الأصدقاء ودورهم في التربية / أبناؤكم يتأثرون تدريجياً بأصدقائهم |
2751
11:06 صباحاً
التاريخ: 13-1-2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-1-2022
2381
التاريخ: 13-1-2022
2752
التاريخ: 2-9-2018
1875
التاريخ: 12-7-2018
1790
|
هل نقوم بواجبنا كاملاً في مجال تربية أبنائنا؟ أنتم تعلمون بأن القيام بهذا الواجب وهذه المسؤولية الكبيرة يحتاج إلى خبرة وتدريب ورعاية ومراقبة: فواجب تربية الأبناء يحتاج إلى خبرة ودراية لكي يميزوا بين الصالح والطالح من الأعمال والتصرفات. كما يحتاج الأبناء في تربيتهم إلى الرعاية والمراقبة لكي يتعودوا على عمل الخير والتصرفات الحسنة والجيدة ويتربوا تربية حسنة وصالحة ويصبحوا من أهل الخير والصلاح والرشاد والكفاءة وينشأوا أحراراً مقتدرين. ومن بين كل العوامل المؤثرة في التربية فإن عامل «الصداقة والأصدقاء» يحتل أهمية خاصة في هذا المجال لأن الشخص يتأثر تدريجياً بأصدقائه ويكتسب صفاتهم وخصائصهم. وهذا يعتبر مبدأً تربوياً مهما. وإذا كنا نريد ولداً صالحاً وصادقاً فعلينا أن نحثه ونشجعه على مخالطة ومصادقة الأفراد الصالحين والصادقين وحول تأثير الصديق على حياة الإنسان ونهجه في الحياة يقول النبي صلى الله عليه وآله: [أسعد الناس من خالط كرام الناس](1) وقال صلى الله عليه وآله: [من لم تنتفع بدينه ودنياه فلا خير لك في مجالسته، ومن لم يوجب لك فلا توجب له ولا كرامة](2) لذلك علينا أن نتوخى الدقة والحذر في اختيار الأصدقاء.
كما يقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في دستوره التربوي العظيم في وصيته المطولة إلى انه الحسن عليه السلام ما مضمونه، (يا بني عاشر أهل المعروف لتصبح منهم وتجنب مجالسة الأشرار لكي لا تتأثر بهم وتصبح منهم). نفهم بوضوح من هذين الحديثين الشريفين والقيمين بأن أفضل وأنجح أسلوب في التربية هو أن نرشد أبناءنا ونوجههم إلى طرق كسب الأصدقاء ومساعدتهم ومراقبتهم في هذا المجال. علينا أن نوصيهم ونؤكد عليهم بأن يتوخوا الدقة الكاملة في اختيار أصدقائهم ويختاروا أفضل الأصدقاء وأكثرهم حياءً وفهماً وإدراكاً وأن يتجنبوا معاشرة ومصادقة الأشخاص المستهترين غير المؤدبين الذين لا حياء لهم ولا فضيلة. إياكم أن تغفلوا وتتهاونوا بشأن أصدقاء أبنائكم وإياكم أن تتركوا أبناءكم دون توجيه ورعاية ودون أن تساعدوهم وتراقبوهم. أليست مجالسة ابنكم للشخص المصاب بمرض عضال خطرة على سلامته؟ هل تسمحون لابنكم أن يصادق شخصاً مصاباً بمرض خطير ومعد؟ إذا تركتم أبناءكم وشأنهم ولم تتحدثوا معهم حول الشروط التي يجب أن تتوفر في الصديق الجيد فقد يغفلون ويصادقون أفراداً شريرين غير صالحين ويتخالطون معهم مما يجعلهم يواجهون الشقاء والانحراف والضلال وعلى ضوء أهمية الأصدقاء ودورهم في صلاح وخير الأبناء، فكروا واسألوا أنفسكم: هل نبهتم وأطلعتم أبناءكم المراهقين على هذا الأمر المهم؟ وهل تحدثتم معهم بشأن الشروط التي يجب أن تتوفر في الصديق الجيد والمخلص الأمين؟ وهل تكلمتم مع أبنائكم حول ضرورة اختيار الأصدقاء الجيدين الصالحين؟ وهل تعرفون أصدقاء أبنائكم؟... وهل كانت لديكم خطط وبرامج لتعزيز العلاقات بينهم وبين أبنائكم؟... الرد على كل هذه التساؤلات نجده في الرسالة القيمة التي وجهها الأستاذ والأب والمعلم والمربي الكبير المرحوم الشهيد مرتضى المطهري لنجله الكريم. وتتضمن هذه الرسالة القيمة نموذجاً للرعاية والتوجيه والمساعدة التي يجب أن يقدمها كل أب لأبنائه:
الرسالة:... ولدي العزيز وقرة عيني
أرجو لك من الله السلامة والتوفيق وحسن العاقبة. إن أوضاعنا جيدة عموماً ولله الحمد. حيث نذكرك في أغلب الأوقات. أتمنى لك التوفيق التام في الامتحان.
ولدي العزيز: بلغ سلامي إلى رفاقك وأصدقائك ولا سيما الموجودين معك في غرفتك. إذا جئت إلى طهران فائت بهم إلى بيتنا فإن ذلك سوف يسرني ويفرحني. توخّ الدقة الفائقة في اختيار أصدقائك لأنها كثيرة تلك الحيّات والأفاعي الجميلة الشكل والظاهر وكن يا ولدي دقيقاً للغاية لدى اختيارك الكتب التي تريد قراءتها. ضاعف معلوماتك في مجال العلوم الإسلامية والإنسانية. شارك في الجلسات والمحاضرات الدينية المفيدة إذا احتجت إلى أي كتاب في هذا المجال أخبرني بذلك حتى ارسله إليك. حاول قدر إمكانك أن تقرأ في كل يوم جزءاً واحداً من القرآن الكريم حيث لا يستغرق ذلك أكثر من خمس دقائق واهد ثواب ذلك إلى روح الني الأكرم صلى الله عليه وآله فذاك يبارك في العمر ويجلب التوفيق إن شاء الله تعالى.
١- إن هذا الأستاذ الشهيد رضوان الله تعالى عليه أشار في رسالته المليئة بالإرشادات والنصائح التربوية ثلاث أو أربع مرات إلى موضوع الصداقة والأصدقاء. فهو أبلغ سلامه لأصدقاء ابنه وأكرمهم وذكرهم باحترام ثم دعاهم إلى منزله في طهران وبعد ذلك حذر ابنه من أصدقاء السوء وأهل الشر وطلب منه أن يتجنبهم وأن يكون دقيقاً للغاية في اختيار الأصدقاء. وبعد أن أشار الشهيد المطهري إلى هاتين النقطتين، تطرق إلى أمور بإمكانكم أن تفهموها بمجرد التأمل.
٢- إن هذه الرسالة مليئة بمشاعر الاحترام والإكرام والتقدير لشخصية الابن (نقصد هنا الأبناء والبنات على حدٍ سواء) وهذا الأسلوب في التعامل مع الأبناء هو أسلوب تربوي متين يجب أن يأخذ به ويتعلمه جميع الآباء والأمهات والمعنيين بتربية جيل الشباب والمراهقين في المجتمع في المدارس والجامعات. فعلى هؤلاء أن يحترموا ويكرموا أبناءهم وتلاميذهم وطلابهم ويحترموا شخصيتهم ويقيموا صرح التربية العالي على قاعدة الإكرام وكرامة الفرد ليبقى هذا البناء سليماً وشامخاً.
___________________________________
(1) بحار الأنوار ج٧٤ ص ١٨٥.
(2) المصدر السابق ج٧٧ ص ٤٧.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|