أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-3-2020
2334
التاريخ: 7-10-2016
1883
التاريخ: 28-7-2020
2368
التاريخ: 1-3-2021
2205
|
يختلف تذكر النعم حسب معرفة الإنسان ، ومستوى ادراكه ، وعمق فكره فمنهم من يحسب النعمة في حدود اللذائذ المادية من المطاعم، والمشارب والمراكب، والمناكح، ومنهم من يعد النعمة نعومة الرياش، ويسر المعاش ، وسعة الدار، وما إلى ذلك ... وهذا النوع هو ممن قصر علمه، وضعف فكره ، فلم يعد يفكر إلا بلذائذ الجسد.
ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله) انه قال : (من لم يعلم فضل نعم الله عليه إلا في مطعمه ومشربه فقد قصر علمه ودني عذابه)(1).
وأما من أفاض الله عليه من نور المعرفة، وسعة العلم فإنه ينظر إلى ما وراء ذلك كنعمة الوجود، والفكر، والشعور، والهداية، والإيمان ، والولاية لأولياء الله ، والبراءة من اعدائه ، وهذا ما كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يحاول ان يركزه في نفوس اصحابه، فقد ورد انه (صلى الله عليه واله) ، قال لأصحابه : (إني لاتخولكم بالموعظة تخولاً مخافة السأمة عليكم، وقد اوحى إلي ربي جل وتعالى ان أذكركم بأنعمه وانذركم بما أفيض عليكم من كتابه، وتلا { وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ } [لقمان: 20]
ثم قال لهم : قولوا الآن قولكم ما أول نعمة رغبكم الله فيها ويلاكم بها؟ فخاض القوم جميعاً فذكروا نعم الله التي انعم عليهم ، واحسن إليهم بها من المعاش والرياش، والذرية، والازواج إلى ساير ما بلاهم الله (عز وجل) به من انعمه الظاهرة ، فلما امسك القوم أقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على علي (عليه السلام) فقال : يا ابا الحسن، قل ! فقد قال اصحابك فقال : وكيف لي بالقول فداك ابي وأي ؟ وإنما هدانا الله بك ؟
قال: ومع ذلك فهات قل ! ما أول نعمة بلاك الله (عز وجل) وانعم عليك بها؟
قال (عليه السلام) : ان خلقني جل ثناؤه، ولم أك شيئاً مذكوراً
قال: صدقت فما الثانية؟
قال: ان احسن بي إذا خلقني فجعلني حياً لا مواتاً
قال: صدقت ، فما الثالثة ؟
قال: ان انشأني فله الحمد في أحسن صورة، وأعدل تركيب
قال: صدقت فما الرابعة ؟
قال: ان جعلني متفكراً واعياً لا بلهاً ساهياً
قال: صدقت فما الخامسة؟
قال: ان جعل لي شواعر ادرك ما ابتغيت بها، وجعل لي سراجاً منيراً قال صدقت فما السادسة؟
قال: ان هداني لدينه، ولم يضلني عن سبيله
قال: صدقت فما السابعة؟
قال: ان جعل لي مرداً في حياة لا انقطاع لها.
قال: صدقت فما الثامنة؟
قال: ان جعلني ملكاً مالكاً لا مملوكاً.
قال: صدقت فما التاسعة؟
قال: ان سخر لي سماءه، وارضه وما فيها، وما بينهما من خلقه.
قال: صدقت فما العاشرة؟
قال: ان جعلنا سبحانه ذكراناً قواماً على حلائلنا لا إناثاً ، قال: صدقت : فما بعد هذا؟
قال: كثرت نعم الله يا نبي الله فطابت ، {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [النحل: 18]
فتبسم رسول الله (صلى الله عليه واله) وقال : لتهنك الحكمة، ليهنك العلم يا أبا الحسن فأنت وارث علمي، والمبين لأمتي ما اختلفت فيه من بعدي)(2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المحدث المجلسي ، بحار الانوار : 70/19 .
(2) المحدث المجلسي، بحار الانوار : 70 / 20-21.
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|