أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-07-2015
2585
التاريخ: 31-3-2017
1563
التاريخ: 23-1-2019
1915
التاريخ: 23-1-2019
8886
|
يمكن أن يدقّق النظر ويقال : إنّ حديث الصور وحصولها في ذاته تعالى إنّما هو لتفهيم كون ذاته تعالى علما بجميع الأشياء تفصيلا ، ويتبيّن معنى عنايته بها في صدورها عنه عن علم ، وذلك لا يستدعي حصول الصور حقيقة في ذاته تعالى متميّزا بعضها عن بعض ، بل يكفي فيه كون ذاته تعالى بحيث لو اعتبرها العقل وفصل ما اشتملت هي عليه بعنوان الوحدة من الموجودات المعلولة ، لحصل في العقل الصور المتكثّرة المطابقة لتلك الموجودات حقيقة ، فعبّروا عن تلك الحيثيّة ـ المستدعية لحصول الصور في العقل بالاعتبار المذكور ـ بحصول الصور في ذاته كما هو شائع في الاعتباريّات ؛ فإنّهم يقولون : إنّ الماهيّة البسيطة مركّبة من الأجزاء العقليّة ، ومعنى التركّب هو حصول الأجزاء في المركّب ، وليس للأجزاء العقليّة ـ كالجنس والفصل ـ حصول حقيقة في الماهيّة البسيطة ، بل حصولهما في الحقيقة إنّما هو في العقل ، لكن لمّا كان ذلك الحصول في العقل بسبب ملاحظته إيّاها من جهتين منها هما : جهتا ما به الاشتراك وما به الامتياز ، جعلوا حصولهما في العقل حصولا في الماهيّة ، واعتبروها مركّبة منهما في العقل ، وكذا الحال في الاعتبارات العرضيّة للماهيّات ، وكون ذاته تعالى العالمة بذاتها بالحيثيّة المذكورة كاف في صدور الأشياء عنه تعالى عن علم.
واستدعاء صدور النظام شيئا أزيد من
الحيثيّة المذكورة ممنوع ، وكذا استدعاء علمه تعالى بالماهيّات ـ من حيث هي
ماهيّات ـ ذلك ؛ فإنّ كونه تعالى عالما بشيء ـ من شأنه أن يحلّله العقل إلى ماهيّة
ووجود ـ كاف في علمه تعالى بالماهيّة والوجود معا ، فليتفطّن.
وبهذا يمكن أن يوجّه ... كلام ابن رشد من
أنّ ذاته تعالى ليس شيئا أزيد من عقل (1) النظام ، فليتدبّر.
وممّا يؤيّد هذا التدقيق أنّ الغزاليّ في «
التهافت » نقل مذهب الشيخ على أنّه قائل بكون ذاته تعالى علما تفصيليّا بجميع
الأشياء وأنّه متفرّد من بين الفلاسفة بذلك ولم ينسب إليه القول بحصول الصور في
ذاته ، وصدّقه ابن رشد في ذلك النقل (2) إلاّ أنّه جعله موافقا للفلاسفة في ذلك ...
فلو لا أنّ مراد الشيخ هو ما ذكرنا ، لما
صحّ ذلك النقل وتصديقه فيه مع كون كتبه ورسائله مشحونة بحديث الصور على ما عرفت ،
وعلى هذا يكون ما مرّ غير مرّة في كلام الشيخ ـ من أنّ اتّصافه تعالى بتلك الصور
إنّما هو من حيث هي حاصلة فيه أو أنّها حاصلة فيه من ذاته لا من غيره وأمثال ذلك ـ
إشارة إلى أنّ المراد من الحصول هاهنا ليس هو المعنى المشهور المتبادر ، بل هو
معنى آخر ، فليتأمّل جدّا.
وهذا هو الكلام في العلم بالكلّيّات
والطبائع المرسلة والجزئيّات المجرّدة ، وهذا العلم ثابت دائما غير متغيّر أصلا
كالمعلوم.
__________________
(1) في المصدر : « من تعقّل النظام ».
(1) انظر ص 190
ـ 191 من هذا الجزء.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|