المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



ولادة الامام الهادي واسمه وكنيته(عليه السلام)  
  
3811   03:43 مساءً   التاريخ: 29-07-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص471-472
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن محمد الهادي / الولادة والنشأة /

الأشهر في ولادته (عليه السلام) انّها كانت في النصف من ذي الحجة سنة 212هـ قرب المدينة في موضع يقال له صريا و على رواية ابن عيّاش انّ ولادته كانت في الثاني أو الخامس من رجب ؛ و والدته الماجدة سمانة المغربيّة المعروفة بالسيدة و في جنات الخلود: انّها كانت دائمة الصوم و لا مثيل لها في الزهد و التقوى .

 و في الدرّ النظيم: امّه تكنّى أم الفضل و روى محمد بن الفرخ و عليّ بن مهزيار عن السيد (عليه السلام) انّه قال: أمّي عارفة بحقّي و هي من أهل الجنة لا يقربها شيطان مارد، و لا ينالها كيد جبّار عنيد، و هي مكلوة بعين اللّه التي لا تنام، و لا تخلف عن أمهات الصديقين و الصالحين‏ .

اسمه الشريف عليّ و كنيته أبو الحسن، و بما ان كنية الامامين موسى الكاظم و الرضا (عليهما السّلام) أبا الحسن أيضا فلذا يقال لهذا الامام أبو الحسن الثالث، كما يقال للامام الرضا أبو الحسن الثاني، و ربما قيل مكان الثالث الماضي أو الهادي أو العسكري كما هو المتداول عند أهل الحديث و هم يعلمون به ؛  و أشهر ألقابه النقي و الهادي، و ربما قيل له النجيب و المرتضى و العالم و الفقيه و الناصح و الأمين و المؤتمن و الطيّب و المتوكل، لكنّه (عليه السلام) كان يخفي هذا اللقب الأخير و يأمر أصحابه‏ بالإعراض عنه لكونه لقب الخليفة المتوكل على اللّه في ذلك الزمان و لكونه (عليه السلام) سكن سرّ من رأى مع ابنه في محلّة تسمى بالعسكر لقّب هو و ابنه بالعسكري و قيل في شمائله انّه كان: ربع القامة، وسيع الحاجبين، له وجه حسن يميل إلى الحمرة و البياض و نقش خاتمة اللّه ربي و هو عصمتي من خلقه و له خاتم آخر نقشه حفظ العهود من أخلاق المعبود .

 روى السيد ابن طاوس عن عبد العظيم الحسني أنّ أبا جعفر محمد بن عليّ الرضا (عليهما السّلام) كتب هذه العوذة لابنه أبي الحسن عليّ بن محمد (عليهما السّلام) و هو صبيّ في المهد، و كان يعوّذه بها و يأمر أصحابه به، الحرز: بسم اللّه الرحمن الرحيم لا حول و لا قوة الا باللّه العليّ العظيم، اللهم ربّ الملائكة و الروح و النبيين و المرسلين و قد ذكرت بأكملها في مهج الدعوات، و كان تسبيحه (عليه السلام) : سبحان من هو دائم لا يسهو، سبحان من هو قائم لا يلهو، سبحان من هو غني لا يفتقر، سبحان اللّه و بحمده .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.