المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



تفسير الآيات [265 الى 266] من سورة البقرة  
  
3688   01:44 صباحاً   التاريخ: 12-06-2015
المؤلف : محمد جواد البلاغي
الكتاب أو المصدر : الاء الرحمن في تفسير القران
الجزء والصفحة : ج1, ص235-236
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / تحليل النص القرآني /

قال تعالى : {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (265) أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} [البقرة : 265، 266]

{وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ‏} أي ولأن يثبتوا أنفسهم على طاعة اللّه وطلب رضاه. فإن بذل المال عند نوع الناس صعب وان سهلت عليهم العبادات البدنية ويقال ان نوع الأعراب كانوا يستصعبون الزكاة ويعدونها كالاتاوة فالذين يسمحون بأموالهم وينفقونها ابتغاء مرضاة اللّه يكون لهم من الغايات الحميدة تثبيت أنفسهم على الطاعة وعمل الخير. ودخول «من» الجارة على أنفسهم مع انها مفعول للتثبيت مثله شايع في اللغة كقولهم روض من عريكته وهزمن عطفه ولعل السر في ذلك ان هذا المنفق ينفق من نفس قد روضها وثبتها في الجملة على الطاعة حتى سمحت للّه بالمال العزيز عندها فهو يجعل من مقاصده في الإنفاق تثبيتها على طاعة اللّه وابتغاء مرضاته بالنسبة للمستقبل من الأزمان والحالات وبهذا الاعتبار يكون هؤلاء المنفقون الكرام كأنهم يثبتون من أنفسهم بعضها فمثلهم‏ {كَمَثَلِ جَنَّةٍ} بستان‏ {بِرَبْوَةٍ} ارض مرتفعة لأنها تكون ازكى شجرا واحسن ثمرا وأنقى هواء لسلامتها من وخامة المستنقعات ونز الأرض وإضرار ذلك بالشجر والثمر {أَصابَها وابِلٌ‏} تقدم تفسيره ومن المعلوم ان سقي المطر للبستان بل كل زرع احسن لتنميتها وجودة تربتها من كل سقي‏ {فَآتَتْ أُكُلَها} اي ثمرها المأكول‏ {ضِعْفَيْنِ}‏ لما تؤتيه إذا سقيت بغيم المطر {فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌ‏} يكفيها في ذلك لجودة منبتها وان كان مطرا صغير القطر {وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ‏} ومنه انفاقكم بحسب نياتكم‏ {بَصِيرٌ} ثم كرر المثل في الزجر عن ابطال الصدقة بالمن والأذى بقوله تعالى {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ}‏ وكيف يود ومن ذا الذي يود {أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وأَعْنابٍ}‏ ومن حيث بهجة منظرها ودوام سقيها {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ} حال كونه‏ {لَهُ فِيها}زيادة على النخيل والأعناب الذين تكون ثمراتهما فاكهة وغلة وقوتا {مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ‏} التي يستغل ويتفكه بها وهو في زمان وحال يكون فيهما احرص ما يكون على هذه الجنة حيث انه‏ {أَصابَهُ الْكِبَرُ} والشيخوخة وانقطع عن الكسب وشب فيه الحرص‏ ولَهُ‏ زيادة على ذلك‏ {ذُرِّيَّةٌ ضُعَفاءُ} يحرص على الإنفاق عليهم وعلى توريثهم‏ {فَأَصابَها} أي تلك الجنة العزيزة {إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ} الاعصار ريح ترتفع بتراب فتلتف وتستدير وتقلع الشجر والنخل بقوتها {فَاحْتَرَقَتْ‏} تلك الجنة العزيزة بالنار وتلاشت بالاعصار. وإذا كان أحدكم لا يود ذلك بل هو عليه من أعظم المصائب فلما ذا يسلط نار المن والأذى في اعصار جهله ويحرق بها إنفاقه ويبطله مع ان الحاجة إلى ثمراته أشد من الحاجة إلى تلك الجنة من ذلك المحتاج‏ {كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ‏} أي لغاية ان تتفكروا فتعرفوا رشدكم‏.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .