المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



في رحاب الزاهدين  
  
1763   08:20 مساءً   التاريخ: 14-2-2022
المؤلف : الشيخ جميل مال الله الربيعي
الكتاب أو المصدر : دراسات اخلاقية في ضوء الكتاب والسنة
الجزء والصفحة : 230-236
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-6-2022 2033
التاريخ: 23-7-2021 1916
التاريخ: 1-2-2022 4068
التاريخ: 29-7-2016 1241

ليس من السهل على نفس الإنسان ان تزهد في الدنيا مع حبه للبقاء فيها وتعلقه  بزخارفها ، وتطلعه إلى المزيد منها، وقد عرفنا اهل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام) ان ابن آدم يشيب وتشب معه خصلتان: الحرص وطول الأمل (1)، وهو أدق تعبير عن مدى التصاق الإنسان بتراب الأرض، وحب البقاء، وقد عبر القرآن عن هذا الطموح الدنيوي بقوله تعالى : { يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ } [البقرة: 96] تلك هي الحقيقة الأدق لمدى عمق حب الدنيا في  نفس الإنسان، فكيف يستطيع ان يرتفع عن هذا التراب، ويصعد إلى نور السماء ؟

ولهذا لابد من عوامل مساعدة على ذلك، ولعل من اكثرها تأثيراً في النفس هو التأمل في حياة الأنبياء والأئمة الأطهار وأولياء الله وعباده الصالحين ، ومحاولة التأسي بهم والسير على نهجهم فإن النفس الإنسانية في الاعم الأغلب تنقاد للنفوس القدسية إذا آمنت بقدسيتها وتعلقت بها، فحينئذ يسهل الانقياد لها، ولذا أمر الله البشرية أن تتأسى بأكمل خلقه (صلوات الله عليه وآله) فقال : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].

قوله تعالى : {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ} [الممتحنة: 4]

وفي آية أخرى {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } [الممتحنة: 6]

ورغم ان رسول الله (صلى الله عليه واله) أكمل خلق من الأولين والآخرين نجد ان الله تعالى بعد ان يذكر سلسلة من الأنبياء في سورة الانعام، ويشير إلى هدايته تعالى لهؤلاء الصالحين ، وتفضله عليهم بالكتاب ، والحكم ، والنبوة، يأمر رسوله الاكمل (بالاقتداء بهم، فقال: (ذلك) وهو إشارة إلى ما تقدم ذكره من التفضيل والاجتباء، والهداية ، والاصطفاء، {ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} [الأنعام: 88] (2) .

{ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ } [الأنعام: 90] فكأنه يقول : (اقتد بصبر أيوب، وسخاء ابراهيم وصلابة موسى، وزهد عيسى)(3).

وإنما خاطب الله نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) ليسمعنا أننا أولى بالاقتداء والتأسي والاهتداء بهداهم، فمهما بلغ الإنسان من المستوى العالي من الكمال فهو بحاجة لأن يفتش عن المثال الذي يضع اقدامه حيثما وضع اقدامه، ويترسم خطاه ، ولهذا نجد أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول : (فتأس بنبيك الاطيب الاطهر (صلى الله عليه واله) فإن فيه اسوة لمن تأسي وعزاء لمن تعزي، واحب العباد إلى الله المتأسي بنبيه ، والمقتص لأثره، قضم الدنيا قضماً، ولم يعرها طرفاً، أهضم أهل الدنيا كشحاً، واخمصهم من الدنيا بطناً عرضت عليه الدنيا فأبى ان يقبلها، وعلم ان الله سبحانه أبغض شيئاً فأبغضه وحقر شيئاً فحقره، وصغر شيئاً فصغره)(4)

ثم يعطي (عليه السلام) صوراً عملية لسيرة الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله) ليرسم لنا لوحة رائعة لزهد رسول الله (صلى الله عليه واله) وعدم إعارته أهمية لزخارف الدنيا، فيقول (عليه السلام) : (ولقد كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يأكل على الأرض، ويجلس جلسة العبد، ويخصف بيده نعله ويرقع بيده ثوبه، ويركب الحمار العاري، ويردف خلفه، ويكون الستر على باب بيته فتكون فيه التصاوير فيقول يا فلانه – لإحدى أزواجه – غيبيه عني فإني إذا نظرت إليه ذكرت الدنيا وزخارفها، فأعرض عن الدنيا بقلبه، وأمات ذكرها من نفسه، وأحب ان تغيب زينتها عن عينه؛ لكيلا يتخذ منها رياشاً ، ولا يعتقدها قراراً ولا يرجو فيها مقاماً، فأخرجها من النفس، واشخصها عن القلب، وغيبها عن البصر)(5).

تلك هي حقيقة الزهد كما جسدها رسول الله (صلى الله عليه واله) وصورها لنا امير المؤمنين (عليه السلام) ونحن نذكر صوراً أخرى رويت لنا عن زهد رسول الله (صلى الله عليه واله) في سيرته العملية :

1- عن ابن عباس قال : (إن رسول الله (صلى الله عليه واله) دخل عليه عمر ، وهو على حصير قد اثر في جنبه، فقال : يا نبي الله لو اتخذت فراشاً، فقال: مالي وللدنيا ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها)(6).

2- وعن ابن سنان قال : (سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : دخل على النبي (صلى الله عليه واله) رجل وهو على حصير قد أثر في جسمه، ووساده من ليف قد أثرت في خده فجعل يسمح ويقول : ما رضي بهذا كسرى ولا قيصر انهم ينامون على الحرير والديباج ، وأنت على هذا الحصير؟

قال: فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : لأنا خير منهما والله لأنا اكرم منهما والله، ما أنا والدنيا، إنما مثل الدنيا كراكب مر على شجرة ولها فيء فاستظل تحتها فلما ان مال الظل عنها ارتحل فذهب وتركها)(7).

وأروع من ضرب المثل الاعلى في الزهد بالدنيا بعد رسول الله هو سيد الأوصياء علي بن ابي طالب (عليه السلام) الذي اكتفى من دنياه بطمريه وسد فورة جوعته بقرصية، وصدق عمر بن عبد العزيز بقوله : (ما علمنا احداً في هذه الأمة أزهد من علي بن أبي طالب (عليه السلام) بعد النبي (صلى الله عليه واله) وقال ابن عينية: (ازهد الصحابة علي بن بي طالب)(8).

وكان صلوات الله عليه يعلم الناس الزهد بسلوكه قبل قوله ، في ملبسه ومأكله، ومسكنه، ومركبه، فقد رئي وعليه إزار غليظ اشتراه بخمسة دراهم ورثي عليه إزار مرقوع، فقيل له في ذلك، فقال : (يقتدي به المؤمنون، ويخشع له القلب، وتذل به النفس، ويقصد به المبالغ)(9).

بل يفضل  خادمه قنبر على نفسه بالثوب الأفضل، فقد روى الأصبغ وأبو مسعدة والباقر (عليه السلام) (انه اتى البزازين ، فقال لرجل : يعني ثوبين فقال الرجل: يا امير المؤمنين عندي حاجتك ، فلما عرفه مضى عنه، فوقف على غلام فأخذ ثوبين أحدهما بثلاثة دراهم والآخر بدرهمين ، فقال: يا قنبر خذ الذي بثلاثة فقال: انت أولى به تصعد المنبر تخطب الناس فقال: وأنت شاب ولك شره الشباب ، وأنا استحي من ربي ان أتفضل عليك سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول : (ألبسوهم مما تلبسون، وأطعموهم مما تأكلون، فلما لبس القميص مدكم القميص فأمر بقطعه، واتخاذه قلانس للفقراء ، فقال الغلام : هلم اكفه، قال : دعه كما هو فإن الأمر أسرع من ذلك)(10).

بل رفض أن يلبس ولو ثوباً من أموال بيت المال، يقول الاصبغ بن نباتة: قال علي (عليه السلام) مخاطباً اهل العراق : (دخلت بلادكم بأشمالي (11) هذه ورحلتي وراحلتي ها هي فإن انا خرجت من بلادكم بغير ما دخلت فإنني من الخائنين)(12).

واما طعامه فقد روض نفسه بأشد أنواع الترويض، وقد اكد ذلك في كتابه إلى عثمان بن حنيف قائلاً : (وإنما هي نفسي أروضها بالتقوى ، لتأتي آمنة يوم الخوف الاكبر، وتثبت على جوانب المنزلق، ولو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفى هذا العسل، ولباب هذا القمح، ونسائج هذا القز، ولكن هيهات ان يغلبني هواي، ويقودني جشعي إلى تخير الاطعمة)(13).

ولهذا كان موضع تعجب أصحابه ومريديه، لما يرونه من خشونة عيشه وجشوبة مطعمه، فكانوا يعترضون عليه، ويتساءلون عن هذا المسلك الوعر، فقد (ترصد غداءه عمرو بن حريث، فأتت فضة بجراب مختوم، فأخرج منه خبزاً متغيراً خشناً، فقال عمرو : يا فضة لو نخلت هذا الدقيق وطيبتيه؟

قالت : كنت افعل فنهاني، وكنت أضع في جرابه طعاماً طيباً فختم جرابه ! ثم إن أمير المؤمنين (عليه السلام) فته في قصعة وصب عليه الماء، ثم ذر عليه الملح، وحسر ذراعه فلما فرغ، قال: يا عمرو لقد حانت هذه – ومد يده إلى محاسنه – وخسرت هذه إن أدخلها النار من أجل الطعام ، وهذا يجزيني)(14).

وحين رأى عدي بن حاتم شطف عيشه في غذائه الذي لم يزد على كسيرات من خبز الشعير، وجريش ملح، فقال : إني لا أرى لك يا أمير المؤمنين لتظل نهارك طاوياً مجاهداً، وبالليل ساهراً مكابداً، ثم يكون هذا فطورك، فقال :

علل النفس بالقنوع وإلا               طلبت منك فوق ما يغنيها (15)

وأما مسكنه فقد رفض ان يسكن قصر الإمارة في الكوفة، وسماه قصر الخبال(16) وسكن كما تسكن رعيته، وقد قال ولده الإمام الباقر (عليه السلام)

(ولقد ولي الناس خمس سنين ما وضع آجرة على آجرة، ولا لبنة على لبنة عطائه أراد ان يبتاع بها لأهله خادماً)(17).

تلك هي الروح الزاهدة المتعالية على تراب الأرض، والمتطلعة لنور السماء حتى أصبح الزهد في زخارف الدنيا زينة لها، فلقد زين الله علياً(عليه السلام) بالزهد كما نطق بذلك معلمه وقائده وحبيبه رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال له : (إن الله زينك بزينة لم تزين العباد بشيء أحب إلى الله منها، ولا أبلغ عنده منها : لزهد في الدنيا، وإن الله قد اعطاك ذلك، جعل الدنيا لا تنال منك شيئاً ، وجعل لك من ذلك سيماء تعرف بها)(18).

وفي حديث عمار : (يا علي إن الله زينك بزينة لم تزين العباد بزينة احب إلى الله منها، زينك بالزهد في الدنيا، وجعلك لا ترزأ منها شيئاً، ولا ترزأ منك شيئاً)(19).

ونحن إذا توقفنا قليلاً ، وتأملنا في هذه الأحاديث التي تعطي معنى واحداً ودلالة واحدة، نعرف قيمة الزهد في الدنيا من خلال تكرار رسول الله (صلى الله عليه واله) لها، وإن هذه الخليقة هي زينة الأعظم شخصية عرفها التاريخ بعد رسول الله ، فماذا يقول القائل في خلة تكون زينة محبوبة عند الله لعلي بن ابي طالب صلوات الله عليه وآله.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) ورد في الحديث الشريف : (يشب ابن ادم ويشب فيه خصلتان: الحرص وطول الأمل) المحدث المجلسي ، بحار الأنوار : 73/22 .

(2) الشيخ الطبرسي، مجمع البيان : 2/512.

(3) المصدر نفسه : 513.

(4) نهج البلاغة خطبة : 160.

(5) نهج البلاغة خطبة : 160.

(6) المحدث المجلسي، بحار الأنوار : 16/239.

(7) المحدث المجلسي، بحار الانوار : 16/282 .

(8) المصدر نفسه : 40/320 .

(9) المصدر نفسه : 323 .

(10) المحدث المجلسي ، بحار الانوار : 16/324 .

(11) الصحيح كما في لسان العرب أسمالي تقول : سمل الثوب يسمل سمولاً وأسمل : أخلق وثوب سملة وسمل وأسمال راجع لسان العرب: 11/345 نشر أدب الحوزة.

(12) المحدث المجلسي، بحار الأنوار : 40/325.

(13) نهج البلاغة كتاب : 45.

(14) المحدث المجلسي، بحار الأنوار : 40/325.

(15) المصدر نفسه.

(16) (لما وقدم علي (عليه السلام) الكوفة نزل على باب المسجد ... فقيل له : أتنزل القصر ؟ قال قصر الخبال لا تتزلوه !!) المحدث المجلسي، بحار الأنوار : 32/355.

(17) المحدث المجلسي ، بحار الانوار : 40/340.

(18) المحدث المجلسي ، بحار الانوار : 318.

(19) المصدر نفسه : 319.

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.