المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

ترجمة ابن رشيق القلعي
22-1-2023
شجرة توحيد العبادة المثمرة
21-12-2015
التخلف العقلي Mental Retardation
26-8-2020
ينزل الصبر على قدر المصيبة
30-1-2021
الرازي
10-11-2015
جاليو (غاليلو)
3-11-2015


صفة رسول الله (صلى الله عليه وآله)  
  
1689   06:03 مساءً   التاريخ: 8-3-2022
المؤلف : قطب الدين الراوندي
الكتاب أو المصدر : مكارم أخلاق النبي والائمة ( ع )
الجزء والصفحة : ص 72
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-4-2017 3738
التاريخ: 22-11-2015 4467
التاريخ: 7-4-2022 2260
التاريخ: 2-7-2017 5415

 

عن الباقر عليه السّلام : أنّ عليّا عليه السّلام سئل عن صفة النبيّ صلّى اللّه عليه وآله ، فقال : لم يكن بالطويل الذاهب طولا ، ولا بالقصير ، فوق الربعة ، أبيض اللون مشرب بحمرة ، جعد قطط مفرق رأسه إلى شحمة أذنيه ، صلت الجبين ، مفروق الحاجبين ، أدعج العينين ، سبط الأشفار ، أقنى الأنف ، واضح الخدّين ، دقيق المسربة ، مفلّج الثنايا ، كثّ اللحية ، فكأنّ عنق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله إبريق فضّة ، عرقه على جبينه كاللؤلؤ ، وكان يجري في تراقيه ، شثن الكفّين والقدمين ، ذو شعرات ما بين لبّته إلى سرّته كالمسك ، ولكأنّه قضيب فضّة ، لم يكن على جسده شعرات غيرها ، إذا قام مع الناس غمرهم ، وإذا مشى كأنّه ينقلع من صخر ويحدر من صبب ، وإذا التفت التفت جميعا ، أطيب الناس ريحا ، وأصبح الناس وجها ، وأشجع الناس قلبا ، وأسمح الناس كفّا ، وأرحم الناس بالناس .

حماره اليعفور ، وبغلته الدلدل ، وناقته العضباء ، عمامته السحاب ، سيفه ذو الفقار ، قضيبه الممشوق ، فرسه الغبراء ، جبّته الركباء ، انقادت له البلاد ، خاتم وإمام النبيّين ، ورسول ربّ العالمين ، نصح الأمّة ، وعبد ربّه حتّى أتاه اليقين صلّى اللّه عليه وآله ، لم أر مثله ولا يكون مثله بعده أبدا(1) .

------------------------------

  1. انظر : تفسير العيّاشيّ 1 : 203 ، تفسير القمّيّ 2 : 271 ، الخصال : 598 ، الأمالي للطوسيّ رحمه اللّه : 340 / 35 ، روضة الواعظين : 75 ، مناقب آل أبي طالب 1 : 135 ، العدد القويّة : 120 / 21 ، المصنّف لعبد الرزّاق 11 : 259 ، مسند أحمد 1 : 89 و 96 و 101 و 116 و 117 و 127 و 151 ، سنن الترمذيّ 5 : 259 و 260 ، مسند أبي داود : 25 ، المصنّف لابن أبي شيبة 7 : 445 ، تاريخ مدينة دمشق 3 : 248 و 254 ، البداية والنهاية 6 : 18 .



يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.