المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

وفاة المقتدي بأمر الله
18-1-2018
البحث حول كتاب مسائل علي بن جعفر.
27/11/2022
النظام الحكم لدى الاشوريين
14-1-2017
الوليد بن يزيد بن عبد الملك والخلافة
24-5-2017
أهمية الرحلات بالنسبة للأطفال
19-4-2022
معنى (اللبس)
22-10-2014


حسن المجالسة  
  
2340   03:35 مساءً   التاريخ: 31-12-2021
المؤلف : رضا علوي سيد احمد
الكتاب أو المصدر : فن التعامل مع الناس
الجزء والصفحة : ص 370 ـ 375
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-1-2023 1081
التاريخ: 25-6-2016 4267
التاريخ: 28-6-2016 2639
التاريخ: 28-6-2016 2902

قال الإمام علي بن الحسين (عليه السلام): (أما حق جليسك: فأن تلين له جانبك، وتنصفه في مجاراة اللفظ، ولا تقوم من مجلسك إلا بإذنه، ومن يجلس اليك يجوز له القيام عنك بغير إذنك، وتنسى زلاته، وتحفظ خيراته، ولا تسمعه إلا خيراً) (1).

(وقال الحواريون لعيسى (عليه السلام): يا روح الله، فمن نجالس إذا؟ قال: من يذكركم الله رؤيته، ويزيد في علمكم منطقُه، ويرغبكم في الآخرة عمله) (2).

للمجلس والمجالسة علاقة وطيدة بمعاملة الناس والروابط بهم، إذ المجلس هو الساحة أو الطرف الذي يحصل فيه اللقاء والتعامل، والمجالسة بدورها هي الوسيلة التي معها يحصل التعامل فيما بين الناس.

ولما كان المجلس والمجالسة بهذا الشأن والمنزلة، فقد أولاهما الدين اهتماماً لما لهما من تأثيرات على الإنسان وسلوكه في الحياة، وجعل لهما حدوداً وآداباً، إذ الإنسان في المجلس او المجالسة يؤثر ويتأثر: يؤثر في الآخرين وفي أجواء المجلس، ويتأثر من الآخرين، وبأجواء المجلس ايضاً، وهذا التأثير والتأثر يجب ان يكونا في حدود الحق والخير والصلاح والفضيلة حسب منطق الدين، وهو المنطق القويم في الحياة، والأولى بالاتباع.

وبناءً عليه، فمن أولويات مجالسة الناس، اختيار الجليس، واعطائه حقوقه، فليس الناس كلهم جديرين بالمجالسة، إذ منهم الأخيار والأشرار، والصالحون والفاسدون، والأمناء والخائنون، والأفاضل والأراذل، وبديهة ان الأخيار والصالحين والامناء والأفاضل، وأشكالهم، هم الجديرون بالمجالسة والمخالطة.

يقول الإمام علي (عليه السلام) في هذا الشأن: (جليس الخير نعمة، جليس الشر نقمة) (3).

ويقول (عليه السلام) أيضا: (جماع الشر، مقارنة أهل السوء) (4).

فهلا يجانب المرء جلساء السوء، ويجالس من هم جديرون بالمجالسة؟، والجديرون (*) بالمجالسة هم:

1- المذكرون بالله.

2ـ المرغبون في الآخرة.

3- الأخيار.

4- الأبرار.

5ـ الصالحون.

6- الأمناء.

7- الحلماء.

8- العلماء.

9- الحكماء.

10- الموقنون.

11- المتواضعون.

12- الناصحون.

13- المؤمنون.

14- الأتقياء.

15- الزهاد.

16- التائبون.

17- الفقراء.

18- المساكين .

19- المخلصون.

20۔ الورِعون.

وإعطاء الحقوق للجليس، هو الأمر الآخر بعد اختياره، ومن حقوق الجليس:

ـ التواضع له.

ـ إنصافه في إتاحة الفرصة له بالحديث، وفي تحدثه عن نفسه وفيما يتعلق به.

ـ الإستئذان منه حين القيام لأمر ما، باعتباره جليساً، وحيث ان المستأذن هو صاحب المجلس.

ـ التجاوز عن أخطائه.

ـ حفظ أفعاله الخيرة.

ـ إسماعه الكلام الخير.

وهذه الحقوق امور أولية وآداب ضرورية في مجالسة الناس، فالتواضع هو عنصر اساس فيها، وهو الخلق الذي يجب ان يكون عليه الإنسان، إذ الناس يرغبون ويميلون الى مجالسة من يتواضع لهم، ويرغبون ويميلون عمّن يتكبر عليهم، فهل سمعت أن امرؤاً رغب في مجالسة شخص تكبر عليه ؟!.

ومن حق الجليس: إنصافه في مجاراة اللفظ، بمعنى الموافقة على الكلام الحق الذي يصدر منه، والاتفاق معه عليه، يتفرع من هذا الحق:

اعطاء الجليس الفرص الكافية للتحدث فيما يطيب له ويُسر به ويُلذ، ان من الناس إذا ما جالسوا الناس لم ينصفوهم في الموافقة على ما يصدر منهم من كلام حق، أو استأثروا بالحديث، والحديث عن أنفسهم، دون ان يتيحوا لهم فرصة الحديث، والتحدث عن أنفسهم، وبذلك يملهم الناس، ويستثقلونهم.

ومن تقدير الجليس واحترامه: استئذانه حين القيام، اذ من غير اللائق القيام عنه، لأداء أمر ما، أو تركه وشأنه دون استئذان، فعلى سبيل المثال: قد يأتي شخص الى مجلسك وتبدأ معه حديثاً، ثم في الأثناء تريد ان تحضر له الفاكهة أو الشاي، فمن غير اللائق ان تقوم عنه وتقطع حديثك أو حديثه من دون استئذان منه، ويخلق بك ان تقول له: أرجو أن تسمح لي ببضع دقائق، أو ما شابه ذلك من العبارات الإستئذانية اللطيفة.

ومن حسن المجالسة مراعاة حدود المجلس (**) وآدابه، فهناك مجالس مطلوب حضورها وأخرى منهي عن حضورها، فالمجالس المأمور بالارتياع فيها هي: مجالس ذكر الله، بما للذكر من معان، او هي المجالس التي يتحقق فيها رضا الله، سواء بالعبادة او غيرها.

يقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): (ارتعوا في رياض الجنة، قالوا: يا رسول الله، وما رياض الجنة؟ قال: مجالس الذكر) (5).

وقال لقمان لابنه: (اختر المجالس على عينك، فإن رأيت قوماً يذكرون الله ـ عز وجل ـ فاجلس معهم، فإنك إن تكُ عالماً ينفعك علمك ويزيدونك علماً، وان كنت جاهلاً علموك، ولعل الله يظلهم برحمة فتعمك معهم) (6).

أما المجالس التي لا يجوز الجلوس فيها، فمنها:

1- مجلس المنكر.

2- مجلس الكفر والاستهزاء بآيات الله.

3۔ مجلس جحد الحق والتكذيب به.

4- مجلس الوقوع في أهل الحق.

5ـ المجلس الذي يسب فيه الأئمة، أو يغتاب فيه المسلمون.

6- مجلس شرب الخمر.

7- مجلس العصيان عموماً.

8- مجلس الريبة.

9- المجلس الذي يسفك فيه الدم الحرام، أو يستحل فيه الفرج الحرام، أو يستحل فيه المال الحرام.

10۔ مجلس افشاء أسرار الإخوان.

11- مجلس الفحش.

وللمجالس آداب ينبغي مراعاتها، منها:

1ـ التفسح والتوسيع للداخل.

2- الجلوس في اوسع مكان يوجد، إذا لم يوسع له.

3- الجلوس حيث ما انتهى المجلس.

4- القعود في أدنى المجلس.

5ـ الجلوس في المكان الذي يأمر به صاحب المنزل.

6- تجنب تقديم الرِّجل بين يدي الجليس، الا لعذر.

وهكذا فلكي يحسن المرء معاملة الناس ينبغي له إحسان مجالستهم ومن احسان المجالسة اختيار المجلس والجليس الصالحين، واعطاء الجليس حقوقه والتزام آداب المجلس.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تحف العقول.

(2) بحار الأنوار، ج77، ص147.

(3) الغرر والدرر.

(4) المصدر السابق.

(*) غير الجديرين بالمجالسة: المقابلون للجديرين. ومن الذين نهت الأحاديث الشريفة عن مجالستهم: الأنذال، الأغنياء الذين اطغاهم غناهم، أهل الهوى، أهل البدع، الملوك، أبناء الدنيا، وقرناء السوء عموما.

(**) المجلس: موضع الجلوس، والقوم الجلوس.

(5) بحار الأنوار، ج93، ص163.

(6) الصدر السابق، ص164. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.