبرائيل بخ بخ من مثلك يا ابن أبي ‌طالب يباهي اللّه بك الملائكة.

الآية الثامنة عشر:

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم: 96] . روى الجمهور و منهم الإمام الرازي و النيسابوري‌ (21) انها نزلت في أميرالمؤمنين عليه السّلام و الود المحبة في قلوب المؤمنين، وفي الصواعق المحرقة (22)  لابن حجرقال في رواية صحيحة عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: ما بال أقوام يتحدثون فإذا رأوا الرجل من ‌أهل بيتي قطعوا حديثهم، واللّه لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبهم للّه و لقرابتهم مني. ومن يوقع اللّه محبته في قلوب المؤمنين و يذكر ذلك في مقام الامتنان لا بد أن يكون‌ معصوما ...

الآية التاسعة عشر:

قوله تعالى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا } [الزخرف: 45]. روى ابن عبد البر من العامة أن النبي لما أسري به جمع اللّه بينه و بين الأنبياء ثم قال له سلهم‌ يا محمد على ما ذا بعثتم، قالوا بعثنا على شهادة أن لا إله إلا اللّه و على الإقرار بنبوتك ‌و الولاية لعلي بن أبي طالب عليه السّلام. وفي تفسير النيسابوري‌ (23)  عن الثعلبي عن ابن مسعودان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:أتاني ملك فقال يا محمد سل من أرسلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا قالوا على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب.

الآية العشرون:

قوله تعالى: {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} [الحاقة: 12]. وروى الجمهور (24)  ومنهم‌الناصبي‌ (25)  الفضل بن روزبهان انها نزلت في علي و انه لما نزلت هذه الآية قال رسول‌اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلي عليه السّلام: سألت اللّه أن يجعلها اذنك. قال علي عليه السّلام: فما نسيت بعدهذا شيئا. وهذا يدل على اختصاصه عليه السّلام بهذه الفضيلة التي لم يشاركه فيها غيره فيكون‌هو الإمام.

الآية الحادية و العشرون:

سورة (هل أتى على الإنسان) ، روى جمهور المخالفين‌ (26)  أن الحسن و الحسين عليهما السّلام مرضا فعادهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم وعامة العرب، فنذرعلي عليه السّلام صوم ثلاثة أيام و كذا امهما فاطمة الزهراء عليها السّلام وخادمتهما فضة لئن برئا، فبرئا وليس عند آل محمد قليل و لا كثير، فاستقرض أمير المؤمنين عليه السّلام ثلاثة اصوع من‌شعير و طحنت فاطمة عليها السّلام منها صاعا فخبزته خمسة أقراص لكل واحد قرص، و صلى‌علي عليه السّلام المغرب فلما أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه للافطار أتاهم مسكين و سألهم‌ فأعطاه كل منهم قوته و مكثوا يومهم و ليلتهم لم يذوقوا شيئا، ثم صاموا اليوم الثاني فخبزت‌ فاطمة عليها السّلام صاعا فلما قدم بين أيديهم للافطار أتاهم يتيم و سألهم القوت فأعطاه كل ‌واحد منهم قوته، فلما كان اليوم الثالث من صومهم و قدم الطعام للافطار أتاهم أسيرو سألهم القوت فأعطاه كل واحد منهم قوته و لم يذوقوا في الأيام الثلاثة سوى الماء، فرآهم ‌النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في اليوم الرابع و هم يرتعشون من الجوع و فاطمة عليها السّلام قد التصق بطنها بظهرها من شدة الجوع و غارت عيناها فقال: وا غوثاه يا اللّه أهل بيت محمد يموتون‌ جوعا، فهبط جبرائيل عليه السّلام فقال خذ ما هنأك اللّه به في أهل بيتك، فقال وما آخذ ياجبرائيل، فأقرأه هل أتى و هذه فضيلة لم يشاركهم فيها أحد قد أنزل اللّه فيها قرآنا يتلى ليلا و نهارا فكيف يكون غيرهم أولى بالإمامة منهم.

 

الآية الثانية و العشرون:

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال: 62]. روى الجمهور(27)  ومنهم الفضل بن روزبهان‌ (28)  عن أبي هريرة قال مكتوب على العرش لاإله إلا اللّه وحده لا شريك له محمد عبدي ورسولي ايدته بعلي بن أبي طالب عليه السّلام. وهذه الفضيلة المكتوبة على العرش الأعظم في أزل الآزال يحيل العقل والنقل أن يكون‌ صاحبها متبعا و رعية لمن صرف أكثر عمره في عبادة الأصنام.

الآية الثالثة و العشرون:

قوله تعالى: {حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } [الأنفال: 64]. وروى الجمهور انها نزلت في علي عليه السّلام.

الآية الرابعة و العشرون:

قوله تعالى: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54]. روى الثعلبي انها نزلت في علي عليه السّلام‌ (29)  ...

 

 

الآية الخامسة و العشرون:

قوله تعالى:

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ } [البينة: 7]. روى جملة من المخالفين‌ (30)  ومنهم صاحب الصواعق‌(31)  و صاحب ‌كشف الغمة  (32) عن الحافظ بن مردويه عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية قال رسول‌اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم هم أنت يا علي وشيعتك تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ويأتي‌ أعداؤك غضبانا مقمحين.

الآية السادسة و العشرون:

قوله تعالى: {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} [التحريم: 4]  .

فقد روى العامة (33)  أن المراد بصالح المؤمنين أمير المؤمنين عليه السّلام، وان الخطاب لعائشة و حفصة .... وممن روى ‌ذلك صاحب كشف الغمة (34)  وأبو يوسف النسوي و السدي و الثعلبي في تفسيرهما وغيرهم. ولو رمنا الاتيان بجميع الآيات الواردة في علي عليه السّلام و أهل بيته مما يدل على‌أولويته بالخلافة و أفضليته لخرجنا عن المقصود، وفيما ذكرناه كفاية، و من أراد استقصاء ذلك فعليه بمطالعة كتب آية اللّه في العالمين‌ (35)  في الرد على المخالفين و غيره من علمائنا رضوان اللّه عليهم أجمعين في الإمامة.

__________________________

(1) تفسير الدر المنثور ج  2  ص  293 .

(2) تفسير الفخر الرازي ج  3  ص  618 .

(3) تفسير الكشاف ج  1  ص  264 .

(4) تفسير البيضاوي ص  154 .

(5) تفسير غرائب القرآن ج2 ص28. وانظر مجمع البيان للطبرسي ج6 ص165، ونور الابصار للشبلنجي ص  69  و كنز العمال ج  6  ص  391 .

(6) انظر الدر المنثور ج3 ص290، وطبقات النقول ج2 ص15 ومشارق الانوار ص75، وصواعق ابن حجر ص  74 .

(7) انظر فيه ج4    ص  760 .

(8) انظر هامش ج8 تفسير الفخر الرازي لأبي مسعود ص292 ، والسيرة الحلبية ج3 ص302 ، ونور الأبصار ص  69 .

(9) انظر الدر المنثور للسيوطي ج  2  ص  259 .

(10) ج  5  ص  328 .

(11) انظر تفسير الفخر ج  7  ص  262 . 

(12) انظر تفسير الفخر الرازي ج5 ص68 ، وتفسي الطبري ج12 ص10 والدر المنثور في تفسير سورة هود ، والنيسابوري ج2 ص317 ، وشرح النهج الحديدي ج2 ص263.

(13) انظر تفسير الفخر ج6 ص783 ، والدر المنثور ج5 ص199 ، والنيسابوري ج3 في تفسير سورة الاحزاب وصحيح مسلم ج2 ص331، والشرف المؤبد ص10 ، وصايح السنة ج2 ص 200 ذكره احتمالاً  ، والخصائص الكبرى ج2 ص264 ، والاتحاف ص18 ، واسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص  82 ، وإصابة ابن حجر ج  4  ص  301 .

(14) انظر تفسير روح البيان ج3 ص230 ، والدر المنثور ج4 ص45 ، وتفسير الفخر ج5 ص272، والنيشابوري ج2 ص367، ومنتخب كنز العمال ج5 ص 43 ، وينابيع المودة ج1 ص89 ، ونور الابصار للشبلنجي ص69 .

(15) انظر الدر المنثور ج2 ص39 ، وتفسير الجلالين ج1 ص35 ، وتفسير روح البيان ج1 ص457 ، وتفسير الكشاف ج1 ص149 وتفسير الرازي ج2 ص699 ، وتفسير البيضاوي ص76 ، وتاريخ الخلفاء لجلال الدين السيوطي ص65 ، ومصابيح السنة للبغوي ج2 ص201 ، وصواعق ابن حجر ص93.

(16) انظر صواعق ابن حجر ص 89 ، وينابيع المودة ج1  ص 112 .

(17) انظر الدر المنثور ج6 ص 379  ، وصواعق ابن حجر ص  96 ، و نور الأبصار للشبلنجي ص  69 .

(18) انظر صواعق ابن حجر ص  90 ، و نور الأبصار للشبلنجي ص  99 .

(19) انظر الدر المنثور ج6 ص7 ، وهامش الفخر لأبي مسعود ج7 ص401، وتفسيرالفخر ج7 ص406 ، وتفسير الكشاف ج2 ص239 ، وتفسير النيسابوري ج3 سورة الشورى ، وتفسير البيضاوي ص426 ، ونور الابصار للشبلنجي ص100 ، وص99 ، واسعاف الراغبين بهامشه ص81.

(20) انظر تفسير الفخر ج2 ص283 ، والنيسابوري ج1 ص220 شرح النهج الحديدي ج3 ص 270 .

(21) انظر الدر المنثور ج4 ص287 ، والنيسابوري ج2 سورة مريم ، والفتوحات الاسلامية ج2 ص207 ، ص 342 ، وصواعق ابن حجر ص  102 ، وإسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص85 .

(22) انظر الصواعق ص 103  ط مصر سنة 1324 .

(23) انظر تفسير النيسابوري بهامش تفسير الطبري ج25  ص 58 .

(24) اظلر الدر المنثور ج6 ص 260 ، وتفسير الفخر ج8 ص282 ، وتفسير الطبري ج29 ص31 ، وروح البيان ج6 ص427 ، والنيسابوري ج3 سورة الحاقة ، وكنز العمال ج6 ص398 ، ونور الأبصار ص  69 .

(25) انظر احقاق الحق للعلامة الآية السابعة عشرة.

(26) انظر روح البيان ج6 ص546 ، وتفسير الفخر ج8 ص392 ، والنيسابوري ج3 سورة الدهر، و ينابيع المودة ج  1  ص  93  و ص  94 .

(27) انظر الدر المنثور ج  3  ص  199 ،و ينابيع المودة ج  1  ص  94 .

(28) انظره في إحقاق الحق للعلامة آية عشرين.

(29) انظر النيسابوري ج  2  ص  28 ،و تفسير الرازي ج  3  ص  612 .

(30) انظر الدر المنثور ج6 ص 379 ، والفصولالمهمة لابن الصباغ المالكي في فضال علي عليه السلام  ط إيران سنة  1303 .

(31) انظر الصواعق ص  96 .

(32) ص  92  ط إيران سنة  1294 .

(33) انظر الدر المنثور ج  6  ص  244 ، وينابيع المودة ج  1  ص  93 .

(34) ص 91 .

(35) هو العلامة الحلي .

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.