الملاحظة والاستخبار والاستبيان وإنشاء الخرائط

يعتبر هذا البند من مستلزمات المسح العمراني، وتوقيع النتائج على خرائط أساسية على شكل رموز واصطلاحات لها مدلولات مفهومة ومتفق عليها, ولعل أهم أنواع المسح العمراني هو مسح استخدامات الأرض في المدينة, ونعتمد في تنفيذه على الملاحظة والاستخبار، بالإضافة للخرائط الأساسية, وبالنظر في التصنيف الذي اقترحناه لاستغلال الأرض في المدينة، نجد أنه على الباحث أن يجمع ويوقع على الخرائط كثيرا من التفاصيل.

 ففيما يتعلق بالاستخدام السكني فيجب عليه تحديد نوع المسكن (بيت خاص، شقة) مثلا، وصفات هذا السكن وحالته العامة، من حيث القدم والحداثة والارتفاع والانخفاض والجمالية والقبح.. الخ. وبعد ذلك يمكن الرجوع إلى السجلات الإدارات البلدية، لمعرفة نوع السكن، هل هو عائلي أم مختلط؟. ومن خلال ذلك، يمكن لنا أو بطريقة عامة، تقدير عدد سكان الحي أو المنطقة، وعدد العائلات التي ترتبط مكانيا بالمنطقة، واجتماعيا بعضها بالبعض الآخر، وما ينشا عن ذلك من روح الجيرة.

ولكمال الفائدة عند دراسة الأراضي المكشوفة، معرفة عدد الألعاب التي تمارس في السنة، وعدد المشرفين على هذه الألعاب، وعدد المستفيدين بهذه الأرض المكشوفة سنويا. وكذلك يمكن محاولة معرفة ما يخص كل 10 أو كل 100 فرد من سكان المدينة، من الأرض الفضاء ووضع الناتج موضع المقارنة. و ند دراسة استخدام الأرض في الصناعة، على الباحث أن يحصل على معلومات مفيدة، من مديري المصانع ورجال الصناعة والمسؤولين. ومن هذه المعلومات:

ا. تاريخ إنشاء المصنع .

ب.  لماذا انتقل المصنع من مكانه (إذا كان هذا قد حدث فعلاً)؟

ج. ما هي خصائص ومثالب الموقع الحالي؟

د. من أين تأتي المواد الخام؟

هـ. كيف تنقل المواد الخام إلى مناطق الاستهلاك؟

و. وما هو عدد الأفراد الذين يعملون في المصنع؟

ز. اين يسكنون وكيف يصلون كل يوم للمصنع؟

 ح. هل يخدم المصنع المنطقة المحلية أو الإقليم فقط؟ أم له ارتباطات بما هو أوسع من الإقليم الذي يقوم فيه؟

 وإذا انتقلنا إلى المؤسسات التي تنشأ أساسا بهدف التنفيذ، فعلى الباحث أن  يجمع معلومات خاصة، عد عدد الأشخاص في كل مؤسسة، أو مكتب أو إدارة ومكان سكن كل منهم، وطريقة الوصول إلى مكان العمل.

ويمكن أن تسجل كل استخدامات الأرض على خريطة واحدة أو نخص كل خريطة باستخدام معين، أو ظاهرة خاصة مثل القدم والحداثة والارتفاع أو الانخفاض.

من تعقيد الخريطة التي تحوي استخدامات الأرض المركبة، إلا أنها تعطي الحقيقة الجغرافية كاملة. كما في الشكل الآتي:

وبعد تحديد استخدام كل مبنى، وكل أرض فضاء، وكل الخرائب، والأماكن المهجورة على الخريطة أو الخرائط المعدة لذلك في الميدان، تنقل كل هذه البيانات وفق مدلولاتها إلى خريطة أو خرائط نهائية. ولكن بعد ممارسة عملية التعميم، على أساس النسب المئوية لواجهة الشارع المخصصة لأنواع استخدامات الأرض الأساسية، التي سبق أن أشرنا إليها مثل الاستخدام السكني، والصناعي والتجاري والترويحي.. الخ. وبعد ذلك تلون الخريطة بألوان خاصة.

وقد اتفق الجغرافيون على أن تكون خرائط استخدام الأرض المدنية في الأطالس، والخرائط الحائطية بالألوان التالية :

1. السكن باللون البني المائل للحمرة.

2. المناطق العامة المكشوفة باللون الأخضر .

3. والمناطق الخاصة المكشوفة باللون الأخضر المائل إلى الصفرة.

4. المباني العامة باللون الأحمر .

5. المؤسسات الصناعية باللون الأرجواني.

6. المباني التجارية باللون الرمادي .

7. المكاتب باللون الأزرق الفاتح.

8. حوانيت تجارة التجزئة باللون الأزرق الغامق.

9. الأرض الفضاء باللون الأصفر.

وليس هناك لون متفق عليه فيما يخص المرافق العامة. وإن كان الاتجاه هو نحو تلوين مرافق الغاز والماء والكهرباء باللون الأرجواني، والسكك الحديدية باللون الرمادي، ورسم حدود حمراء تحدد مواضع المرافق الأخرى. ولما كان حيا المركزية يحوي بالضرورة أنواعا من المباني المختلفة الوظائف في رقعة ضيقة، فإنه من الأعمال المستحسن أن يعطى لكل مبنى حرف يرمز إليه.