المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Chemical Kinetics: Changing Reaction Speeds
15-1-2017
سلوك النبات Plant Behavior
7-8-2021
مخططات pE/pH
2023-12-28
لمحة عابرة عن هوية مسيلمة
5-7-2017
فضائل امير المؤمنين من طرق اهل البيت عليهم السلام
18-12-2019
مهارة التحدث للمذيع- الاهتمام باللغة
10/9/2022


تفاعل التربوي والثقافي في ترسيخ المواطنة  
  
2135   12:29 صباحاً   التاريخ: 15-12-2021
المؤلف : الاستاذ فاضل الكعبي
الكتاب أو المصدر : الطفل بين التربية والثقافة
الجزء والصفحة : ص287 ـ 292
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2016 2496
التاريخ: 18-4-2016 3485
التاريخ: 26-7-2016 2231
التاريخ: 12/12/2022 1475

بداية يتطلب منا إذا ما أردنا تعليم الطفل معلومة من المعالم أو معرفة من المعارف ان نحدد المسار الثقافي للطفل، وطبيعة المكونات الثقافية لهذا الطفل وما يجب ان تنهض به وسائلنا وخططنا وبرامجنا التربوية والتعليمية والثقافية في قواعد ومحيط الطفل من أجل الوصول الحقيقي، والمؤثر إلى وجدان هذا الطفل وقدراته، وفهم طبيعة الطفل الثقافية والاجتماعية والتربوية.

يتطلب منا كل ذلك قبل ان نقدم على تعليمه تلك المعلومة أو المعرفة تعليما تقليديا، قد يقصر، وقد لا ينتج النتائج المرجوة خاصة إذا ما انطلقت اساليب هذا التعليم في مجمل عمليات التربية والتعليم من محددات معينة وانحصرت في إطار ضيق في اداء وظيفته الـتـربـويـة والتعليمية.

إذ ان الاداء الامثل في هذه الوظيفة يتطلب من القائمين عليها ان لا ينعزلوا عن طبيعة وعناصر المناخ الثقافي وتأثيراته في إسناد الوظائف التربوية والتعليمية فمن المفيد لهم في هذا المجال الاستعانة بوسائل وعناصر ووسائط الثقافة في إنعاش وسائل وعناصر ووسائط التربية والتعليم مثلما ينعكس الحال في هذا المجال، فيتطلب من المثقفين والمعينين بإنعاش وتنمية ثقافة الأطفال من منظرين وباحثين ودارسين ومنتجين مبدعين الاستعانة بما هو متقدم ومؤثر من وسائل وعناصر ووسائط التربية والتعليم وادخاله في البنى الثقافية.

من هنا فان العلاقة بين التربوي والثقافي علاقة لا انفصال أو انفصام منها وهي علاقة مشتركة تقدم على التداخل الموضوعي وحتى الوظيفي احيانا بين العناصر والوسائل لكل منهما لذلك نذهب دائماً إلى التأكيد على ذلك عندما يتعلق الأمر بالتنشئة الاجتماعية للطفل فنخرجها من بعدها الاحادي إلى بعدها الثنائي الواسع فنسميها (التنشئة الاجتماعية والثقافية) إذا ما أردنا التوسع في تنشئة الطفل من كل الاتجاهات والابعاد وتعمقنا أكثر في ربط الـتـربـوي والتعليمي بالثقافي في الوظائف والوسائط والمستلزمات.

ومع ذلك هناك من لا يدرك هذه الحقيقة واتجاهاتها الموضوعية والمعرفية مثلما لا يدرك مدى العلاقة العضوية بين الثقافي والتربوي ومؤثر كل منهما، فتراه يعتقد بالمؤثر التربوي والتعليمي ويوليه القداسة التي يستحقها ولا يعتقد بالمؤثر الثقافي وقوته بقدر من الاهمية التي يعتقدها بالمؤثر التربوي أو التعليمي بل انه في بعض الحالات ينكر دور المؤثر الثقافي وأثره في اثراء ودعم قدرات الطفل وشخصيته.

ومن هنا تبدأ المشكلة والخطورة على كيان الطفل الثقافي، فهذه الاشكالية الخطيرة والكبيرة قد اثرت كثيرا على بنية الثقافة وعوقت نموها في شخصية الطفل مثلما اثرت على بنية التربية والتعليم في التنامي الشخصي للطفل وهذا الحال يتطلب منا البحث عن الحلول وإيجاد المعالجة.

إننا ندرك تمام الادراك ان لكل من التربية والتعليم مفهومه الخاص، الا اننا لا يمكن ان نفصلهما عن الثقافة أو نفصل الثقافة عنهما، فالتربية كما أكد العلماء (اهم من التعليم، وان التعليم نمط من انماط التربية وللتربية اشكالها الكثيرة وكذلك التعليم له صيغ متعددة)(1). وهذه الصيغ يتم اعتمادها من وعي المجتمع ومن ثقافته الوطنية والية تطور هذه الثقافة وعلى هذا الاساس يتأكد لنا ان الثقافة اوسع واشمل من التربية بدليل (ان للتربية منهج هو وسيلتها، هدفه مساعدة الأطفال على كسب ما يناسبهم من خبرة السابقين التي تضم المعلومات وتطبيقاتها وما يتصل بها من مهارات كما يساعدهم على كسب الاتجاهات والقيم والمثل العليا واساليب التفكير وانماط السلوك المناسبة وهذا المنهج هو اداة المجتمع لعكس ثقافته)(۲). على الأطفال في العمليات التربوية والتعليمية.

ولكي يكون هناك تناسق موضوعي وعلمي مؤثر بين التربية والثقافة ويعكس فاعليته في قدرات الطفل وفي مجمل اتجاهاته النفسية والشخصية لابد (ان يكون هناك تفاعل موضوعي بين المنهج التربوي وعناصر الثقافة لتفعيل الواقع العلمي والحضاري للمجتمع ينطلق أساساً من امتثال التربية بأساليبها القديمة وأساليبها الحديثة لروح التراث الثقافي واستجابة لعوامل النهوض والتجددات العصرية في ايضاح الوعي والمحفزات الادراكية والابتكارية والتجديدية في النظرة والفكر والسلوك وتوسيع مدياتها في المجتمع لـلـوصـول بأفراده إلى تتبع الاسس الـعـلـمـيـة مـن مـؤهـلات وتخصصات واستنتاجات لتفعيل المخيلة والادراك والخيال وايصال مستوياتها إلى روح الابتكار والابداع الذي يوضح حقيقة التربية وابعادها في التعليم وفي التلاقح العلمي مع عناصر الثقافة العلمية والاجتماعية بكل مستوياتها وتشعباتها لان النتائج المتوقعة في هذه العملية هي نتائج التفاعل المشترك بين التربية والثقافة)(3).

وعبر هذا الادراك يمكن قياس قيمة التفاعل الحاصل بين التربية والثقافة من خلال الـقـيـم والأفعال الـسـلـوكـيـة والاخلاقية واللفظية والاجتماعية والانفعالية التي يبديها الطفل في العادة، على مدار الوقت في محيط بيئته الاسرية والاجتماعية، ففي هذا الاتجاه تتجلى لنا شخصية الطفل في واقعها الحقيقي بكل وضوح، ومن عدة اتجاهات، وخاصة عندما نربط مناهجنا التربوية في الواقع الحي للطفل بحيث تنطلق هذه المناهج من هذا الواقع وتتفق معه بوعي كامل وبادراك حقيقي لقيمة ووظيفة المنهج التربوي واشتغالاته الحية في الواقع الثقافي وتفاعلاته الاجتماعية ويتحقق هذا التفاعل من خلال (ربط المنهج التربوي بمشكلات الحياة واعطاء الأطفال فرصة انتقاء الـمـفـضـل من الثقافة وترك غير المرغوب فيها وذلك بالتوجيه والارشاد خاصة في المرحلة التعليمية الدنيا وفي ضوء خصائص النمو النفسي بجميع جوانبه)(4) .

وعلى هذا الاساس يمكن الحصول على النتائج الجيدة شريطة ان نبتعد في صيغ واساليب التوجيه والارشاد عن الجمود التربوي وصيغه التقليدية التي تتحدد بالأوامر والنواهي المباشرة والمترسخة أعادة – في العقلية الديماغوغية الاصلاحية التي ما زالت سائدة ليومنا هذا - في العقلية التربوية العربية.

وباعتقادنا ان علاج هذه الحالة يكمن بالخروج من قوقعة الجمود إلى الانفتاح الواعي على افاق التطور التربوي والثقافي والتفاعل الحي مع متطلبات الوعي العصري الجديد الذي ينطلق بالمنهج التربوي انطلاقة حقيقية لا تتجاوز التراث الثقافي وطبيعة انماطه التي تحييها التفاعلات الثقافية للعصر في اطار من التلاقح الموضوعي والمعرفي والاجتماعي بين التربوي والثقافي الذي يستخدم فيه المنهج الحي الذي يكون( مرنا، متكيفا لما يحدث من جديد ولما يطرأ من تغير على الحياة الاجتماعية كما يجب ان يهتم بتنمية الاتجاهات السلمية والمرغوبة نحو التغيير وعدم مقاومته طالما يتفق مع تقاليد وعادات المجتمع، فان تزويد الأطفال بالمهارات والاتجاهات السلمية أمر ضروري لكي يصبحوا عناصر تجديد في الثقافة من أجل تقدم المجتمع)(5) .

وهنا يجب التأكيد على ان من أبرز الاتجاهات السلمية التي يجب تزويد الأطفال بها وتنميتهم على اساسها تنمية وجدانية واخلاقية صحيحة مستدامة لكي يصبحوا عناصر تجديد في الثقافة من أجل تقدم المجتمع هي تزويدهم بالاتجاهات الوطنية الصادقة والمؤثرة والتي يتم من خلالها وعلى هديها بناء ذواتهم وشخصياتهم وقدراتهم بناء وطنيا صميميا وثيق التعلق والارتباط بثقافتهم الوطنية الحقيقية وبوطنهم منتهجين بذلك النهج العلمي الفاعل والمؤثر في تطور الثقافة وفي تقدم المجتمع. وعلى هذا الاساس نجد ان من اولى الاهداف التي يسعى التعليم إلى تحقيقها في وجدان الطفل وفي واقعة هي الاهداف الوطنية التي تبلغ ذروتها في تعليم الطفل أسس ومعاني وقيم المواطنة الحقة مثلما تسعى إلى ذلك غايات التربية في مناهجها وهي - بنفس الوقت - تعد من صميم الاهداف والغايات التي تسعى إليها ثقافة الأطفال.

من هنا ندرك ان سمة المواطنة سمة إنسانيه وثقافية واجتماعية واخلاقية ووطنية بارزة ومهمة في كيان الإنسان عامة، وفي كيان الطفل بصورة خاصة، ومن دون هذه السمة يختل التوازن الإنساني والثقافي والاجتماعي، والاخلاقي والوطني لهذا الكيان، ويفقد الكثير من ارتباطاته وقواعده الاجتماعية والثقافية بل ويفقد قيمته الحقيقية كمواطن في حدود المواطنة وصلة ارتباطها الصميمي بالوطن وذلك لان المواطنة تعد قيمة عليا تبرز فيها وتجتمع عندها كل القيم الأخرى التي تعزز الثقل المعنوي والقيمي للشخصية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) القوصي، عبد العزيز أولادنا بين التعليم والتعلم، مطبعة النهضة العربية ص 9.

(2) الدمرداش، سرحان ومنير كامل المناهج المعاصرة، مكتبة الفلاح ص 3.

(3) الكعبي، فاضل، الإنسان بين التربية والثقافة - جريدة الزمان العدد (2160) في 12 / 7 / 2005.

(4) قلادة، فؤاد سليمان، أساسيات المناهج في التعليم النظامي وتعليم الكبار - دار المطبوعات الجديدة – الإسكندرية.

(5) المتناني، معتوق محمد عبد القادر (1986) منهج رياض الأطفال، الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والاعلان ـ ليبيا ـ الطبعة الأولى، ص 128. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.