المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6311 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



النعم و الإنسان  
  
1966   08:50 مساءً   التاريخ: 3-3-2022
المؤلف : الشيخ جميل مال الله الربيعي
الكتاب أو المصدر : دراسات اخلاقية في ضوء الكتاب والسنة
الجزء والصفحة : 123-124
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / أخلاقيات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-3-2020 2334
التاريخ: 7-10-2016 1883
التاريخ: 28-7-2020 2368
التاريخ: 1-3-2021 2205

يختلف تذكر النعم حسب معرفة الإنسان ، ومستوى ادراكه ، وعمق فكره فمنهم من يحسب النعمة في حدود اللذائذ المادية من المطاعم، والمشارب والمراكب، والمناكح، ومنهم من يعد النعمة نعومة الرياش، ويسر المعاش ، وسعة الدار، وما إلى ذلك ... وهذا النوع هو ممن قصر علمه، وضعف فكره ، فلم يعد يفكر إلا بلذائذ الجسد.

ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله) انه قال : (من لم يعلم فضل نعم الله عليه إلا في مطعمه ومشربه فقد قصر علمه ودني عذابه)(1).

وأما من أفاض الله عليه من نور المعرفة، وسعة العلم فإنه ينظر إلى ما وراء ذلك كنعمة الوجود، والفكر، والشعور، والهداية، والإيمان ، والولاية لأولياء الله ، والبراءة من اعدائه ، وهذا ما كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يحاول ان يركزه في نفوس اصحابه، فقد ورد انه  (صلى الله عليه واله) ، قال لأصحابه : (إني لاتخولكم بالموعظة تخولاً مخافة السأمة عليكم، وقد اوحى إلي ربي جل وتعالى ان أذكركم بأنعمه وانذركم بما أفيض عليكم من كتابه، وتلا { وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ } [لقمان: 20]

ثم قال لهم : قولوا الآن قولكم ما أول نعمة رغبكم الله فيها ويلاكم بها؟ فخاض القوم جميعاً فذكروا نعم الله التي انعم عليهم ، واحسن إليهم بها من المعاش والرياش، والذرية، والازواج إلى ساير ما بلاهم الله (عز وجل) به من انعمه الظاهرة ، فلما امسك القوم أقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على علي (عليه السلام) فقال : يا ابا الحسن، قل ! فقد قال اصحابك فقال : وكيف لي بالقول فداك ابي وأي ؟ وإنما هدانا الله بك ؟

قال: ومع ذلك فهات قل ! ما أول نعمة بلاك الله (عز وجل) وانعم عليك بها؟

قال (عليه السلام) : ان خلقني جل ثناؤه، ولم أك شيئاً مذكوراً

قال: صدقت فما الثانية؟

قال: ان احسن بي إذا خلقني فجعلني حياً لا مواتاً

قال: صدقت ، فما الثالثة ؟

قال: ان انشأني فله الحمد في أحسن صورة، وأعدل تركيب

قال: صدقت فما الرابعة ؟

قال: ان جعلني متفكراً واعياً لا بلهاً ساهياً

قال: صدقت فما الخامسة؟

قال: ان جعل لي شواعر ادرك ما ابتغيت بها، وجعل لي سراجاً منيراً قال صدقت فما السادسة؟

قال: ان هداني لدينه، ولم يضلني عن سبيله

قال: صدقت فما السابعة؟

قال: ان جعل لي مرداً في حياة لا انقطاع لها.

قال: صدقت فما الثامنة؟

قال: ان جعلني ملكاً مالكاً لا مملوكاً.

قال: صدقت فما التاسعة؟

قال: ان سخر لي سماءه، وارضه وما فيها، وما بينهما من خلقه.

قال: صدقت فما العاشرة؟

قال: ان جعلنا سبحانه ذكراناً قواماً على حلائلنا لا إناثاً ، قال: صدقت : فما بعد هذا؟

قال: كثرت نعم الله يا نبي الله فطابت ، {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [النحل: 18]

فتبسم رسول الله (صلى الله عليه واله) وقال : لتهنك الحكمة، ليهنك العلم يا أبا الحسن فأنت وارث علمي، والمبين لأمتي ما اختلفت فيه من بعدي)(2).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) المحدث المجلسي ، بحار الانوار : 70/19 .

(2) المحدث المجلسي، بحار الانوار : 70 / 20-21.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.