انواع الحدود - الحدود الطبيعية - المسطحات المائية والحدود السياسية- الانهار |
3570
04:05 مساءً
التاريخ: 8-1-2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-1-2016
3536
التاريخ: 15-11-2021
1952
التاريخ: 22-1-2016
5607
التاريخ: 15-12-2021
1508
|
المسطحات المائية والحدود السياسية
تشكل المسطحات المائية - أنهارا وبحيرات وبحارا - عقبات طبيعية أمام الاتصالات البرية المعتادة، ويلزم وجود وسيلة خاصة لعبورها - قوارب وسفن وجسور - وبذلك فإنها في الحقيقة نوع من أنواع الحدود الاستراتيجية المانعة، ولكن الأنهار والبحيرات مشكلات خاصة تختلف عن البحار والمحيطات، ومن ثم يجب التفريق بينهما.
- الانهار: كانت الامبراطورية الرومانية تبذل قصارى جهدها في أن تسير حدودها مع الأنهار لأنها كانت بمثابة حواجز طبيعية ترد عنها غارات المتبربرين. كما كانت تسهل لها الحركة والاتصال بين نقاط الحدود المختلفة. لقد كان نهر الدانوب ونهر الراين من أهم خطوط الدفاع الغني حمت الامبراطورية الرومانية من القبائل القادمة من أواسط اوراسيا, تلى ذلك أن استغل الاستعمار وجود الأنهار ورسم عليها الحدود السياسية بين المستعمرات. لا لكونها حدودا طبيعية تفصل بين شعبين مختلفين بل لكونها ظاهرة طبيعية واضحة على الخريطة وعلى الطبيعة، فمثلا حدود أفريقيا الجنوبية الغربية رسمت على نهر الأورانج ونهر كنين ونهر كفانج ونهر الزمبيزي بواسطة الساسة الألمان الذين لم تطأ اقدامهم ارض القارة الأفريقية.
وعلى غرار أفريقيا الجنوبية الغربية الكثير من الحدود السياسية التي فرضها الاستعمار فرضا على الشعوب دون أن يراعى فيها سوى عاملي السهولة والوضوح على الخريطة وعلى الطبيعة. لقد أدى اختيار الأنهار كحدود سياسية بين الدول الكثير من المشاكل وخاصة اذا كانت تلك الأنهار تمر بمناطق مكتظة بالسكان، غير أنه يمكن أن يستثنى من هذه الظواهر حالتان. احداهما أن يكون تخطيط الحدود سابقا لسكني الانسان وثانيهما أن يكون قد انقضى على رسم الحدود زمن طويل مما يفسح المجال أمام كل شعب على جانبي النهر من الاستقرار والتأقلم الجغرافي في المنطقة التي يعيش فيها لأن الزمن يصبح كفيلا بان يجعل لكل شعب على جانبي النهر عاداته وتقاليده وثقافته الخاصة به والتي تميزه عن الشعب المجاور أن ظاهرة اختيار الأنهار كفواصل طبيعية بين الدول قد تغير مع تغير العصور فلم يعد النهر سوى صلة طبيعية توحد بين الشعوب التي تشترك في حوضه وخاصة بازدياد التعاون في استخدام مياهه في الري والملاحة وتوليد القوى الكهربائية حتى أصبح النهر بمختلف فروعه بمثابة الدورة الدموية في جسم الانسان اذا تأثر أي فرع من فروعه بزيادة او نقصان في كمية المياه تأثرت جميع المنطقة بالفيضانات والقحط.
تعتبر الأنهار اليوم من أهم وسائل الترابط والاتصال الداخلي للقارات حيث تعمل على تنمية التبادل التجاري بين أقاليم الدولة الواحدة من جهة وبين اقاليم الدول الأخرى التي تشترك في حوضه من جهة أخرى، فبفضل الأنهار زادت الحركة التجارية العالمية ليس في الأنهار فحسب بل أيضا في البحار والمحيطات، فنلاحظ في نهر الراين والدانوب والمسيسبي وسانت لورنس ولابلاتا ازدحام السفن القادمة والمغادرة المحملة بمختلف السلع وخاصة السلع الثقيلة كالفحم والحديد والأخشاب والمعادن والمنتجات الضخمة سواء كانت تلك السلع مواد اولية متجهة نحو مراكز التصنيع او كانت منتجات مصنعة متجهة نحو مراكز الأسواق العالية بالإضافة الى تنمية التبادل التجاري بين الدول فان الأنهار تعمل على تقوية روح القومية وتماسك الأجناس البشرية المتعددة وتقارب الثقافات المختلفة.
أن معظم الحضارات قديمها وحديثها انما نمت وترعرعت على ضفاف الأنهار، فالحضارات التي قامت بالعراق بالرغم من اختلاف اسمائها وازمانها واماكنها كانت مرتبطة بنهري دجلة والغرات، ولنهر النيل فضل كبير في قيام الحضارة المصرية ولنهر الهوانجهو و اليانجستي والكنج والسند فضل في قيام الحضارات الصينية والهندية. أما في الوقت الحاضر فان مراكز الحضارة والتجارة والثقافة انما يتركز على ضفاف الأنهار كما بوضحها موقع كل من لندن على نهر التايمز وباريس على نهر السين ونيويورك على نهر هدسن.
فعلى الرغم من وحدة النهر الا ان هناك العديد من المشاكل بين الدول والتي مبعثها وجود نهر من الأنهار بين دولتين او اكثر نذكر منها: حرية الملاحة، تقسيم مياه النهر، موقع الحدود بين الدول في مجرى النهر منذ القدم كانت الأنهار تعد عائقا طبيعيا تستقر بموازاته الحدود الاستراتيجية للدول مثل الراين قديما (الرومان) وحديثا (فرنسا وألمانيا وسويسرا)، وريوجراندا بين الولايات المتحدة والمكسيك، وآمور بين الصين والاتحاد السوفيتي، والكنغو بين زائيري وجمهورية كنغو برازافيل، والزمبيزي بين روديسيا وزامبيا، وأوروجواي بين الأرجنتين من ناحية وأورجواي والبرازيل من ناحية أخرى.
وهنا يجب أن نميز بين الحدود الطبيعية والاستراتيجية، فالنهر - كمسطح مائي- عقبة استراتيجية ومن ثم يصبح حدا عسكريا ملائما، ولكنه ليس حدا طبيعيا في كل الحالات، ويعتمد ذلك على نوع النهر: هل يجري في سهل أو واد واسع أم في منطقة وعرة أو اخدوديه؟ هل هو نهر عريض هادئ أم ضيق متدفق التيار؟ هل هو دائم الجريان أم موسمي المياه؟ هل يغير مجراه أم هو
ثابت المجرى؟ وعلى ضوء تحديد النهر في أجزائه المختلفة يمكننا أن نقول في النهاية هل هو حدود اتصال أم انفصال. إن النهر في أجزائه العليا غالبا غير صالح لتحديد خط سياسي طبيعي؛ لأنه يكون مجموعة من الروافد الصغيرة المنحدرة سريعا والمتأثرة كثيرا بالأمطار أو الثلوج أو الينابيع، وفوق هذا فانه يجري فوق منطقة مرتفعة مضرسة غالبا هي في حد ذاتها منطقة انتقال حديدة واسعة، ولهذا فإن الغالب أن مسارات الأنهار في مجاريها الوسطى والدنيا - حيث يتحدد النهر في مجرى واحد - هي الأجزاء التي يمكن أن تتخذ حدودا استراتيجية، وهي بالفعل كذلك تاريخيا، فالراين ليس الحد السياسي بين النمسا وسويسرا في مجراه الأعلى إلا عند قرب دخوله بحيرة بودن - كونستانزة - وبعدما ينتظم جريبان مائية النهر منذ خروجه من تلك البحيرة نجده يكون في معظمه الحد التاريخي بين سويسرا وألمانيا، وبين ألمانيا وفرنسا.
والدانوب لا يكون حدا سياسيا في مجراه الأعلى، فهو لم يكن الحد الشمالي لمملكة بافاريا قديما، ويجري عبر المائيات الجنوبية حاليا، وهو يخترق شمال النمسا دون أن يصبح حدا سياسيا خارجيا أو إداريا، ويكون جزءا من حدود المجر وتشيكوسلوفاكيا، وجزء آخر من حدود رومانيا من جانب ويوغسلافيا وبلغاريا من جانب آخر، وأخيرا يكون في دلتاه جزءا من حدود رومانيا والاتحاد السوفيتي, بعض الأنهار تغير مساراتها في أجزاء محددة وأخرى في أجزاء واسعة، ومن الأمثلة على ذلك أن بلدة برايزاخ القديمة - على الراين الأوسط في إقليم بادن الألماني - كانت أصلا على الضفة اليسرى للنهر؛ أي داخل إقليم الالزاس حتى القرن السادس عشر، ثم غير النهر مجراه فأصبحت على الضفة اليمنى فدخلت بذلك في الجانب الألماني، وفيما بين سويسرا والنمسا غير الراين مجراه بعد عام ١٨٩٢، ولكن الدولتين اتفقتا على إبقاء الحدود بين البلدين على أساس المجرى القديم، وقد اتفق مؤتمر فيينا ١٨١٥ - بعد الحروب النابليونية - على اتخاذ مجاري الأنهار حدودا، لكن أحدا في هذا المؤتمر لم ينتبه إلى ظاهرة تغيير مجاري الأنهار. وإذا كانت هذه الحالة المقترنة بالتغيير البسيط في مجاري الأنهار، فماذا تكون الحالة لو كان الأمر يرتبط بتغيرات عديدة واسعة المدى.
كانت الحدود الأمريكية المكسيكية المرتبطة بمسار نهر ريوجراندا مشكلة من مشاكل تغير مجرى النهر، وتوضح الخريطة ١٢ جزءا من مسار النهر عند مدينة البازو الأمريكية، وكيف تغير المجرى مرات عديدة سنوات ١٨٥٢، ١٨٨٩، ١٩٣٠، وما هذه الخريطة إلا نموذج للتغيير الذي كان يكتنف مسار النهر كله، وبطبيعة الحال كان خط الحدود يتغير مع مسار النهر ويطول أو بقصر مع كثرة الثنيات المستحدثة، ولهذا قررت الحكومة الأمريكية في عام ١٩٣٣ إنشاء هيئة لضبط فيضان ريوجواندا وتقصير المسار بحفر مجرى مستقيم عند الثنيات، وبذلك تقصر أطوال الحدود التي ثبتت في وسط المجرى العميق، وفي عام ١٩٦٣ تنازلت الولايات المتحدة عن مساحة قدرها ٤٣٧ فدانا إلى المكسيك كانت في جنوب النهر حتى, عام ١٨٦٤ ثم أصبحت شماله بعد أن غير النهر مجراه.
وإذا تصورنا أن حدا سياسيا كان يرتبط بمسار هوانجهو في شمال الصين، فإن تغير مسار النهر في مجراه الأدنى كان سيؤدي إلى كارثة سياسية؛ لأنه كان يبتعد عدة مئات من الكيلومترات في بعض السنوات عن مساره الأول، وقد أمكن في الوقت الحاضر ضبط مسار النهر على النحو الظاهر في الخرائط ليس تجنبا للكوارث السياسية، وإنما للكوارث الاقتصادية والسكانية الهائلة التي كانت تحدث بصفة مستمرة.
وإلى جانب التغيرات النني تحدث في مسارات الأنهار، فإن هناك مشكلة أخطر، فالغالب أن أودية الأنهار في مساراتها الوسطى والدنيا هي مناطق عامرة بالسكان على كلا جانبي النهر، وغالبا ما يرتبط العمران بعضه بالبعض الآخر وترتبط المصالح الاقتصادية بين سكان الضفتين، ويصبح النهر وسيلة للربط والاتصال بدلا من الفصل، ويترتب على ذلك في غالبية الأحوال أن تصبح مناطق الأودية النهرية من عوامل تكوين حضاري اقتصادي متشابه، فإذا ما جرى الحد السياسي وسعن هذه المنطقة الحضارية الواحدة فإن ذلك لمما يؤسف له.
وبرغم كل هذه العيوب نجد أن الأنهار كثيرا ما تتخذ حدودا سياسية من أجل الراحة والتسهيل السياسي، مثال ذلك أن القوى الاستعمارية في أفرها وأمريكا اللاتينية قد استخدمت الأنهار بكثرة لتحديد مناطق النفوذ؛ لأنها ظاهرات طبيعية موجودة وواضحة، ومن ثم كان يسيرا على هذه القوى أن تتفق فيما بينها على حدود لا تخطئها العين، ولكن مثل هذه امدود سببت كيرا من التفرقة بين المجتمعات فقسمتها بين نوعين من الاستعمار، كما هو الحال حينما وجد الباكونجو أنفسهم مقسمين إلى ثلاث تبعيات استعمارية: البرتغال في أنجولا وكانبدا، والبلجيكيون في زائيري الحالية، والفرنسيون في كنغو برازافيل.
ولا شك في أن مسار النهر يصبح حدا سياسيا جيدا إذا ما تصادف أنه حد لغوي أو إتنولوجي، ولكن ذلك قليل مثل حدود البلغار والرومان على جانبي الدانوب، ولهذا تلجا الدول الغلي تصل بحدودها إلى نهر ما إلى محاكاة التطور الحضاري البطيء بأسلوب سريع، ذلك هو تهجير السكان الأصليين من مواطنهم وتوطين أبناء الدولة محلهم، وبذلك يصبح مسار النهر مرتبطا بالحد السياسي والقومي، مثال ذلك إعادة توطين الأتراك واليونانيين شرق وغرب نهر مارتيزا بعد أن هزمت تركيا في الحرب العالمية الأولى وقرر الحلفاء مد حدود اليونان في تراقيا إلى ذلك النهر، ومثل ذلك تهجير الألمان من معظم المنطقة التي تقع شرق الأودر ورافده نيسه بعد الحرب العالمية الثانية وتوسيع حدود بولندا غرا إلى مسار هذا النهر.
وعلامات الحدود من الصعب وضعها في المياه وخاصة إذا كان النهر يجري بسرعة أو يستخدم في الملاحة وصيد الأسماك. وعلامات الحدود تظهر على الخرائط فقط. ويتم التحديد الدقيق للحدود النهرية بعدة طرقه مثل:
1- تلتزم الحدود بأحد شطوط النهر.
٢- الخط المتوسط في مجرى النهر.
٣- محور الوادي أكثر النقاط عمقا في قاعة.
4- الخط المحدد بواسطة المحكمين والقوانين الدولية.
والنوع الرابع هو السائد حاليا باتفاق الدول فيما بينها. أما النوع الأول فإنه نادر الحدوث والمثال الرئيسي له هو الحد الشمالي الشرقي للعراق مع إيران في منطقة شط العرب حيث تم في عام 1914 رسم الحدود لتسير بمحازة خط المبباه في الضفة الإيرانيبة ومن ثم فهو يحرم إيران من استعمال النهر للملاحة. لذا نشأت عدة منازعات بين البلدين على شط العرب قبل توقيع اتفاقية صداقة بين البلدين. وقضت الاتفاقية بعمل منافذ لإيران على شعن العرب في منطقتي عبادان وخور مشهر Khoriamashar ( انظر الخريطة رقم 4 -٢).
والتوع الثالث لا ينتشر كثيرا بين الدول، أما النوع الثاني، وهو رسم علامات أو تحديد الغط بوسط النهر، ينتج عنه دائما عدة مشكلات مع تغير مجرى النهر مثلما رأينا في الحدود الأمريكية المكسيكية. أو بين الأرجنتين وشيلي في منطقة التقاء ريو بالينا Rio Palena مع نهر ريو إينكونترو Encuentro Rio التي تغيرت بتغير مجرى النهر وانتهت المشكلة بالتحكيم الدولي
في عام 1966 لصالح شيلي.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|