المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Kidney
21-10-2015
Real Number Picking
18-10-2020
Compounds of Cobalt
4-12-2018
Constructions
28-1-2022
معنى كلمة أخذ
13-4-2022
Marino Ghetaldi
13-1-2016


التبين والأناة في اتخاذ المواقف من الناس  
  
2268   09:38 صباحاً   التاريخ: 10-1-2022
المؤلف : رضا علوي سيد احمد
الكتاب أو المصدر : فن التعامل مع الناس
الجزء والصفحة : ص 314 ـ 318
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-1-2022 1954
التاريخ: 27-6-2016 3716
التاريخ: 2024-01-08 1111
التاريخ: 13-11-2021 3597

قال الإمام علي (عليه السلام): (العجل يوجب العثار) (1).

وقال (عليه السلام) أيضاً: (الزلل من العجل) (2).

وقال الإمام الباقر (عليه السلام): (الأناة من الله والعجلة من الشيطان) (3).

وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (مع التثبت تكون السلامة، ومع العجلة تكون الندامة) (4).

من الصفات التي تكاد تكون موجودة أو مغروزة في كل إنسان، ومورد إبتلاء بها من قبل جميع الناس: العجلة، او التسرع، فالإنسان كما يعبر عنه القرآن الكريم بأنه خلق من عجل، أو أنه كان عجولا.

ومع أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ فطر الإنسان على هذا النحو، فقد أعطاه ومنحه إمكانية التأني والتؤدة والتأمل والتعرف قبل ممارسة الأعمال قصداً أو موقفاً، أو فكراً أو قولا، أو فعلا لكي يحرز الصواب والحقيقة، ويبتعد عن الزلل والوهم.

ومن الأعمال أو الممارسات التي تستلزم من المرء التبين والأناة: إتخاذ المواقف من الناس، والمواقف منهم هي تلك الأفعال أو ـ إن صح التعبير – ردود الأفعال التي يتخذها من الأعمال والممارسات التي تصدر منهم وتكون ذات إرتباط به بشكل مباشر أو غير مباشر.

والمواقف من الناس يمكن القول أنها على نوعين: إيجابية، وسلبية، فالأولى هي المواقف التي توافق الناس على ما يصدر منهم من أفعال، والثانية هي التي لا توافقهم على ما يصدر منهم، وكما على المرء أن يكون متأنياً في إتخاذ المواقف الإيجابية من الناس، عليه أيضاً أن يكون متأنياً في إتخاذ المواقف السلبية منهم، خصوصاً وأن هذه الأخيرة قد تؤثم متخذها، وقد تجلب المضرة للطرف الآخر، والأمر الذي يتطلب من المرء التبين والتأمل والتعرف والإستقصاء قبل إتخاذها.

وتنقسم المواقف المنفية من الناس - كما المثبتة - إلى: قلبية (أو داخلية)، وقولية، وفعلية (خارجية) ومثال القلبية: سوء الظن بالناس، وحسدهم، ومثال القولية: إيذاء الناس باللسان، وتهمتهم، وإغتيابهم، والنميمة عليهم، والسعاية بهم، وجرح مشاعرهم بالكلمات الجارحة والنابية، ومثال الفعلية: الإعتداء على الناس بالضرب، وبارتكاب الجرائم بحقهم، وكل هذه المواقف قد تأتي نتيجة للعجلة والتسرع وانعدام الأناة والتؤدة.

وعن التسرع والعجلة في إتخاذ الموقف من الشخص الآخر، والآثار المترتبة على ذلك، كتبت إحدى المجلات: أن رجلا متهوراً دخل داره، وفقد في الدار زوجته، فأساء بها الظن، وأخذ يفتش في أثاثها، وإذا به يجد في بعض أثاثها رسالة غرامية موجهة من رجل، فتيقن أن لزوجته اتصالاً غير مشروع بصاحب الرسالة، فهيا لها آلة قتّالة، وبمجرد أن جاءت حمل عليها بتلك الآلة القتالة وقتلها وهي تستغيث وتسأل عن السبب، لكنه قد ركبه الشيطان، فلم يمهلها ولم يستنطقها، ثم أخبر الرجل أهل الزوجة بأنها كانت سيئة، ولذا قتلها.

وبعد يوم جاء الرجل إلى الرسالة الغرامية، ليرى تفصيل ما فيها، وإذا به يفاجأ بأن الرسالة موجهة إلى فتاة إسمها (فلانة) وليست موجهة إلى زوجته. وقرأ الرجل الرسالة والعنوان مرة ثانية وثالثة، حتى تيقن أن الرسالة والعنوان ليست لزوجته، ثم أخذ يفحص عن الفتاة التي وجهت إليها الرسالة، فعلم أنها صديقة لزوجته، وأنها جاءت بالرسالة إلى زوجته لتودعها عندها، كما كانت عادتها أن تودع عندها رسائلها ونقودها وثيابها لأنها جارة لهم، وتذكر أن زوجته لا تقرأ ولا تكتب، فندم على فعلته ولا ينفعه الندم.

ولم تمض من الحادث إلا أيام قلائل، وإذا بالرجل يفاجأ بألم في موضع من ذراع يمناه، وأخذ الألم يشتد ويشتد، وراجع الأطباء، وكلما عالجوه لم ينفع. وأخيراً قرروا إجراء عملية جراحية على نفس الموضع، مع أنه لم يكن فيه أثر من إحمرار أو ورم وما شابه، وأجروا العملية، وقطعوا قطعة لحم من مكان الوجع، لكن الألم لم يزل، وبقي في المستشفى إلى أن نبت اللحم الصالح، لكن الألم بقي على حاله في كمال الشدة، مما سلبه استقراره، وأطار النوم في الليل عن عينيه.

وأخيراً أشار عليه بعض الأطباء بمراجعة أطباء النفس، قالوا: لعله مرض نفسي لا جسدي، وبعد أن راجع طبيباً نفسياً، واستنطقه الطبيب عن كل ما إقترفه في حياته، تذكر أنه لما قتل زوجته ترشح من دمها نقطة فأصابت هذا الموضع من اليد، فقال له الطبيب: إنه عقاب الله (سبحانه)، ولا علاج لك عندنا، وهكذا خرج من عند طبيب النفس يجر أذيال الخيبة والخسران (5).

إن العجلة والتسرع كما يؤديان إلى الوقوع في الزلات والأخطاء في الفكر والتفكير والعمل، يؤديان أيضاً إلى الوقوع في العثار والزلل والخطأ على صعيد التعامل مع الناس، فرب موقف مستعجل يتخذه امرؤ من شخص آخر، يتبين له فيما بعد خطأ هذا الموقف، وكم من إنسان تعجل إساءة الظن بشخص آخر ثم تبين له أن ظنه لا يلامس الحقيقة!، وكم من أمرئ تعجل في إطلاق حكم على شخص آخر، ثم انكشف له فيما بعد أن حكمه خاطئ، وفي غير موقعه!.

وفي هذا الشأن يقول أحد الكتاب: كنت في إحدى البلاد، فسافر أحد أقاربي إلي من أجل زيارتي برفقة زوجته، وذات يوم قامت زوجته بزيارة إحدى صديقاتها، فطلب زوج هذه الأخيرة من زوجة قريبي المسافر ان يحضر الأخير لزيارته، وقالت زوجة الداعي لزوجة القريب المسافر: هل قال فلان (يقصد الكاتب) لزوجك شيئاً؟ فما كان من الكاتب إلا أن تعجل في الظن، فسر السؤال والقول فيه بأمور أخرى، ولما استوضح الأمر تبين أن الداعي لم يكن يقصد من سؤاله إلا وجه الخير، وبذلك أوقعت العجلة الكاتب في إساءة الظن بأخيه، وندم على ذلك.

والثاني في اتخاذ المواقف من الناس وتحاشي العجلة في ذلك، أمر مطلوب سواء في التعامل المباشر مع الناس، أو في التعامل غير المباشر معهم، فليس من الصحيح أن يصدق المرء ما يقوله شخص آخر له بحق أناس آخرين من دون تبين وتأمل وأناة، فلربما كان الناقل غير متيقن من صحة ما يقول، ولربما كان واشياً يريد الإيقاع بين المرء والآخرين.

يقول تعالى في التبين والتحقق من الأخبار المنقولة والمسموعة:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: 6].

وهكذا فلكي يحسن المرء معاملة الناس خليق به أن يتوسّل بالتبين والأناة في اتخاذ المواقف منهم، وخصوصاً في تلك المواقف التي يؤدي التعجل في اتخاذها الى ظلمهم، وحدوث ما لا تحمد عواقبه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الغرر والدرر.

(2) المصدر السابق.

(3) بحار الانوار، ج71، ص340.

(4) المصدر السابق، ص338.

(5) الامام الشيرازي: العدل أساس الملك، ص46 - 48 مع بعض التصرف في العبارة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.