أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-12-2021
1593
التاريخ: 17-1-2022
1769
التاريخ: 11-9-2016
3027
التاريخ: 19-4-2016
2888
|
لما كانت الحياة قائمة على التعاون والتكامل والتكميل فإن كل فرد فيها لا بد وأن يحتاج إلى الآخرين، وأن يطلب منهم القيام بعمل ما، ومن طبيعة الناس أنهم متفاوتون في تقبلهم للأوامر والمطالب، فمنهم من لا يريد أن يؤمر، بل يحب أن يُلتمس منه، أو أن يرجى في القيام بعمل معين، ومنهم من لا يمانع في الإستماع إلى الأوامر، وله قابلية الإستجابة إليها، إلا أن غالبية الناس ـ على ما يبدو ـ لا تفضل الأوامر المباشرة، لأنهم يحسون أنها تنال من شخصياتهم، وتمس كبرياءهم، ويفضلون أن تقدم لهم الأوامر والمطالب في صورة التماسات، أو رجاءات، أو اقتراحات، أو تمنيات، أو أمال، أو ما شابه ذلك.
وعلى سبيل المثال:
إن موظفا، لا مانع لديه أن يلبي الطلبات والأوامر، إذا كان قد تلقاها من مدیره، أو من غيره، في صورة التماس، أو رجاء، بل إنه بهذا الأسلوب ينطلق في تأديتها ويندفع، ولكنه قد لا يكون مستعداً لتنفيذ الأوامر المباشرة، أو قد ينفذها من وراء أنفه.
ومن هنا فإن مراعاة الطبيعة البشرية والجانب النفسي للشخص الآخر، من أهم الأمور والمسلكيات في التعامل، مع الناس، ومنه الطلب منهم ـ في أي موقع من المواقع، وفي أي مؤسسة من المؤسسات.
وهناك الكثير من التعبيرات الحسنة في هذا المجال، قد تجعل الطرف الآخر يقوم بالأعمال المرجوة منه، من تلقاء نفسه، ومثال تلك التعابير: (التمس منك أن تقوم بكذا وكذا)، (التمس منك أن تساعدني في كيت وكيت)، (أرجو لو تقوم بكذا وكذا)، (اقترح أن تفعل كذا وكذا)، (أتمنى أن تفعل كذا وكذا)، (آمل أن تقوم بكذا وكذا)، (من المفضل أن تفعل كذا وكذا)، (ما رأيك أن تقوم بكذا وكذا)، (هل لك أن تصنع كذا وكذا)، (أتوسم فيك أن تقوم لي بكذا وكذا).
ولو ان المرء استخدم عقله جيداً وذوقه الكلامي، لتوصل إلى الكثير من العبارات اللطيفة التي تعطي مفهوم الطلب والأمر للآخرين من أجل أن يقوموا بالأعمال المرادة منهم، ولكن بصورة فنية غير مباشرة، ولا غرابة إذ وجد كثيرون من الناس يندفعون للقيام بالأعمال، بإشارات، أو رموز كلامية فنية، تقدر شخصياتهم، وتحفظ كرامتهم، وتراعي مشاعرهم.
ثم ان أسلوب الإلتماسات، والرجاءات، والاقتراحات، والتمنيات، والآمال، يسهل على الطرف الآخر أن يصحح خطأه، فيما إذا كان مخطئاً، لأنه يحتفظ له بشخصيته، ويشيع فيه الإحساس بالاهمية، ويسلس قياده، ويدفعه إلى التعاون والموافقة، بدل أن يحفزه إلى المشاكسة والعناد.
ويمكن للمرء أن يجرب بنفسه هذا الأسلوب، كأن يقول لشخص يعرفه: أتمنى لو تساعدني في عملي هذا، أو بأسلوب يشابه هذا الأسلوب، فإنه سيهب في مساعدته راغباً، أما لو طلب منه ذلك في صورة أمر مباشر، فقد لا يستجيب له، وربما يرد عليه بقوله: ومن أنت حتى تصدر أوامرك إليّ؟.
وفضلا عن أن غالبية الناس لا تفضل استقبال الأوامر المباشرة، فإن قسماً منهم لا يستسيغ استقبالها أمام جمع من الناس، لأن الأمر المباشر أمام المجموع قد يحدث تأثيراً لا ايجابياً أكبر منه بشكل ثنائي. وكقاعدة: إن نوع معدن الإنسان، وطبيعته البشرية، وحالته النفسية هي التي تحدد طريقة الطلب منه، وان الأفضل هو استعمال الطلب بأسلوب غير مباشر.
فلكي يجعل المرءُ الناس يندفعون إلى الأعمال التي يرجوها منهم، او يقترحها عليهم، لا يصدرن لهم الأوامر المباشرة، وليطلب ما يريده منهم في صورة التماس، أو رجاء، أو اقتراح، أو تمني، أو أمل، أو ما شاكل ذلك.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|